حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عدد مَنْ قُتِلَ مِنَ المسلمين يومَ أحد

عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ أُفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: «من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟» فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضًا فقال: «من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟» فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة فقال رسول الله ﷺ لصاحبيه: «ما أنصفنا أصحابنا».

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٠٠: ١٧٨٩) عن هدّاب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ أُفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: «من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟» فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضًا فقال: «من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟» فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة فقال رسول الله ﷺ لصاحبيه: «ما أنصفنا أصحابنا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو يروي حدثاً عظيماً من أحداث غزوة أحد، التي كانت امتحاناً عظيماً للمؤمنين.
شرح المفردات:
● أُفرد: يعني تخلّى عنه الناس وبقي منفرداً أو مع قلة قليلة من الصحابة.
● رهقوه: أي غشوه واجتمعوا عليه ليقتلوه.
● ما أنصفنا أصحابنا: تعبير يدل على أن النبي ﷺ شعر بأنه لم يعطِ أصحابه الذين قُتلوا حقهم من التقدير والعرفان بالجميل، مع أنهم بذلوا أرواحهم دونه.
شرح الحديث:
يصف الحديث موقفاً صعباً من مواقف غزوة أحد، حيث انشغل بعض المسلمين بجمع الغنائم وتركوا مواقعهم، فانكشف النبي ﷺ وهاجمه المشركون. وجد النبي ﷺ نفسه محاطاً بعدد قليل جداً من الصحابة (سبعة من الأنصار ورجلين من قريش).
في هذا الموقف الخطير، حيث كاد المشركون يصلون إليه ليقاتلوه، عرض النبي ﷺ أعظم جائزة يمكن أن يحلم بها مؤمن: الجنة أو أن يكون رفيقه في الجنة.
لم يتردد الأنصار الأبطال، فتقدم واحداً تلو الآخر، كل منهم يسمع النداء، فيقدم ويقاتل قتالاً مستميتاً حتى يستشهد، ليحمي رسول الله ﷺ بجسده. تكرر هذا المشهد البطولي حتى استشهد السبعة جميعاً.
بعد أن سقط كل هؤلاء الأبطال، التفت النبي ﷺ إلى الرجلين القرشيين (و هما طلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما كما في الروايات الأخرى) وقال مقولته التي تعبر عن أخلاقه العظيمة: «ما أنصفنا أصحابنا».
فهو يشير إلى أن هؤلاء الأنصار قد بذلوا كل شيء ودفعوا أعظم ثمن (أرواحهم) بينما بقي هو والقرشيان، مع أن الواجب كان يقتضي المشاركة والتناوب في الدفاع حتى لا يتحمل العبء كله فئة واحدة.
الدروس المستفادة والعبر:
1- عظم فضل الصحابة وتضحياتهم: الحديث يظهر لنا نموذجاً خالداً من نماذج إيمان الصحابة وتضحيتهم. لم يتلكؤوا أو يخافوا الموت، بل سمعوا كلمة "الجنة" فانطلقوا نحوها.
2- قيمة الجنة وحب الشهادة في سبيل الله: كان حب الصحابة للجنة وللشهادة أقوى من حبهم للدنيا وحياتهم. هذا هو الإيمان الحقيقي الذي يرفع الإنسان فوق كل المخاوف.
3- أخلاق النبي ﷺ الرفيعة: قول النبي ﷺ «ما أنصفنا أصحابنا» هو ذروة التواضع والوفاء والاعتراف بالجميل. هو القائد الذي يرى تضحيات جنوده فيضعها في أعلى مكانة، ويشعر بأنه مدين لهم حتى وهو النبي المعصوم.
4- الوفاء للشهداء والأبطال: يجب على الأمة أن تذكر تضحيات شهدائها وأبطالها، وتوفيها حقها من التقدير والاحترام، اقتداءً بنبيها ﷺ.
5- ضرورة التعاون والتضامن في الشدائد: الموقف يعلمنا أن الدفاع عن الحق والدعوة يحتاج إلى تضحية جماعية، وأنه لا ينبغي أن تتحمل فئة واحدة العبء كله، بل يجب على الجميع أن يتناصروا ويتعاونوا.
في الختام:
هذا الحديث ليس مجرد قصة من الماضي، بل هو نموذج يجب أن يحتذى به في حب الله ورسوله، والتضحية في سبيل الدين، والوفاء للشهداء والمضحين. نسأل الله أن يرزقنا إيماناً كإيمانهم، وتضحية كتضحيتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٠٠: ١٧٨٩) عن هدّاب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 343 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش

  • 📜 حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب