حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في استشهاد حمزة بن عبد المطلب

عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار، فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم، وكان وحشي يسكن حمص، فسألنا عنه، فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت، قال: فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير، فسلمنا، فرد السلام، قال وعبيد الله معتجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال: فنظر إليه، ثم قال: لا والله، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص، فولدت له غلاما بمكة فكنت أسترضع له، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه، فلكأني نظرت إلى قدميك، قال فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر، فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، قال: فلما أن خرج الناس عام عينين - وعينين جبل بحيال أحد، بينه وبينه واد - خرجت مع الناس إلى القتال، فلما اصطفوا للقتال خرج سباع فقال: هل من مبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال: يا سباع، يا ابن أم أنمار مقطعة البظور، أتحاد الله ورسوله ﷺ؟ قال: ثم شد عليه، فكان كأمس الذاهب. قال: وكمنت لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به، فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسول الله ﷺ رسلًا، فقيل لي: إنه لا يهيج الرسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله ﷺ، فلما رآني قال: آنت وحشي؟ قلت: نعم قال: أنت قتلت حمزة؟ قلت: قد كان
من الأمر ما بلغك، قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟ قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله ﷺ فخرج مسيلمة الكذاب، قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، قال: فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته.
قال: قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٠٧٢) عن أبي جعفر محمد بن عبد الله، حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري فذكره.

عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار، فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم، وكان وحشي يسكن حمص، فسألنا عنه، فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت، قال: فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير، فسلمنا، فرد السلام، قال وعبيد الله معتجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال: فنظر إليه، ثم قال: لا والله، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص، فولدت له غلاما بمكة فكنت أسترضع له، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه، فلكأني نظرت إلى قدميك، قال فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر، فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، قال: فلما أن خرج الناس عام عينين - وعينين جبل بحيال أحد، بينه وبينه واد - خرجت مع الناس إلى القتال، فلما اصطفوا للقتال خرج سباع فقال: هل من مبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال: يا سباع، يا ابن أم أنمار مقطعة البظور، أتحاد الله ورسوله ﷺ؟ قال: ثم شد عليه، فكان كأمس الذاهب. قال: وكمنت لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به، فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسول الله ﷺ رسلًا، فقيل لي: إنه لا يهيج الرسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله ﷺ، فلما رآني قال: آنت وحشي؟ قلت: نعم قال: أنت قتلت حمزة؟ قلت: قد كان
من الأمر ما بلغك، قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟ قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله ﷺ فخرج مسيلمة الكذاب، قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، قال: فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته.
قال: قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث المروي عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، والذي يروي قصة لقاء عبيد الله بن عدي بن الخيار بوحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وسؤاله عن تفاصيل قتله، وذلك وفق منهج أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● حمص: مدينة في الشام.
● معتجر بعمامته: أي مغطٍّ رأسه بالعمامة حتى لم يظهر منه سوى عينيه ورجليه.
● حميت: أي رجل كبير مسن.
● ثنته: الموضع تحت السرة وأعلى الفخذ.
● عينين: اسم جبل قريب من جبل أحد.
● سباع: هو سباع بن عبد العزى الحارثي، من صناديد قريش.
● مقطعة البظور: كلمة قالها حمزة تهكماً بسباع، حيث كانت أمه تقطع بظور (أي بظر) الجواري.
● كأمس الذاهب: كناية عن سرعة قتله.
● مسيلمة الكذاب: مدعي النبوة في زمن الردة.
● جمل أورق: الجمل الذي لونه بين البياض والسواد.
● ثائر الرأس: أي شعث غير مرتب.

ثانياً. شرح الحديث:


1- الخلفية واللقاء: يروي جعفر بن عمرو بن أمية الضمري أنه خرج مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى حمص، وهناك سألا عن وحشي - الذي كان يسكن حمص - فوجدا رجلاً مسناً، فسلمّا عليه، وكان عبيد الله مغطى الوجه إلا عينيه ورجليه، فلم يعرفه وحشي إلا بعد أن تذكر قصة قديمة تربطه بوالده، حيث كان يحمل طفلاً (وهو عبيد الله) لأمه، وتذكر قدميه.
2- سؤال عبيد الله عن قتل حمزة: سأل عبيد الله وحشياً عن قتل حمزة بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره وحشي بأن سبب ذلك أن حمزة قتل طعيمة بن عدي (عم جبير بن مطعم، الذي كان وحشي عبداً له) في غزوة بدر، فوعده جبير بالعتق إذا قتل حمزة.
3- قتل حمزة في غزوة أحد: في غزوة أحد، كمن وحشي لحمزة تحت صخرة، وعندما اقترب منه رماه بحربته فأصابته في أسفل بطنه (الثنية) فقتله. ثم فر وحشي مع المشركين بعد المعركة.
4- إسلام وحشي: بعد انتشار الإسلام في مكة، هرب وحشي إلى الطائف، ثم خرج مع وفد الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم عرفه وسأله: "أنت وحشي؟ أنت قتلت حمزة؟" فأقر وحشي، فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيب وجهه عنه، تألماً على عمه حمزة، فخرج وحشي.
5- قتل وحشي لمسيلمة الكذاب: بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر مسيلمة الكذاب، خرج وحشي مع جيش المسلمين لقتاله، intending to تكفير عن ذنبه بقتل حمزة، فرماه بحربته فقتله، ثم أكمل عليه رجل من الأنصار.
6- خاتمة الرواية: يروي عبد الله بن الفضل عن سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: أن جارية على سطح بيت صاحت بعد مقتل مسيلمة: "وا أمير المؤمنين! قتله العبد الأسود" تشير إلى وحشي.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظمة مكانة حمزة رضي الله عنه: فقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم لموته حزناً شديداً، حتى أنه طلب من قاتله أن يغيب وجهه عنه.
2- قبول التوبة: فقد قبل الله توبة وحشي بعد إسلامه، وقبل عمله الصالح، حيث شارك في قتال المرتدين وقتل مسيلمة.
3- العدل والإنصاف: النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاقب وحشياً بعد إسلامه، مع شدة حزنه على حمزة، يظهر justice and رحمة.
4- كرم الأخلاق: وحشي لم يكذب بل اعترف بفعله عندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم، يظهر honesty.
5- التكفير عن الذنوب: سعى وحشي للتكفير عن ذنبه بالجهاد في سبيل الله، وقتل مسيلمة الكذاب.

رابعاً. معلومات إضافية:


- حمزة بن عبد المطلب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، وكان من أشجع الصحابة وأعزهم على النبي صلى الله عليه وسلم.
- قتل حمزة كان من الأحداث المؤلمة في غزوة أحد، ومثّلت به هند بنت عتبة وغيرها من المشركين.
- إسلام وحشي يدل على سعة رحمة الله تعالى، حيث قبل توبته وأصبح من المسلمين.
- قتل وحشي لمسيلمة الكذاب كان فتحاً عظيماً، حيث كان مسيلمة من أخطر المدعين النبوة.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٧٢) عن أبي جعفر محمد بن عبد الله، حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري فذكره.
وقوله: قالت جارية على ظهر بيت: «وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود»: في إطلاق أمير المؤمنين على مسيلمة الكذاب نظر، لأن مسيلمة كان يدعي أنه نبي مرسل، وكانوا يقولون له: يا رسول الله، ويا نبي الله، والتلقيب بأمير المؤمنين حدث بعد ذلك. وأول من لقب به عمر، وذلك بعد قتل مسيلمة بمدة.
كذا في الفتح (٧/ ٣٧١)

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 348 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.

  • 📜 حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب