حديث: من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عدد مَنْ قُتِلَ مِنَ المسلمين يومَ أحد

عن أبي هريرة أن عمرو بن أقيش كان له ربًا في الجاهلية، فكره أن يسلم حتى يأخذه، فجاء يوم أحد، فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحد، قال: أين فلان؟ قالوا: بأحد، قال: فأين فلان؟ قالوا: بأحد. فلبس لأمته، وركب فرسه، ثم توجه قبلهم، فلما رآه المسلمون، قالوا: إليك عنا يا عمرو! قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح، فحمل إلى أهله جريحًا، فجاء سعد بن معاذ فقال لأخته: سليه: حمية لقومك أو غضبًا لهم، أم غضبًا لله؟ فقال: غضبًا لله ولرسوله! فمات، فدخل الجنة وما صلى لله صلاة.

حسن: رواه أبو داود (٢٥٣٧) والحاكم (٢/ ١١٣) وعنه البيهقي (٩/ ١٦٧) من طريق موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن عمرو بن أقيش كان له ربًا في الجاهلية، فكره أن يسلم حتى يأخذه، فجاء يوم أحد، فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحد، قال: أين فلان؟ قالوا: بأحد، قال: فأين فلان؟ قالوا: بأحد. فلبس لأمته، وركب فرسه، ثم توجه قبلهم، فلما رآه المسلمون، قالوا: إليك عنا يا عمرو! قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح، فحمل إلى أهله جريحًا، فجاء سعد بن معاذ فقال لأخته: سليه: حمية لقومك أو غضبًا لهم، أم غضبًا لله؟ فقال: غضبًا لله ولرسوله! فمات، فدخل الجنة وما صلى لله صلاة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه قصة مؤثرة تدل على سعة رحمة الله تعالى وتفضله على عباده، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني.

شرح المفردات:


● عمرو بن أقيش: رجل من بني عبد الأشهل من الأوس.
● كان له ربًا في الجاهلية: أي كان له دين (مال) على الناس في الجاهلية لم يستوفه بعد.
● فكره أن يسلم حتى يأخذه: تردد في الدخول في الإسلام خشية أن يسقط حقه في المال.
● لبس لأمته: لبس درعه وسلاحه للقتال.
● إليك عنا: ابتعد عنا (قالوا ذلك لشكهم في نواياه).
● حمية لقومك: غيرة وعصبية لقومك.
● غضبًا لله: دفاعًا عن دين الله وغيرة له.

شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة عمرو بن أقيش الذي كان مترددًا في الدخول في الإسلام بسبب دين (مال) له على الناس في الجاهلية، خشية أن يضيعه إذا أسلم. لكنه عندما سمع أن قومه (بني عبد الأشهل) قد خرجوا للقتال في غزوة أحد، سأل عن أفرادهم فأخبروه أنهم جميعًا في أحد، فثارت غيرته ولبس سلاحه وخرج للقتال.
عندما رآه المسلمون ظنوا أنه جاء ليقاتل مع المشركين، فنصحوه بالابتعاد، فأخبرهم أنه قد آمن. قاتل بشجاعة حتى أصيب بجروح، ثم حمل إلى أهله. جاء سعد بن معاذ -وهو سيد الأوس- إلى أخت عمرو بن أقيش وسألها أن تسأل أخاها عن نيته في القتال: هل كان بدافع العصبية القبلية أم بدافع الإيمان والغيرة لله؟ فأجابهم أنه قاتل غضبًا لله ورسوله، ثم مات على ذلك.
العجيب في القصة أنه دخل الجنة وهو لم يصل لله صلاة واحدة، لأن موته كان بعد إسلامه مباشرة في المعركة.

الدروس المستفادة:


1- سعة رحمة الله تعالى: فالله قبل توبة عمرو بن أقيش وقبل منه جهاده رغم تأخره في الإسلام.
2- الإخلاص شرط القبول: فنية عمرو بن أقيش كانت خالصة لله، وهذا ما جعل قتله شهادة ودخوله الجنة.
3- قبول التوبة مهما تأخرت: فالله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
4- فضل الجهاد في سبيل الله: الذي قد يمحو الذنوب السابقة ويرفع الدرجات.
5- حسن الظن بالله: فالله أكرم من أن يضيع عبدًا تاب إليه وأناب.

معلومات إضافية:


- هذه القصة من الأمثلة الباهرة على كيف يغير الإيمان من نفس الإنسان، فعمرو بن أقيش انتقل من التعلق بالدنيا (المال) إلى التضحية بالنفس في سبيل الله.
- فيها دليل على أن الشهيد يغفر له جميع ذنوبه ويدخل الجنة وإن لم يعمل من الصالحات سوى الجهاد.
- يستفاد منها أهمية سؤال المحتضر عن نيته وتذكيره بالإخلاص لله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٥٣٧) والحاكم (٢/ ١١٣) وعنه البيهقي (٩/ ١٦٧) من طريق موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي، فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم.
وحسّنه الحافظ في الإصابة فقال: «هذا إسناد حسن».
قال الأعظمي: لم يسنده أبو هريرة، وقد جاء مسندًا في الحديث الآتي: عن أبي هريرة قال: كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط، فإذا لم يعرفه الناس سألوه: من هو؟ فيقول: أصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش.
قال الحصين: فقلت لمحمود بن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه، فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله ﷺ إلى أحد، بدا له الإسلام فأسلم، فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس، فقاتل حتى أثبتته الجراحة، قال: فبينما رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به، فقالوا: إنه للأصيرم، وما جاء؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الحديث، فاسألوه ما جاء به؟ قالوا: ما جاء بك يا عمرو، أحَدَبًا على قومك أو رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله ورسوله وأسلمت، ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله ﷺ
فقاتلت حتى أصابني ما أصابني، قال: ثم لم يلبث أن مات في أيديهم، فذكروه لرسول الله ﷺ فقال: «إنه لمن أهل الجنة».
حسن: رواه أحمد (٢٣٦٣٤) عن يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق وحصين بن عبد الرحمن فإنهما حسنا الحديث. وقد حسّنه ابن حجر في الإصابة (٥٨١١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 345 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة

  • 📜 حديث: من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب