حديث: كل مصيبة بعدك جلل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عدد مَنْ قُتِلَ مِنَ المسلمين يومَ أحد

عن سعد بن أبي وقاص قال: مر رسول الله ﷺ بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله ﷺ بأحد، فلما نُعوا لها قالت: فما فعل رسول الله ﷺ؟ قالوا: خيرًا يا أم فلان! هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه! قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل! تريد صغيرة.

حسن: رواه محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الواحد بن أبي عون، عن إسماعيل، عن محمد، عن سعد بن أبي وقاص فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص قال: مر رسول الله ﷺ بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله ﷺ بأحد، فلما نُعوا لها قالت: فما فعل رسول الله ﷺ؟ قالوا: خيرًا يا أم فلان! هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه! قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل! تريد صغيرة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الصبر والثبات في الإسلام، رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وفيه موقف مؤثر يظهر مدى حب الصحابة للنبي ﷺ وتقديمهم له على كل غال ونفيس.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● بني دينار: قبيلة من قبائل العرب.
● أصيب: قُتل أو جُرح في المعركة.
● نُعوا لها: أخبروها بموتهم.
● جلل: عظيمة أو كبيرة (وهي هنا تستخدم في معنى المقابلة، أي أن كل مصيبة بعد سلامة الرسول ﷺ تعتبر صغيرة).
● تريد صغيرة: أي قصدها أن تقول أن كل مصيبة بعد سلامته ﷺ تكون هينة وصغيرة.
2. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن امرأة من بني دينار، وقد استشهد زوجها وأخوها وأبوها في غزوة أحد مع رسول الله ﷺ. فلما جاءها من يخبرها بمصابها الفادح، لم تسأل أولاً عن أقربائها، بل سألت عن حال النبي ﷺ: "فما فعل رسول الله ﷺ؟" فلما أخبروها أنه بخير، طلبت أن تراه بعينها لتتأكد من سلامته. فلما أشاروا لها إليه ورأته قالت: "كل مصيبة بعدك جلل"، أي أن أي مصيبة بعد سلامتك يا رسول الله هي مصيبة صغيرة وهينة.
3. الدروس المستفادة منه:
● حب النبي ﷺ فوق كل حب: هذه المرأة قدمت حبها لرسول الله ﷺ على حبها لزوجها وأبيها وأخيها، وهذا من أعلى درجات الإيمان.
● الصبر والثبات في المصائب: الموقف يعلمنا كيف يكون الصبر عند المصائب، والتسليم بقضاء الله وقدره.
● القدوة الحسنة: أهمية وجود القدوة الصالحة في حياة المسلم، حيث أن سلامة النبي ﷺ كانت مصدر طمأنينة لها وللمسلمين جميعاً.
● تفاضل المصائب: المصائب تتضاءل أمام مصيبة الدين، فسلامة النبي ﷺ كانت تمثل سلامة الدين، hence أي مصيبة شخصية بعد ذلك تكون أقل شأناً.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الموقف حدث بعد غزوة أحد التي أصيب فيها المسلمون بمصيبة كبيرة، واستشهد فيها عدد من الصحابة، وجرح النبي ﷺ.
- الحديث يدل على المكانة العظيمة للنبي ﷺ في قلوب أصحابه، حيث كانوا يحبونه أكثر من أنفسهم وأهلهم.
- يستفاد من الحديث أهمية الاقتداء بالنبي ﷺ والتأسي بسنته في كل الأمور.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الواحد بن أبي عون، عن إسماعيل، عن محمد، عن سعد بن أبي وقاص فذكره.
وإسناده حسن من أجل تصريح ابن إسحاق. هكذا ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٤٧) طبعة دار الفكر.
وفي سيرة ابن هشام (٢/ ٩٩) عن إسماعيل بن محمد عن سعد بن أبي وقاص. وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص لا يعرف له السماع عن جده.
وأخشى أن يكون ابن هشام أخطأ عندما اختصر الإسناد.
قال ابن هشام: الجلل يكون من القليل، ومن الكثير وهو ها هنا من القليل.
قال امرؤ القيس في الجلل القليل:
لقتل بني أسد ربهم ... ألا كل شيء سواه جلل
وقال ابن هشام: وأما قول الشاعر، وهو الحارث بن وعلة الجرمي:
ولئن عفوتُ لأعفون جللًا ... ولئن سطوت لأوهننْ عظمى
فهو من الكثير.
قال ابن إسحاق: ثم انصرف رسول الله ﷺ راجعًا إلى المدينة فلقيته حمنة بنت جحش كما ذكر لي، فلما لقيت الناس نُعي إليها أخوها عبد الله بن جحش، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نُعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعتْ واستغفرت له، ثم نُعي لها زوجها مصعب بن عمير
فصاحت وولولت. فقال رسول الله ﷺ: «إن زوج المرأة منها لبمكان» لما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها، وصياحها على زوجها. سيرة ابن هشام (٢/ ٩٨)
ورواه ابن ماجه (١٥٩٠) عن محمد بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جحش، عن أبيه، عن حمنة بنت جحش أنه قيل لها: قتل أخوك فقالت: ﵀، وإنا لله وإنا إليه راجعون، قالوا: قتل زوجك، قالت: واحزناه! فقال رسول الله ﷺ: «إن للزوج من المرأة لشعبة، ما هي لشيء» وإسناده ضعيف من أجل إسحاق بن محمد الفروي وشيخه عبد الله بن عمر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 347 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل مصيبة بعدك جلل

  • 📜 حديث: كل مصيبة بعدك جلل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل مصيبة بعدك جلل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل مصيبة بعدك جلل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل مصيبة بعدك جلل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب