حديث: المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صفة المنافقين واليهود في غزوة أحد

عن زيد بن ثابت قال: لما خرج النبي ﷺ إلى أحد رجع ناس من أصحابه فقالت فرقة: نقتلهم، وقالت فرقة: لا نقتلهم، فنزلت: ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ﴾ [النساء: ٨٨] وقال النبي ﷺ: «إنها تنفي الرجال كما تنفي النار خَبَثَ الحديد».

متفق عليه: رواه البخاري في فضائل المدينة (١٨٨٤) ومسلم في صفات المنافقين وأحكامهم (٢٧٧٦: ٦) كلاهما من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد قال: سمعت زيد بن ثابت يقول: فذكره.

عن زيد بن ثابت قال: لما خرج النبي ﷺ إلى أحد رجع ناس من أصحابه فقالت فرقة: نقتلهم، وقالت فرقة: لا نقتلهم، فنزلت: ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ﴾ [النساء: ٨٨] وقال النبي ﷺ: «إنها تنفي الرجال كما تنفي النار خَبَثَ الحديد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: لما خرج النبي ﷺ إلى أحد رجع ناس من أصحابه فقالت فرقة: نقتلهم، وقالت فرقة: لا نقتلهم، فنزلت: ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ﴾ [النساء: ٨٨] وقال النبي ﷺ: «إنها تنفي الرجال كما تنفي النار خَبَثَ الحديد».


1. شرح المفردات:


● رجع ناس من أصحابه: أي تخلف بعض المنافقين عن الخروج مع النبي ﷺ إلى غزوة أحد.
● فئتين: جماعتين مختلفتين في الرأي.
● تنفي: تخرج وتزيل وتطهر.
● خبث الحديد: الشوائب والرديء الذي يخرج من الحديد عند صهره في النار.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه عن واقعة حدثت بعد غزوة أحد، حيث تخلف بعض المنافقين عن الخروج للجهاد مع رسول الله ﷺ، فلما عاد المسلمون من الغزوة اختلف الصحابة في كيفية التعامل مع هؤلاء المتخلفين:
● فرقة رأت أنهم يستحقون القتل لتخلفهم وخيانتهم.
● فرقة أخرى رأت عدم قتلهم لعدم ظهور نفاقهم بشكل قاطع.
فنزلت الآية الكريمة من سورة النساء: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} توبخ المسلمين على هذا الاختلاف في شأن المنافقين، وتذكرهم أن الله هو الذي ردهم وخزيهم بسبب كفرهم ونفاقهم.
ثم بين النبي ﷺ بحكمته البالغة أن المدينة المنورة (أو الإسلام بشكل أعم) تنقي الناس وتظهر حقيقتهم، فكما أن النار تخرج الخبث والرديء من الحديد عند صهره، فكذلك مجتمع الإيمان يظهر المنافق ويفضحه ويطهر المجتمع من شره تدريجياً، دون الحاجة إلى التسرع في إقامة الحدود عليهم دون بينة.


3. الدروس المستفادة:


1- تحريم التسرع في إقامة الحدود دون بينة: فلا يعاقب أحد إلا بعد ثبوت الجرم عليه بالبينات الشرعية.
2- حكمة الإسلام في التعامل مع المنافقين: حيث أمر بالصبر عليهم وعدم مقاتلتهم ما لم يظهروا كفراً أو عدواناً، لأن في مجاهرتهم بالعداء إضعافاً للدولة الإسلامية.
3- الائتلاف وترك الاختلاف: ذمّ الله الاختلاف بين المسلمين وأمرهم بالوحدة والتآلف، خاصة في الأمور المصيرية.
4- أن البلاء والفتن تكشف حقيقة الناس: فالمحن تميز الصادق من المنافق، كما ينقي الصهر الحديد من خبثه.
5- الثقة بحكمة الله تعالى في إدارة شؤون عباده: فهو الذي يتولى جزاء المنافقين ويخزيهم في الدنيا والآخرة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
- الآية نزلت في مجموعة من المنافقين تخلفوا عن غزوة أحد بقيادة عبد الله بن أبي بن سلول.
- استمر النبي ﷺ في التعامل مع المنافقين بالحكمة والرفق، حتى لا ينفض الناس عن الإسلام، وكان الوحي يتنزل بكشف أحوالهم وتحذير المسلمين منهم.
أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن والسنة، ويجعلنا من الصادقين المخلصين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضائل المدينة (١٨٨٤) ومسلم في صفات المنافقين وأحكامهم (٢٧٧٦: ٦) كلاهما من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد قال: سمعت زيد بن ثابت يقول: فذكره.
قال ابن إسحاق بعد أن ذكر مشاورة النبي ﷺ، فخرج رسول الله ﷺ في ألف من أصحابه.
قال ابن هشام: واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بالناس.
قال محمد بن إسحاق: حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد أنخذل عنه عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الناس، وقال: أطاعهم وعصاني، ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا أيها الناس، فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب، وأتبعهم عبد الله بن حرام أخو بني سلمة يقول: يا قوم أذكركم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم فقالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ولكنا لا نرى أنه يكون قتال، قال: فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم قال: أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله عنكم نبيه.
رواه محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن شهاب الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا
كلهم قد حدث بعض الحديث عن يوم أحد. وقد اجتمع حديثهم كله فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد قالوا: أو من قاله منهم.
فذكر طويلا، وهذا جزء خاص بالمنافقين.
وقال ابن هشام: وذكر غير زياد عن محمد بن إسحاق، عن الزهري: أن الأنصار يوم أحد قالوا لرسول الله ﷺ: يا رسول الله! ألا نستعين بحلفائنا من يهود؟ فقال: «لا حاجة لنا فيهم» سيرة ابن هشام (٢/ ٦٠ - ٦٤)

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 354 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد

  • 📜 حديث: المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب