حديث: اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما أصاب النبي ﷺ من الجروح يوم أحد

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم، وهو يدعوهم إلى الله».

حسن: رواه البزار - كشف الأستار (١٧٩٣) عن محمد بن معمر، ثنا سهل بن بكار، ثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم، وهو يدعوهم إلى الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ على قَوْمٍ هَشَمُوا البَيْضَةَ على رَأْسِ نَبِيِّهِمْ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إلى اللهِ».

تخريج الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.


1. شرح المفردات:


● اشتد غضب الله: أي عظم وتفاقم غضب الله تعالى عليهم، والغضب صفة من صفات الله تعالى تليق بجلاله، لا تشبه غضب المخلوقين.
● هشموا: كسروا ودمروا بقوة وعنف. الهشم هو الكسر مع التفتيت.
● البَيْضَة: هنا المقصود هي الخوذة التي كان يلبسها المحارب على رأسه للحماية، وهي تشبه البيضة في شكلها. وقيل: هي البيضة الحقيقية، لكن الأظهر هو تفسيرها بالخوذة، لأن السياق يدل على الاعتداء الجسدي على النبي أثناء دعوته.
● نبيهم: المقصود هنا نبي من أنبياء الله تعالى، ولم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم من هو، مما يدل على أن العبرة بعموم الواقعة لا بخصوصها.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قوم من الأمم السابقة، اعتدوا على نبي من أنبياء الله بالضرب المبرح، حتى كسروا الخوذة (البيضة) التي على رأسه، وهو في حالة الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ رسالته.
● المشهد: نبي من أنبياء الله يقف بين قومه، صابرًا محتسبًا، يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك الضلال، لكنهم بدلاً من الاستجابة، قابلوه بالعنف والإيذاء الجسدي، حتى هشموا ما على رأسه من وقاية.
● الغضب الإلهي: اشتد غضب الله على هؤلاء القوم بسبب جريمتهم الشنعاء، وهي الاعتداء على النبي وهو في أعلى مقامات العطاء والخير، وهو الدعوة إلى الله. وهذا يدل على أن الإيذاء الموجه للدعاة إلى الله، خاصة بالعنف الجسدي، من أعظم الذنوب وأكبر الجرائم.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم حق الدعاة إلى الله: فالدعوة إلى الله من أعظم القربات، والدعاة هم ورثة الأنبياء، والإيذاء الموجه لهم، سواء كان بالقول أو الفعل، يوجب غضب الله تعالى.
2- الصبر على الأذى في سبيل الدعوة: النبي المذكور في الحديث كان صابرًا محتسبًا، وهو نموذج يحتذى به لكل داعية في صبره على أذى القوم.
3- الوعيد الشديد للمعتدين على الأنبياء والدعاة: اشتداد الغضب الإلهي على المعتدين يدل على عظم جرمهم وعقوبتهم في الدنيا والآخرة.
4- القدوة في الصبر: الداعية إلى الله قد يتعرض للأذى، ولكن عليه أن يتأسى بالأنبياء في صبرهم وثباتهم.
5- التقوى من غضب الله: الحديث تحذير للمسلمين من التعرض لدعاة الله أو أتباعهم بأذى، لأن ذلك يجر غضب الله وسخطه.


4. معلومات إضافية:


- لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم هوية النبي أو القوم في الحديث، مما يدل على أن العبرة بعموم الفعل لا بخصوص الشخص، فكل من اعتدى على داعية وهو يدعو إلى الله فهو داخل تحت هذا الوعيد.
- هذا الحديث يذكرنا بقصة كثيرة من أنبياء الله الذين تعرضوا للأذى، مثل نبي الله نوح عليه السلام حين كذبه قومه وآذوه، ونبي الله إبراهيم حين ألقي في النار، ونبي الله محمد صلى الله عليه وسلم حين آذاه قومه.
- ينبغي للدعاة أن يتسلحوا بالصبر والحكمة، وأن يثقوا بنصر الله تعالى، وأن يعلموا أن الأذى من علامات صدق الدعوة، كما قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام: 112].


الخلاصة:


الحديث تحذير شديد من الاعتداء على الدعاة إلى الله، وبيان لعظم غضب الله على من يعتدي عليهم، وهو أيضًا تسلية للدعاة بأن صبرهم على الأذى سيجازيهم الله عليه بالثواب العظيم، ويجازي المعتدين بالعقاب الشديد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (١٧٩٣) عن محمد بن معمر، ثنا سهل بن بكار، ثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 369 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم

  • 📜 حديث: اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب