ارم فداك أبي وأمي

حديث: ارم فداك أبي وأمي

عن سعد بن أبي وقاص قال: نثل لي النبي ﷺ كنانته يوم أحد فقال: «ارم فداك أبي وأمي».

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٠٥٥) عن عبد الله بن محمد، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا هاشم بن هاشم السعدي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن سعد بن أبي وقاص قال: نثل لي النبي ﷺ كنانته يوم أحد فقال: «ارم فداك أبي وأمي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث فضائل الصحابة، وخاصة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وسأشرحه لك على النحو التالي:

النص الكامل للحديث ومصدره:
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: نَثَلَ لِي النَّبِيُّ ﷺ كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي».
رواه البخاري (رقم 2880) ومسلم (رقم 2411) في صحيحيهما.

1. شرح المفردات:

* نَثَلَ: أخرج وأفرغ محتوياتها. والمقصود أن النبي ﷺ أفرغ له سهامه من كنانته واحدة تلو الأخرى ليرمي بها.
* كِنَانَتَهُ: (الكنانة) هي الجعبة أو الوعاء الذي يحمل فيه الرامي سهامه.
* ارْمِ: أمر من الرمي، أي اطلق السهام نحو العدو.
* فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي: أي أُفدي أبي وأمي لك وفداءً عنك، وهي من أبلغ عبارات المحبة والتشجيع والثناء في لغة العرب، حيث جعل النبي ﷺ نفسه وأبويه فداءً لسعد.

2. شرح الحديث:

وقع هذا الموقف العظيم في غزوة أحد، التي كانت من أشد الغزوات على المسلمين، حيث انقلبت tide المعركة initially بعد نجاح الرماة في مواقعهم، ثم تعرض المسلمون لمحنة شديدة.
وفي خضم هذه المعركة الضارية، وقف النبي ﷺ يشجع أصحابه ويدفعهم للثبات والقتال. وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وهو من أشهر رماة الإسلام وأمهرهم، يقاتل ببسالة.
فجاءه النبي ﷺ ليعينه على القتال بأبلغ طريقة:
* فعلًا: بأن أفرغ له سهامه من كنانته (نَثَلَ لِي كِنَانَتَهُ) ليسهل عليه أخذها ويواصل الرمي بسرعة دون انقطاع، فهذه مشاركة عملية مباشرة من النبي ﷺ في القتال.
* قولًا: بأن شجعه بأعلى درجات التشجيع والحب (ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي). فهذه العبارة لم يقلها النبي ﷺ لأحد إلا لسعد رضي الله عنه، مما يدل على مكانته ومنزلته العظيمة عند رسول الله.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- مكانة سعد بن أبي وقاص: الحديث من أعظم الأدلة على فضل سعد رضي الله عنه ومحبته عند النبي ﷺ، حتى فداه بأبويه. وكان سعد من العشرة المبشرين بالجنة، وأول من رمى بسهم في سبيل الله.
2- معية النبي ﷺ لأصحابه: يظهر الحديث كيف كان النبي ﷺ قائدًا شجاعًا يقف مع جنوده في ساحة القتال، لا يتخلف عنهم، بل يساعدهم ويشجعهم بنفسه، مما يرفع من معنوياتهم ويضاعف من حماسهم.
3- الحث على إتقان العمل: إتقان سعد للرماية هو ما جعله محط أنظار النبي ﷺ وثنائه. وهذا يحث المسلم على إتقان عمله وتخصصه، فإتقانه قد يكون سببًا في نفع الإسلام والمسلمين.
4- فضل الرمي في سبيل الله: الحديث يحث على تعلم الرمي والاهتمام به، فهو من أهم فنون القتال في ذلك الوقت، وقد قال النبي ﷺ: «أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ» (رواه مسلم).
5- التشجيع والثناء: من أساليب التربية النبوية التشجيع والثناء على العمل الجيد، ورفع همة العامل، وهذا ما فعله النبي ﷺ مع سعد بأبلغ عبارة.
6- بر الوالدين:رغم أن النبي ﷺ جعلهما فداءً لسعد، إلا أن هذا لا يعني التفضيل المطلق، بل هو من باب المبالغة في المحبة. ويبقى بر الوالدين وطاعتهما في غير معصية الله من أعظم الواجبات، ولا يجوز لأحد أن يفضّل عليهما أحدًا في البر والمعروف حقيقة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* استجاب سعد رضي الله لهذا التشجيع، وكان من أبرز الأبطال في أحد، ودعا له النبي ﷺ بأن يستجيب الله له كلما دعا، فكان من المُجابين.
* هذا الحديث يرويه سعد عن نفسه، وهو من تواضعه رضي الله عنه كان يرويه ليبين فضل الله عليه ومنة النبي ﷺ، لا للافتخار على الآخرين.
* يقول العلماء: "قوله ﷺ: (فداك أبي وأمي) هذا من أبلغ أنواع الوعد والحث والترغيب، وهو إقسام على ذلك بوالديه، وفداؤهما إياه، وهو أبلغ في الحث من قوله: فداك نفسي".
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٥٥) عن عبد الله بن محمد، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا هاشم بن هاشم السعدي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: فذكره.
قوله: «نثل» أي: استخرج. و«الكنانة»: وعاء السهم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 360 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ارم فداك أبي وأمي

📜 حديث: ارم فداك أبي وأمي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ارم فداك أبي وأمي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ارم فداك أبي وأمي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ارم فداك أبي وأمي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية