حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب عدد مَنْ قُتِلَ مِنَ المسلمين يومَ أحد
حسن: رواه الترمذي (٣١٢٩) وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه (٢١٢٣٠، ٢١٢٢٩) وصحّحه ابن حبان (٤٨٧) والحاكم (٢/ ٣٥٨ - ٣٥٩) كلهم من طرق عن الفضل بن موسى، حدثنا عيسى بن
عبيد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب فذكره واللفظ لأحمد.
![عن أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة وفيهم حمزة، ومثلوا بقتلاهم، فقال أصحاب رسول الله ﷺ: لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لنربينّ عليهم، فلما كان يوم الفتح قال رجل لا يعرف: لا قريش بعد اليوم، فنادى منادي رسول الله ﷺ: أمن الأسود والأبيض إلا فلانًا وفلانًا. ناسًا سمّاهم، فأنزل الله ﷿: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: ١٢٦] فقال رسول الله ﷺ: «نصبر ولا نعاقب». عن أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة وفيهم حمزة، ومثلوا بقتلاهم، فقال أصحاب رسول الله ﷺ: لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لنربينّ عليهم، فلما كان يوم الفتح قال رجل لا يعرف: لا قريش بعد اليوم، فنادى منادي رسول الله ﷺ: أمن الأسود والأبيض إلا فلانًا وفلانًا. ناسًا سمّاهم، فأنزل الله ﷿: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: ١٢٦] فقال رسول الله ﷺ: «نصبر ولا نعاقب».](img/Hadith/hadith_8809.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أبو بن كعب رضي الله عنه:
أولاً. شرح المفردات:
● يوم أحد: الغزوة التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة بين المسلمين والمشركين.
● مَثَّلوا بقتلاهم: أي شوّهوا جثثهم بعد القتل بقطع الآذان والأنوف وغير ذلك.
● لنربينّ عليهم: أي لنزيدنّ في التشويه والتمثيل بهم انتقامًا.
● يوم الفتح: فتح مكة في السنة الثامن للهجرة.
● لا قريش بعد اليوم: أي سنقضي عليهم ونستأصلهم.
● أمن الأسود والأبيض: أي الأمان شامل للجميع حتى الحيوانات.
● فأنزل الله: أي نزلت الآية الكريمة في هذا الموقف.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحدثنا أبي بن كعب رضي الله عنه عن حدثين متباعدين زمنيًا:
الحدث الأول: بعد غزوة أحد التي استشهد فيها 70 من الصحابة (64 من الأنصار و6 من المهاجرين بما فيهم حمزة بن عبد المطلب عم النبي ﷺ)، قام المشركون بتمثيل بالشهداء وتشويه جثثهم. فغضب الصحابة وقالوا: إذا انتصرنا عليهم يومًا سنفعل بهم مثل ما فعلوا بنا.
الحدث الثاني: بعد سنوات، عند فتح مكة (حين دخلها النبي ﷺ منتصرًا)، صاح رجل مجهول (لم يُعرف اسمه) يقول: "اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحل الحرمة، لا قريش بعد اليوم!" أي دعا للانتقام والإبادة.
فما كان من النبي ﷺ إلا أن نادى مناديه بالأمان العام للجميع إلا فئة محددة سمّاها (وهم فئة معينة من مجرمي قريش الذين استثناهم النبي من العفو لأسباب خاصة). ثم نزلت الآية الكريمة: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126].
فقال رسول الله ﷺ: "نصبر ولا نعاقب"، أي اختار الصفح والعفو بدل الانتقام.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- عظمة خلق النبي ﷺ: حيث عفا عن قريش رغم ما فعلوه به وبأصحابه.
2- تفضيل العفو على الانتقام: الإسلام يبيح المقابلة بالمثل لكن يفضل العفو والصبر.
3- الحكمة في القيادة: النبي ﷺ لم ينتقم رغم القدرة، لحكمة عليا وهي جمع القلوب وترسيخ مبدأ الرحمة.
4- القرآن ينزل لمواقف: كثير من الآيات نزلت معالجة لأحداث واقعية.
5- التسامح الإسلامي: الإسلام دين رحمة حتى مع الأعداء عند المقدرة.
رابعًا. معلومات إضافية:
- استثنى النبي ﷺ من العفو نفرًا قليلاً ممن اشتد إيذاؤهم للمسلمين، لكن معظمهم أسلموا بعد ذلك وعفا عنهم.
- هذا الموقف من أسباب دخول كثير من قريش في الإسلام طواعية.
- الآية جمعت بين الإذن بالقصاص والترغيب في العفو، فاختار النبي ﷺ الأعلى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
عبيد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب فذكره واللفظ لأحمد.
وفي غيره: «كفّوا عن القوم إلا أربعة»
قال الترمذي: حسن غريب من حديث أبي بن كعب.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وإسناده حسن من أجل عيسى بن عبيد وهو الكندي أبو المنيب فإنه حسن الحديث. وفيه أيضًا الربيع بن أنس مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 344 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
- 346 أي عباد الله أبي أبي
- 347 كل مصيبة بعدك جلل
- 348 قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
- 349 لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية
- 350 صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين
- 351 لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق
- 352 لكن حمزة لا بواكي له
- 353 تغسّل الملائكة حنظلة
- 354 المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد
- 355 رجلان عليهما ثياب بيض يقاتلان عن رسول الله ﷺ
- 356 أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد
- 357 ما جمع أبويه لأحد إلا لسعد: يا سعد ارم فداك...
- 358 فداك أبي وأمي
- 359 رم فداك أبي وأمي
- 360 ارم فداك أبي وأمي
- 361 لم يبق مع رسول الله في بعض تلك الأيام غير...
- 362 صحبت عبد الرحمن بن عوف وطلحة والمقداد وسعدًا
- 363 يد طلحة شلاء وقى بها النبي ﷺ يوم أحد
- 364 من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
- 365 من للقوم قال طلحة أنا فقال رسول الله كما أنت
- 366 أم سليط كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
- 367 يوم أحد وانهزام الناس عن النبي ﷺ وأبو طلحة يجوب...
- 368 اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيّه
معلومات عن حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
📜 حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








