فاطمة تغسل جرح النبي وعلي يسكب الماء

حديث: فاطمة تغسل جرح النبي وعلي يسكب الماء

عن سهل بن سعد - وهو يسأل عن جرح رسول الله ﷺ فقال: أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله وكان يسكب الماء، وبما دووي، قال: كانت
فاطمة عليها السلام بنت رسول الله ﷺ تغسله، وعليّ يسكب الماء بالمجنّ، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها، فاستمسك الدم، وكسرت رباعيته يومئذ، وجرح وجهه، وكسرت البيضة على رأسه.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٠٧٥) ومسلم في الجهاد والسير (١٠٢: ١٧٩٠) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب (هو ابن عبد الرحمن القاري) عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن سهل بن سعد - وهو يسأل عن جرح رسول الله ﷺ فقال: أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله وكان يسكب الماء، وبما دووي، قال: كانت
فاطمة ﵍ بنت رسول الله ﷺ تغسله، وعليّ يسكب الماء بالمجنّ، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها، فاستمسك الدم، وكسرت رباعيته يومئذ، وجرح وجهه، وكسرت البيضة على رأسه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبيل الذي يروي جانبًا من أحداث غزوة أحد، وما أصاب النبي ﷺ من جراح فيها، مع التركيز على معاني المفردات والعبر المستفادة:

1. شرح المفردات:

● يغسل جرح رسول الله ﷺ: تنظيف مكان الإصابة وتطهيره من الدم.
● يسكب الماء: يصب الماء للمساعدة في الغسل.
● دووي: عولج وتمت مداواته.
● المجنّ: الترس أو الدرع الذي كان يستخدم في الحرب، وهنا يُقصد به وعاءٌ يُسكب منه الماء، وقد يكون مجازًا عن شيء يشبه الترس في شكله.
● الحصير: سجادة منسوجة من الخوص أو القش.
● ألصقتها: وضعتها على الجرح لوقف النزيف.
● رباعيته: السن التي تلي الناب في الفك، وهي من الأسنان الأمامية المهمة.
● البيضة: هنا يقصد الخوذة أو المغفر الذي يلبس على الرأس للحماية.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، حين سُئل عن جرح النبي ﷺ في غزوة أحد، فأخبر بأنه يعرف من كان يغسل جرح الرسول ﷺ ومن كان يسكب الماء، وكيف عولج جرحه.
وخلاصة القصة: أن فاطمة بنت رسول الله ﷺ كانت تقوم بغسل جرح أبيها ﷺ، بينما كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسكب الماء باستخدام "المجن" (وعاء للماء). ولما لاحظت فاطمة أن الماء لا يزيد النزيف إلا شدة (أي أن الغسل بالماء فقط لا يوقف الدم بل يزيده)، أخذت قطعة من حصير وأحرقتها حتى أصبحت رمادًا، ثم لصقت هذا الرماد على الجرح، فاستمسك الدم وتوقف النزيف.
وفي هذا اليوم – يوم أحد – كسرت رباعية النبي ﷺ (إحدى أسنانه الأمامية)، وجُرح وجهه الشريف، وكُسرت البيضة (الخوذة) التي على رأسه من شدة الضربات التي تلقاها من الكفار.

3. الدروس المستفادة منه:

● مكانة أهل البيت: الحديث يظهر مكانة فاطمة وعلي رضي الله عنهما وحرصهما على رسول الله ﷺ وخدمته في أصعب اللحظات.
● التضحية والفداء: ما تعرض له النبي ﷺ من أذى في سبيل الله يدل على عظم التضحية التي بذلها لنشر الإسلام.
● الحكمة في العلاج: تصرف فاطمة رضي الله عنها باستخدام رماد الحصير لوقف النزيف يدل على البديهة والحكمة، وكان ذلك من أنواع العلاج المبكر في ذلك الزمن.
● الصبر على الأذى: النبي ﷺ صبر على الجرح والألم، وهو قدوة في الصبر وتحمل المشاق في سبيل الدعوة.
● التعاون في الأزمات: التعاون بين فاطمة وعلي في خدمة النبي ﷺ نموذج رائع للتكاتف في أوقات الشدة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- وقعت غزوة أحد في السنة الثالثة للهجرة، وكانت من أصعب الغزوات على المسلمين بسبب ما حدث من اختبار ومصيبة.
- إصابة النبي ﷺ في الغزوة كانت بمثابة اختبار للمؤمنين، وقد نزلت آيات في سورة آل عمران تتحدث عن الصبر والثبات.
- استشهد في الغزوة عدد من الصحابة، منهم حمزة بن عبد المطلب عم النبي ﷺ.
- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بسيرة النبي ﷺ.
نسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ والاقتداء به، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٧٥) ومسلم في الجهاد والسير (١٠٢: ١٧٩٠) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب (هو ابن عبد الرحمن القاري) عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 373 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فاطمة تغسل جرح النبي وعلي يسكب الماء

📜 حديث: فاطمة تغسل جرح النبي وعلي يسكب الماء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فاطمة تغسل جرح النبي وعلي يسكب الماء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فاطمة تغسل جرح النبي وعلي يسكب الماء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فاطمة تغسل جرح النبي وعلي يسكب الماء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية