حديث: صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب دعاء النبي ﷺ لمن استشهد في غزوة أحد

عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله ﷺ على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودعّ لإحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: «إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد ...». الحديث بطوله

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٠٤٢) ومسلم في الفضائل (٣٠: ٢٢٩٦) كلاهما من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: فذكره.

عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله ﷺ على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودعّ لإحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: «إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد ...». الحديث بطوله

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه عقبة بن عامر رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله ﷺ على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: «إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها» [متفق عليه].


1. شرح المفردات:


● قتلى أحد: شهداء غزوة أحد الذين استشهدوا في السنة الثالثة للهجرة.
● بعد ثماني سنين: أي في السنة الحادية عشرة للهجرة، قبل وفاة النبي ﷺ بفترة وجيزة.
● كالمودع للأحياء والأموات: كالذي يودع الأحياء من الصحابة والأموات من الشهداء.
● فرط: السابق الذي يسبق القوم إلى المكان ليجهز لهم ما يحتاجون إليه.
● شهيد: الشاهد على أعمالكم يوم القيامة.
● الحوض: حوض النبي ﷺ في يوم القيامة الذي يسقى منه المؤمنون.
● تنافسوا فيها: أن يتنافسوا في الدنيا ويغتروا بها ويختصموا عليها.


2. شرح الحديث:


قبل وفاة النبي ﷺ بفترة قصيرة، زار شهداء أحد وصلى عليهم صلاة الجنازة بعد ثماني سنوات من استشهادهم، وذلك لتذكير الأحياء بالآخرة وتوديع الأموات والأحياء معًا. ثم صعد المنبر وخطب في الصحابة مبينًا لهم عدة أمور:
● "إني بين أيديكم فرط": أي أنا سابقكم إلى الدار الآخرة، وسأكون هناك منتظرًا لكم مستعدًا للشفاعة لكم.
● "وأنا عليكم شهيد": أي أنا شاهد على أعمالكم وأبلغ عنها يوم القيامة.
● "وإن موعدكم الحوض": أننا سنلتقي عند حوضي في الموقف العظيم.
● "إني لأنظر إليه من مقامي هذا": من علو المنبر وإشراق قلبه بالنبوة كان يرى بعين بصيرته ما أعده الله له ولأمته.
● "إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي": لأن الإيمان قد ثبت في قلوبهم.
● "ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها": يخاف عليهم من فتنة الدنيا والتنافس عليها والاختلاف فيها.


3. الدروس المستفادة:


● زيارة القبور للتذكير: زيارة القبور تذكر بالآخرة وتزهد في الدنيا.
● الشهادة على الأمة: النبي ﷺ شهيد على أمته، وهذا يقتضي مراقبة الله في كل عمل.
● الالتقاء عند الحوض: الحوض منة عظيمة من الله لأمة محمد، ويجب السعي للأعمال الصالحة لوروده.
● التحذير من فتنة الدنيا: الدنيا هي أكبر فتنة، والتنافس عليها قد يؤدي إلى التقاطع والتباغض.
● الثقة بأمة الإسلام: ثقة النبي ﷺ بعدم ارتداد صحابته عن الإسلام، لكنه حذرهم من فتنة Mammon (المال والدنيا).


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الوداع، وكانت هذه الخطبة قبل وفاة النبي ﷺ بيسير.
- فيه معجزة للنبي ﷺ حيث أخبر عن مستقبل أمته، وقد وقع ما حذر منه من التنافس على الدنيا والاختلاف.
- ينبغي للمسلم أن يجعل الدنيا في يده لا في قلبه، ويعمل للآخرة التي هي دار القرار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٤٢) ومسلم في الفضائل (٣٠: ٢٢٩٦) كلاهما من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: فذكره.
وأما ما رُوي عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول إذا ذكر أصحاب أحد: «أما والله لوددت أني غودرت مع أصحاب نُحْصِ الجبل» يعني سفح الجبل، فهو منكر.
رواه أحمد (١٥٠٢٥) والحاكم (٢/ ٧٦، ٣/ ٢٨) وعنه البيهقي في الدلائل (٣/ ٣٠٤) من طريق عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن جابر فذكره.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وأورده الهيثمي في «المجمع» (٦/ ١٢٣): وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرّح بالسماع.
قال الأعظمي: وهو كما قال: إلا أن عبد الرحمن بن جابر الأنصاري وإن كان من رجال الصحيح، ووثّقه العجلي والنسائي، ولكن قال ابن سعد في روايته ورواية أخيه: ضعيف وليس يحتج بهما.
وفي متنه نكارة وهي كيف يتمنى النبي ﷺ أن يكون من قتلى أحد وهو يدعو الله سبحانه وتعالى
بقوله: «اللهم إنك إن تشأ لا تعبد في الأرض» رواه مسلم.
وقال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: ٣٣].
وقد نقل البيهقي قول عاصم بن عمر بن قتادة: لكني والله ما يسرني أنه كان غودر معهم. ومعنى غودر - ترك مع القتلى.
أما التمني العام أن يقتل ثم يحيى، ثم يقتل، ثم يحيى إلى آخره فهو أمر يختلف عن هذا.
وقوله: نُحص الجبل - بضم النون - أصل الجبل وسفحه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 350 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين

  • 📜 حديث: صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب