حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عدد مَنْ قُتِلَ مِنَ المسلمين يومَ أحد

عن أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة وفيهم حمزة، ومثلوا بقتلاهم، فقال أصحاب رسول الله ﷺ: لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لنربينّ عليهم، فلما كان يوم الفتح قال رجل لا يعرف: لا قريش بعد اليوم، فنادى منادي رسول الله ﷺ: أمن الأسود والأبيض إلا فلانًا وفلانًا. ناسًا سمّاهم، فأنزل الله عز وجل: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: ١٢٦] فقال رسول الله ﷺ: «نصبر ولا نعاقب».

حسن: رواه الترمذي (٣١٢٩) وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه (٢١٢٣٠، ٢١٢٢٩) وصحّحه ابن حبان (٤٨٧) والحاكم (٢/ ٣٥٨ - ٣٥٩) كلهم من طرق عن الفضل بن موسى، حدثنا عيسى بن
عبيد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب فذكره واللفظ لأحمد.

عن أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة وفيهم حمزة، ومثلوا بقتلاهم، فقال أصحاب رسول الله ﷺ: لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لنربينّ عليهم، فلما كان يوم الفتح قال رجل لا يعرف: لا قريش بعد اليوم، فنادى منادي رسول الله ﷺ: أمن الأسود والأبيض إلا فلانًا وفلانًا. ناسًا سمّاهم، فأنزل الله ﷿: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: ١٢٦] فقال رسول الله ﷺ: «نصبر ولا نعاقب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أبو بن كعب رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● يوم أحد: الغزوة التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة بين المسلمين والمشركين.
● مَثَّلوا بقتلاهم: أي شوّهوا جثثهم بعد القتل بقطع الآذان والأنوف وغير ذلك.
● لنربينّ عليهم: أي لنزيدنّ في التشويه والتمثيل بهم انتقامًا.
● يوم الفتح: فتح مكة في السنة الثامن للهجرة.
● لا قريش بعد اليوم: أي سنقضي عليهم ونستأصلهم.
● أمن الأسود والأبيض: أي الأمان شامل للجميع حتى الحيوانات.
● فأنزل الله: أي نزلت الآية الكريمة في هذا الموقف.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا أبي بن كعب رضي الله عنه عن حدثين متباعدين زمنيًا:
الحدث الأول: بعد غزوة أحد التي استشهد فيها 70 من الصحابة (64 من الأنصار و6 من المهاجرين بما فيهم حمزة بن عبد المطلب عم النبي ﷺ)، قام المشركون بتمثيل بالشهداء وتشويه جثثهم. فغضب الصحابة وقالوا: إذا انتصرنا عليهم يومًا سنفعل بهم مثل ما فعلوا بنا.
الحدث الثاني: بعد سنوات، عند فتح مكة (حين دخلها النبي ﷺ منتصرًا)، صاح رجل مجهول (لم يُعرف اسمه) يقول: "اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحل الحرمة، لا قريش بعد اليوم!" أي دعا للانتقام والإبادة.
فما كان من النبي ﷺ إلا أن نادى مناديه بالأمان العام للجميع إلا فئة محددة سمّاها (وهم فئة معينة من مجرمي قريش الذين استثناهم النبي من العفو لأسباب خاصة). ثم نزلت الآية الكريمة: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126].
فقال رسول الله ﷺ: "نصبر ولا نعاقب"، أي اختار الصفح والعفو بدل الانتقام.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظمة خلق النبي ﷺ: حيث عفا عن قريش رغم ما فعلوه به وبأصحابه.
2- تفضيل العفو على الانتقام: الإسلام يبيح المقابلة بالمثل لكن يفضل العفو والصبر.
3- الحكمة في القيادة: النبي ﷺ لم ينتقم رغم القدرة، لحكمة عليا وهي جمع القلوب وترسيخ مبدأ الرحمة.
4- القرآن ينزل لمواقف: كثير من الآيات نزلت معالجة لأحداث واقعية.
5- التسامح الإسلامي: الإسلام دين رحمة حتى مع الأعداء عند المقدرة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- استثنى النبي ﷺ من العفو نفرًا قليلاً ممن اشتد إيذاؤهم للمسلمين، لكن معظمهم أسلموا بعد ذلك وعفا عنهم.
- هذا الموقف من أسباب دخول كثير من قريش في الإسلام طواعية.
- الآية جمعت بين الإذن بالقصاص والترغيب في العفو، فاختار النبي ﷺ الأعلى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣١٢٩) وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه (٢١٢٣٠، ٢١٢٢٩) وصحّحه ابن حبان (٤٨٧) والحاكم (٢/ ٣٥٨ - ٣٥٩) كلهم من طرق عن الفضل بن موسى، حدثنا عيسى بن
عبيد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب فذكره واللفظ لأحمد.
وفي غيره: «كفّوا عن القوم إلا أربعة»
قال الترمذي: حسن غريب من حديث أبي بن كعب.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وإسناده حسن من أجل عيسى بن عبيد وهو الكندي أبو المنيب فإنه حسن الحديث. وفيه أيضًا الربيع بن أنس مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 344 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا

  • 📜 حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب