حديث: لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بكاء النبي ﷺ ونساء الأنصار على حمزة

عن جابر بن عبد الله قال: لما بلغ النبي ﷺ قتل حمزة بكى، فلما نظر إليه شهق.

حسن: رواه البزار - كشف الأستار (١٧٩٤) عن مسلم بن جنادة أبي السائب، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا محمد بن علي السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: لما بلغ النبي ﷺ قتل حمزة بكى، فلما نظر إليه شهق.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يصور لنا موقفاً إنسانياً عميقاً للنبي ﷺ، ويحتوي على دروس عظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● بَكَى: ذرف الدموع حزناً وألماً.
● شَهَقَ: صدر منه صوت شديد من شدة الحزن والغصة، وهو صوت يشبه الشهقة مع انقطاع في النفس من فرط البكاء.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي ﷺ عندما وصله خبر استشهاد عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه في غزوة أحد، تأثر تأثراً بالغاً.
1- لما بلغ النبي ﷺ قتل حمزة بكى: هذا هو رد الفعل الإنساني الأول؛ دموع حارة على فقد عزيز كريم، كان سيد الشهداء، وأسد الله وأسد رسوله، وكان أقرب الناس إلى قلب النبي ﷺ وناصره وحاميه.
2- فلما نظر إليه شهق: هنا ينتقل الحزن إلى درجة أعمق. لم يكتفِ النبي ﷺ بسماع الخبر، بل ذهب ليرى جسد عمه الشهير. فما أن رأى ﷺ حالة جسد حمزة وقد مُثِّل به (أي شُوّه وبُقر بطنه، ومُثّلت به Quraysh) حتى انفجر حزنه بشكل أشد، فشَهَق شهقة منكرة من شدة ما رأى من منظر مؤلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز البكاء على الميت: يبين الحديث أن البكاء على الميت أمر فطري وجائز، وهو ليس من النياحة المحرمة. النهي عن النياحة هو عن الصراخ ورفع الصوت ولطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بالويل والثبور، أما البكاء بالدموع فجائز، وقد قال النبي ﷺ: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون).
2- الإسلام دين الفطرة والرحمة: رد فعل النبي ﷺ يظهر إنسانيته الكاملة ورحمته ﷺ. فالحزن على فقد الأحبة من طبيعة البشر، والإسلام لا يكبت المشاعر الإنسانية بل ينظمها.
3- قوة الصلة والقرابة: يظهر الحديث مدى قرب حمزة من قلب النبي ﷺ، ليس فقط كصحابي، بل كعمه وأخيه في الرضاعة، وناصره منذ بداية الدعوة.
4- التأثر عند رؤية مصيبة المسلمين: حزن النبي ﷺ لم يكن فقط لأن حمزة كان قريباً له، بل لأنه كان من خيرة الصحابة وأحد قادة المسلمين وسنداً للدعوة. ففقد مثل هذه الشخصيات مصيبة للأمة كلها.
5- عظم مصيبة المثلة: كان جزءاً من حزن النبي ﷺ الشديد هو رؤية التمثيل بجسد حمزة، مما زاد في الألم والحسرة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- استشهد حمزة رضي الله عنه على يد وحشي بن حرب، وكان حامل لواء النبي ﷺ في غزوة أحد.
- بعد ذلك، وقف النبي ﷺ على شهداء أحد يدعو لهم، وقال عن حمزة: «لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً قط أغيظ إلي من هذا».
- هذا الموقف يدل على شجاعة النبي ﷺ وقوة تحمله، فمع حزنه الشديد، لم ييأس أو يتراجع، بل ثبت وواصل دعوته وجهاده.
أسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته، وأن يجمعنا به في جنات النعيم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (١٧٩٤) عن مسلم بن جنادة أبي السائب، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا محمد بن علي السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 351 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق

  • 📜 حديث: لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب