حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب عدد مَنْ قُتِلَ مِنَ المسلمين يومَ أحد
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٠٠: ١٧٨٩) عن هدّاب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو يروي حدثاً عظيماً من أحداث غزوة أحد، التي كانت امتحاناً عظيماً للمؤمنين.
شرح المفردات:
● أُفرد: يعني تخلّى عنه الناس وبقي منفرداً أو مع قلة قليلة من الصحابة.
● رهقوه: أي غشوه واجتمعوا عليه ليقتلوه.
● ما أنصفنا أصحابنا: تعبير يدل على أن النبي ﷺ شعر بأنه لم يعطِ أصحابه الذين قُتلوا حقهم من التقدير والعرفان بالجميل، مع أنهم بذلوا أرواحهم دونه.
شرح الحديث:
يصف الحديث موقفاً صعباً من مواقف غزوة أحد، حيث انشغل بعض المسلمين بجمع الغنائم وتركوا مواقعهم، فانكشف النبي ﷺ وهاجمه المشركون. وجد النبي ﷺ نفسه محاطاً بعدد قليل جداً من الصحابة (سبعة من الأنصار ورجلين من قريش).
في هذا الموقف الخطير، حيث كاد المشركون يصلون إليه ليقاتلوه، عرض النبي ﷺ أعظم جائزة يمكن أن يحلم بها مؤمن: الجنة أو أن يكون رفيقه في الجنة.
لم يتردد الأنصار الأبطال، فتقدم واحداً تلو الآخر، كل منهم يسمع النداء، فيقدم ويقاتل قتالاً مستميتاً حتى يستشهد، ليحمي رسول الله ﷺ بجسده. تكرر هذا المشهد البطولي حتى استشهد السبعة جميعاً.
بعد أن سقط كل هؤلاء الأبطال، التفت النبي ﷺ إلى الرجلين القرشيين (و هما طلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما كما في الروايات الأخرى) وقال مقولته التي تعبر عن أخلاقه العظيمة: «ما أنصفنا أصحابنا».
فهو يشير إلى أن هؤلاء الأنصار قد بذلوا كل شيء ودفعوا أعظم ثمن (أرواحهم) بينما بقي هو والقرشيان، مع أن الواجب كان يقتضي المشاركة والتناوب في الدفاع حتى لا يتحمل العبء كله فئة واحدة.
الدروس المستفادة والعبر:
1- عظم فضل الصحابة وتضحياتهم: الحديث يظهر لنا نموذجاً خالداً من نماذج إيمان الصحابة وتضحيتهم. لم يتلكؤوا أو يخافوا الموت، بل سمعوا كلمة "الجنة" فانطلقوا نحوها.
2- قيمة الجنة وحب الشهادة في سبيل الله: كان حب الصحابة للجنة وللشهادة أقوى من حبهم للدنيا وحياتهم. هذا هو الإيمان الحقيقي الذي يرفع الإنسان فوق كل المخاوف.
3- أخلاق النبي ﷺ الرفيعة: قول النبي ﷺ «ما أنصفنا أصحابنا» هو ذروة التواضع والوفاء والاعتراف بالجميل. هو القائد الذي يرى تضحيات جنوده فيضعها في أعلى مكانة، ويشعر بأنه مدين لهم حتى وهو النبي المعصوم.
4- الوفاء للشهداء والأبطال: يجب على الأمة أن تذكر تضحيات شهدائها وأبطالها، وتوفيها حقها من التقدير والاحترام، اقتداءً بنبيها ﷺ.
5- ضرورة التعاون والتضامن في الشدائد: الموقف يعلمنا أن الدفاع عن الحق والدعوة يحتاج إلى تضحية جماعية، وأنه لا ينبغي أن تتحمل فئة واحدة العبء كله، بل يجب على الجميع أن يتناصروا ويتعاونوا.
في الختام:
هذا الحديث ليس مجرد قصة من الماضي، بل هو نموذج يجب أن يحتذى به في حب الله ورسوله، والتضحية في سبيل الدين، والوفاء للشهداء والمضحين. نسأل الله أن يرزقنا إيماناً كإيمانهم، وتضحية كتضحيتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 343 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 318 من يأخذ مني هذا السيف بحق
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
- 346 أي عباد الله أبي أبي
- 347 كل مصيبة بعدك جلل
- 348 قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
- 349 لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية
- 350 صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين
- 351 لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق
- 352 لكن حمزة لا بواكي له
- 353 تغسّل الملائكة حنظلة
- 354 المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد
- 355 رجلان عليهما ثياب بيض يقاتلان عن رسول الله ﷺ
- 356 أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد
- 357 ما جمع أبويه لأحد إلا لسعد: يا سعد ارم فداك...
- 358 فداك أبي وأمي
- 359 رم فداك أبي وأمي
- 360 ارم فداك أبي وأمي
- 361 لم يبق مع رسول الله في بعض تلك الأيام غير...
- 362 صحبت عبد الرحمن بن عوف وطلحة والمقداد وسعدًا
- 363 يد طلحة شلاء وقى بها النبي ﷺ يوم أحد
- 364 من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
- 365 من للقوم قال طلحة أنا فقال رسول الله كما أنت
- 366 أم سليط كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
- 367 يوم أحد وانهزام الناس عن النبي ﷺ وأبو طلحة يجوب...
معلومات عن حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
📜 حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








