حديث: أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من ثبت مع النبي ﷺ يوم أحد

عن أنس قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي ﷺ وأبو طلحة بين يدي النبي ﷺ مجوب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلًا راميًا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثًا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل فيقول: انثرها لأبي طلحة، قال ويشرف النبي ﷺ ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على متونهما تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنهما، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثا.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٠٦٤) ومسلم في الجهاد والسير (١٣٦: ١٨١١) كلاهما من طريق عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز (هو ابن صهيب) عن أنس بن مالك قال: فذكره.

عن أنس قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي ﷺ وأبو طلحة بين يدي النبي ﷺ مجوب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلًا راميًا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثًا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل فيقول: انثرها لأبي طلحة، قال ويشرف النبي ﷺ ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على متونهما تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنهما، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يتناول جانبًا من أحداث غزوة أحد وما прояви فيه من صور البطولة والتضحية والفداء.

أولاً. شرح المفردات:


● انهزم الناس: فرّوا وتركوا مواقعهم.
● مجوب عليه: أي مُتَترِّس عليه بترسٍ (حجفة) يستره من السهام.
● بحجفة: الترس الذي يقي من السهام والنبال.
● راميًا: ماهرًا في الرمي.
● شديد النزع: قويًا في جذب الوتر عند الرمي.
● جعبة من النبل: وعاء السهام.
● انثرها: أفرغها وأطرحها أمامه.
● يشرف: يرفع رأسه لينظر إلى العدو.
● نحري دون نحرك: أي صدري وصدرك، فأنا أحميك بجسدي.
● مشمرتان: رافعتا ثيابهما للإسراع في العمل.
● خدم سوقهما: عراقيب رجليهما.
● تنقزان القرب: تحملان القرب (جمع قربة) وتسرعان في المشي.
● متونهما: ظهورهما.
● تفرغانه: تصبان الماء.


ثانيًا. شرح الحديث:


يصف أنس بن مالك رضي الله عنه موقفًا عصيبًا من غزوة أحد، حينما انكشف المسلمون وتفرقوا عن النبي صلى الله عليه وسلم تحت ضغط الهجوم المفاجئ من المشركين، وبقي النبي صلى الله عليه وسلم في موقف صعب، لكن بعض الصحابة ثبتوا معه، ومنهم أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري رضي الله عنه، الذي كان يترس على النبي صلى الله عليه وسلم بدرع (حجفة) ليحميه من سهام العدو.
وكان أبو طلحة رضي الله عنه من أمهر الرماة، حتى أنه كسر في ذلك اليوم قوسين أو ثلاثة من شدة رميه وكثافته، وكان الصحابة يمرون به ويقدمون له السهام ليواصل رمي العدو، دليلاً على أهمية دوره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن شدة حرص أبي طلحة على سلامة النبي صلى الله عليه وسلم، كان ينصحه بعدم التطلع برأسه ليرى العدو، خوفًا من أن يصيبه سهم، قائلاً: "بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك"، أي أنه مستعد أن يكون صدره حاجزًا بين النبي صلى الله عليه وسلم وسهام الأعداء.
كما يذكر أنس رضي الله عنه مشاركة النساء في المعركة، ومنهن عائشة بنت أبي بكر وأم سليم رضي الله عنهما، حيث كن ينقلن الماء في القرب للجرحى والعطاش، ويسرعن في المشي رافعات أثوابهن، مما يدل على روح المشاركة والتضحية حتى من النساء في سبيل الله.
وأخيرًا، يذكر أنس أن السيف سقط من يد أبي طلحة مرتين أو ثلاثًا من شدة التعب والإجهاد، لكنه كان يعود ليأخذه ويواصل القتال، مما يدل على صموده واستمراره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم رغم المشقة.


ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- فضل الصحابة وتضحياتهم: يظهر الحديث مدى حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم واستعدادهم للتضحية بأنفسهم دونه.
2- الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم: كان أبو طلحة نموذجًا في الحماية والذود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- دور المرأة في الجهاد: مشاركة النساء في الغزوات كتقديم الماء والتمريض للجرحى دليل على أن الجهاد ليس حكرًا على الرجال فقط.
4- الصبر في القتال: على الرغم من سقوط السيف من يد أبي طلحة من شدة التعب، إلا أنه كان يصبر ويواصل القتال.
5- التضحية والفداء: قول أبي طلحة: "نحري دون نحرك" يعلمنا معنى الفداء والتضحية في سبيل الله ونصرة دينه.
6- التعاون في وقت الشدة: تعاون الصحابة في إمداد أبي طلحة بالسهام يدل على أهمية التعاون في أوقات الأزمات.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


● أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري من كبار الصحابة، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● غزوة أحد وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وكانت اختبارًا للمسلمين في صبرهم وثباتهم.
● الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، مما يدل على صحته وقوته.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقتدي بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حبهم لله ورسوله وتضحيتهم في سبيل الدين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٦٤) ومسلم في الجهاد والسير (١٣٦: ١٨١١) كلاهما من طريق عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز (هو ابن صهيب) عن أنس بن مالك قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 356 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد

  • 📜 حديث: أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب