حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في استشهاد حمزة بن عبد المطلب
من الأمر ما بلغك، قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟ قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله ﷺ فخرج مسيلمة الكذاب، قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، قال: فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته.
قال: قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٠٧٢) عن أبي جعفر محمد بن عبد الله، حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا شرح للحديث المروي عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، والذي يروي قصة لقاء عبيد الله بن عدي بن الخيار بوحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وسؤاله عن تفاصيل قتله، وذلك وفق منهج أهل السنة والجماعة.
أولاً. شرح المفردات:
● حمص: مدينة في الشام.
● معتجر بعمامته: أي مغطٍّ رأسه بالعمامة حتى لم يظهر منه سوى عينيه ورجليه.
● حميت: أي رجل كبير مسن.
● ثنته: الموضع تحت السرة وأعلى الفخذ.
● عينين: اسم جبل قريب من جبل أحد.
● سباع: هو سباع بن عبد العزى الحارثي، من صناديد قريش.
● مقطعة البظور: كلمة قالها حمزة تهكماً بسباع، حيث كانت أمه تقطع بظور (أي بظر) الجواري.
● كأمس الذاهب: كناية عن سرعة قتله.
● مسيلمة الكذاب: مدعي النبوة في زمن الردة.
● جمل أورق: الجمل الذي لونه بين البياض والسواد.
● ثائر الرأس: أي شعث غير مرتب.
ثانياً. شرح الحديث:
1- الخلفية واللقاء: يروي جعفر بن عمرو بن أمية الضمري أنه خرج مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى حمص، وهناك سألا عن وحشي - الذي كان يسكن حمص - فوجدا رجلاً مسناً، فسلمّا عليه، وكان عبيد الله مغطى الوجه إلا عينيه ورجليه، فلم يعرفه وحشي إلا بعد أن تذكر قصة قديمة تربطه بوالده، حيث كان يحمل طفلاً (وهو عبيد الله) لأمه، وتذكر قدميه.
2- سؤال عبيد الله عن قتل حمزة: سأل عبيد الله وحشياً عن قتل حمزة بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره وحشي بأن سبب ذلك أن حمزة قتل طعيمة بن عدي (عم جبير بن مطعم، الذي كان وحشي عبداً له) في غزوة بدر، فوعده جبير بالعتق إذا قتل حمزة.
3- قتل حمزة في غزوة أحد: في غزوة أحد، كمن وحشي لحمزة تحت صخرة، وعندما اقترب منه رماه بحربته فأصابته في أسفل بطنه (الثنية) فقتله. ثم فر وحشي مع المشركين بعد المعركة.
4- إسلام وحشي: بعد انتشار الإسلام في مكة، هرب وحشي إلى الطائف، ثم خرج مع وفد الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم عرفه وسأله: "أنت وحشي؟ أنت قتلت حمزة؟" فأقر وحشي، فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيب وجهه عنه، تألماً على عمه حمزة، فخرج وحشي.
5- قتل وحشي لمسيلمة الكذاب: بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر مسيلمة الكذاب، خرج وحشي مع جيش المسلمين لقتاله، intending to تكفير عن ذنبه بقتل حمزة، فرماه بحربته فقتله، ثم أكمل عليه رجل من الأنصار.
6- خاتمة الرواية: يروي عبد الله بن الفضل عن سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: أن جارية على سطح بيت صاحت بعد مقتل مسيلمة: "وا أمير المؤمنين! قتله العبد الأسود" تشير إلى وحشي.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- عظمة مكانة حمزة رضي الله عنه: فقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم لموته حزناً شديداً، حتى أنه طلب من قاتله أن يغيب وجهه عنه.
2- قبول التوبة: فقد قبل الله توبة وحشي بعد إسلامه، وقبل عمله الصالح، حيث شارك في قتال المرتدين وقتل مسيلمة.
3- العدل والإنصاف: النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاقب وحشياً بعد إسلامه، مع شدة حزنه على حمزة، يظهر justice and رحمة.
4- كرم الأخلاق: وحشي لم يكذب بل اعترف بفعله عندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم، يظهر honesty.
5- التكفير عن الذنوب: سعى وحشي للتكفير عن ذنبه بالجهاد في سبيل الله، وقتل مسيلمة الكذاب.
رابعاً. معلومات إضافية:
- حمزة بن عبد المطلب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، وكان من أشجع الصحابة وأعزهم على النبي صلى الله عليه وسلم.
- قتل حمزة كان من الأحداث المؤلمة في غزوة أحد، ومثّلت به هند بنت عتبة وغيرها من المشركين.
- إسلام وحشي يدل على سعة رحمة الله تعالى، حيث قبل توبته وأصبح من المسلمين.
- قتل وحشي لمسيلمة الكذاب كان فتحاً عظيماً، حيث كان مسيلمة من أخطر المدعين النبوة.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقوله: قالت جارية على ظهر بيت: «وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود»: في إطلاق أمير المؤمنين على مسيلمة الكذاب نظر، لأن مسيلمة كان يدعي أنه نبي مرسل، وكانوا يقولون له: يا رسول الله، ويا نبي الله، والتلقيب بأمير المؤمنين حدث بعد ذلك. وأول من لقب به عمر، وذلك بعد قتل مسيلمة بمدة.
كذا في الفتح (٧/ ٣٧١)
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 348 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
- 346 أي عباد الله أبي أبي
- 347 كل مصيبة بعدك جلل
- 348 قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
- 349 لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية
- 350 صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين
- 351 لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق
- 352 لكن حمزة لا بواكي له
- 353 تغسّل الملائكة حنظلة
- 354 المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد
- 355 رجلان عليهما ثياب بيض يقاتلان عن رسول الله ﷺ
- 356 أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد
- 357 ما جمع أبويه لأحد إلا لسعد: يا سعد ارم فداك...
- 358 فداك أبي وأمي
- 359 رم فداك أبي وأمي
- 360 ارم فداك أبي وأمي
- 361 لم يبق مع رسول الله في بعض تلك الأيام غير...
- 362 صحبت عبد الرحمن بن عوف وطلحة والمقداد وسعدًا
- 363 يد طلحة شلاء وقى بها النبي ﷺ يوم أحد
- 364 من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
- 365 من للقوم قال طلحة أنا فقال رسول الله كما أنت
- 366 أم سليط كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
- 367 يوم أحد وانهزام الناس عن النبي ﷺ وأبو طلحة يجوب...
- 368 اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيّه
- 369 اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم
- 370 معنى اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
- 371 اشتد غضب الله على من قتله النبي في سبيل الله
- 372 اشتد غضب الله على من أدمى وجه رسول الله
معلومات عن حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
📜 حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








