حديث: تغسّل الملائكة حنظلة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب غسل الملائكة حنظلة الراهب
الهائعة. فقال رسول الله ﷺ: «فذاك قد غسّلته الملائكة».
حسن: رواه ابن حبان (٧٠٢٥) والحاكم (٣/ ٢٠٤ - ٢٠٥) كلاهما من حديث ابن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم الذي سألت عنه يروي قصة شهيد من شهداء غزوة أحد، وهو الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر الراهب رضي الله عنه، وهو من المواقف التي تظهر عظيم فضل الصحابة وعلو منزلتهم عند الله تعالى.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، أقسّمه على النحو الذي طلبته:
أولاً. شرح المفردات:
● انهزموا: فروا وتراجعوا من أرض المعركة.
● الإعراض: المواضع المرتفعة من جبل أحد.
● فعَلَاه: صعد عليه وعلوّه في المكان.
● فعلاه شدّاد بالسيف: ضربه شدّاد بالسيف.
● الهائعة: الصيحة والضجة التي تثير الفزع، وهنا يقصد نداء الاستغاثة والتحريض على القتال الذي سمعه حين خرج من بيته.
● صاحبته: زوجته.
ثانياً. شرح الحديث:
يصف الحديث جزءًا من أحداث غزوة أحد، حينما اشتد القتال وتراجع بعض المسلمين عن مواقعهم، ووصل بعضهم إلى مكان مرتفع قريب من المدينة.
في خضم هذه الأحداث، كان حنظلة بن أبي عامر يقتتل مع أبي سفيان بن حرب (قبل إسلامه)، فاستطاع حنظلة أن يعلو أبي سفيان ويوشك على قتله. فلما رآه شدّاد بن الأسود (أحد المشركين) من خلفه، هجم عليه وضربه بالسيف فقتله.
بعد انتهاء المعركة، ووجد رسول الله ﷺ جثمان حنظلة، أخبر الصحابة ﷺ بأن الملائكة هي التي تغسّل صاحبهم (أي تنظفه وتطهره لشهادته). ثم أمرهم أن يسألوا زوجته عن حاله حين خرج للقتال، فأخبرتهم أنه سمع الصيحة (الهائعة) وهي نداء الحرب والاستغاثة فخرج مسرعاً إلى الجهاد وهو على حالة الجنابة (أي أنه كان جنباً ولم يغتسل)، فلم يمنعه ذلك من الاستجابة لنداء الجهاد. فأكد النبي ﷺ أن هذا هو السبب في أن غسلته الملائكة تكريماً له وتطهيراً.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- علو منزلة الشهادة في سبيل الله: فقتيل سبيل الله لا يُغسّل ولا يُكفّن بثياب غير ثيابه التي قُتل فيها، تكريماً له، ولكن الله خص حنظلة بتكريم إضافي بتغسيل الملائكة له.
2- فضل المبادرة إلى الجهاد ولو في أصعب الظروف: خرج حنظلة رضي الله عنه للجهاد مع وجود عذر يبيح له التأخر (وهو الجنابة)، لكنه آثر أن يسرع لنصرة دين الله ورسوله، فقدم روحه رخيصة في سبيل الله.
3- أن الاجتهاد في الطاعة مع وجود بعض النقص لا يمنع كرم الله وفضله: فحنظلة لم يؤخر الغسل تعمداً للتكاسل، ولكن اندفاعه للجهاد كان أسرع، فغفر الله له ذلك النقص وأكرمه بأعلى الدرجات.
4- بيان كرامة أولياء الله: فتكليف الملائكة، وهي مخلوقات طاهرة مطهرة، بغسل شهيد هو من أعظم الكرامات التي يُكرم الله بها عباده الصالحين.
5- الحث على الاستعداد الدائم للتضحية والفداء: فالحديث يحث المسلم على أن يكون مستعداً لبذل نفسه وماله في سبيل الله في أي لحظة، وأن لا ترده المشاغل الدنيوية عن طاعة الله.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
● حنظلة بن أبي عامر: يُكنى بـ "حنظلة الغسيل" بسبب هذه القصة. وهو ابن أبي عامر الراهب (عبد عمرو بن صيفي) الذي كان حنقاً على الإسلام وأهله، وهرب إلى مكة ثم إلى الروم يحثهم على قتال المسلمين، وكان يلقب بـ "الفاسق"، فرفض رسول الله ﷺ أن ينسب حنظلة إليه وقال: «بل هو حنظلة بن عبد الله». فكان ابناً باراً بالإسلام أباً عاصياً.
● مكانة الحديث: الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده" والحاكم في "المستدرك" وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
● العبرة من سؤال الزوجة: في هذا دليل على حرص الشريعة على التحقق من الأمور والوصول إلى الحقيقة، حتى في الأمور الغيبية، فالنبي ﷺ لم يخبر بالسبب مباشرة بل أمرهم بالسؤال ليتبين الأمر للجميع.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرّح.
وأما ما رُويَ عن ابن عباس قال: أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظلة الراهب وهما جنبان، فقال رسول الله ﷺ: «رأيت الملائكة تغسلهما» فضعيف.
رواه الطبراني في الكبير (١١/ ٣٩١) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثني عمي القاسم، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا شريك، عن حجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس فذكره.
فيه شريك وهو ابن عبد الله النخعي سيء الحفظ، والحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث وهذا ليس منها.
وأما الهيثمي فقال في «المجمع» (٣/ ٢٣): «إسناده حسن».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 353 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
- 346 أي عباد الله أبي أبي
- 347 كل مصيبة بعدك جلل
- 348 قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
- 349 لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية
- 350 صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين
- 351 لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق
- 352 لكن حمزة لا بواكي له
- 353 تغسّل الملائكة حنظلة
- 354 المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد
- 355 رجلان عليهما ثياب بيض يقاتلان عن رسول الله ﷺ
- 356 أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد
- 357 ما جمع أبويه لأحد إلا لسعد: يا سعد ارم فداك...
- 358 فداك أبي وأمي
- 359 رم فداك أبي وأمي
- 360 ارم فداك أبي وأمي
- 361 لم يبق مع رسول الله في بعض تلك الأيام غير...
- 362 صحبت عبد الرحمن بن عوف وطلحة والمقداد وسعدًا
- 363 يد طلحة شلاء وقى بها النبي ﷺ يوم أحد
- 364 من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
- 365 من للقوم قال طلحة أنا فقال رسول الله كما أنت
- 366 أم سليط كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
- 367 يوم أحد وانهزام الناس عن النبي ﷺ وأبو طلحة يجوب...
- 368 اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيّه
- 369 اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم
- 370 معنى اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
- 371 اشتد غضب الله على من قتله النبي في سبيل الله
- 372 اشتد غضب الله على من أدمى وجه رسول الله
- 373 فاطمة تغسل جرح النبي وعلي يسكب الماء
- 374 لما أصاب رسول الله ﷺ ما أصاب يوم أحد انصرف...
- 375 شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله؟
- 376 قدمه في اللحد وقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة»
- 377 اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت
معلومات عن حديث: تغسّل الملائكة حنظلة
📜 حديث: تغسّل الملائكة حنظلة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تغسّل الملائكة حنظلة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تغسّل الملائكة حنظلة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تغسّل الملائكة حنظلة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








