حديث: ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب عدد مَنْ قُتِلَ مِنَ المسلمين يومَ أحد
«من هذه؟» فقالوا: ابنة عمرو - أو أخت عمرو - قال: «فلم تبكي؟» - أو لا تبكي، فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع.
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٢٩٣) ومسلم في فضائل الصحابة (١٢٩: ٢٤٧١) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا ابن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
نص الحديث:
عن جابر بن عبد الله قال: جيء بأبي يوم أحد قد مثّل به حتى وضع بين يدي رسول الله ﷺ وقد سُجّي ثوبًا، فذهبت أريد أن أكشف عنه، فنهاني قومي، ثم ذهبت أكشف عنه فنهاني قومي، فأمر رسول الله ﷺ فرفع، فسمع صوت صائحة، فقال: «من هذه؟» فقالوا: ابنة عمرو - أو أخت عمرو - قال: «فلم تبكي؟» - أو لا تبكي، فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع.
1. شرح المفردات:
● مُثِّل به: أي شُوّه جسمه بعد استشهاده بقطع الأنف والأذن وغير ذلك من المُثلة التي فعلها المشركون بجثث شهداء أحد.
● سُجّي: غُطّي بثوب.
● صائحة: امرأة تصيح وتندب على الميت.
● تظله بأجنحتها: تحفه وتظلله بأجنحتها تكريمًا له.
● رفع: أي حُمِل للدفن.
2. شرح الحديث:
يصف جابر بن عبد الله رضي الله عنهما المشهد المؤثر لاستشهاد أبيه عبد الله بن حرام في غزوة أحد، حيث مُثِّل بجسده الشريف من قبل المشركين. فلما جيء به إلى النبي ﷺ مغطى بثوب، أراد جابر أن يكشف عنه ليراه، لكن أهل الخير من الصحابة نهاه عن ذلك مرتين خوفًا من تأثير منظر التشويه على نفسه. ثم أمر النبي ﷺ برفع الثوب عنه، فسمع صوت امرأة تبكي (وهي ابنة أو أخت الشهيد عمرو بن الجموح، أو قيل غير ذلك)، فسأل عنها ثم قال: «لم تبكي؟» أو «لا تبكي» أي لا داعي للبكاء بهذه الصورة التي قد تكون فيها نياحة محرمة.
ثم بيّن النبي ﷺ سبب طمأنينتها بأن الملائكة كانت تظلله بأجنحتها تكريمًا له منذ استشهاده حتى رُفع للدفن، مما يدل على علو منزلته عند الله.
3. الدروس المستفادة:
● عظم قدر الشهداء: الحديث يظهر المكانة الرفيعة للشهداء عند الله، حتى إن الملائكة تظلهم وتكرمهم.
● الصبر واحتساب الأجر: النبي ﷺ يذكّر بالصبر على المصيبة وعدم النياحة المحرمة، مع بيان فضل الشهادة لتخفيف المصاب.
● الرفق بأهل الميت: نهي الصحابة لجابر عن كشف جثة أبيه المشوهة يدل على حرصهم على حماية مشاعره.
● تحريم النياحة: قول النبي ﷺ «لم تبكي؟» توجيهٌ بعدم البكاء بصورة محرمة (كالصراخ وشق الجيوب)، لا البكاء الطبيعي الذي يرحمه الله.
4. معلومات إضافية:
- الشهيد عبد الله بن حرام هو والد جابر بن عبد الله، وكان من الأنصار الأجلاء.
- الغزوة هي غزوة أحد (3 هـ)، والتي استشهد فيها سبعون من الصحابة.
- تظليل الملائكة للشهيد من علامات كرامته، كما ورد في أحاديث أخرى مثل حديث: «للشهيد عند الله ست خصال...».
- الحديث يدل على أن الملائكة تحضر مجالس الشهداء وتشرفهم، وهذا من إكرام الله لهم.
أسأل الله أن يرزقنا الشهادة في سبيله، وأن يتقبل منا الصالحات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
واسم أبي جابر: عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 340 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 315 قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
- 316 عنوان الحديث: النبي ﷺ يقول: أوجب طلحة
- 317 ظاهر النبي ﷺ بين درعين يوم أحد
- 318 من يأخذ مني هذا السيف بحق
- 319 عنوان الحديث: لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل...
- 320 خذها مني وأنا الغلام الأنصاري
- 321 قتل اليمان والد حذيفة في غزوة أحد
- 322 يوم انهزم القوم وخدم النساء مشمرات يسعين
- 323 إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم
- 324 ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد
- 325 دعاء النبي يوم أحد
- 326 سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
- 327 سيفي يسقط من يدي وآخذه
- 328 النعاس الذي أنزله الله على المسلمين يوم أحد
- 329 فقال النبي ﷺ بيده اليمنى: هذه يد عثمان
- 330 فضل طلحة في غزوة أحد وموقفه مع الرسول
- 331 عثمان يرد على اتهامات عبد الرحمن بن عوف ويبرر موقفه.
- 332 يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله
- 333 يوم بيوم بدر والحرب سجال
- 334 أكثر حيّ من أحياء العرب شهيدًا يوم القيامة الأنصار
- 335 صبّح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا جميعًا شهداء
- 336 قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة
- 337 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
- 338 من قتل في سبيل الله فهو في الجنة
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
- 346 أي عباد الله أبي أبي
- 347 كل مصيبة بعدك جلل
- 348 قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
- 349 لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية
- 350 صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين
- 351 لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق
- 352 لكن حمزة لا بواكي له
- 353 تغسّل الملائكة حنظلة
- 354 المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد
- 355 رجلان عليهما ثياب بيض يقاتلان عن رسول الله ﷺ
- 356 أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد
- 357 ما جمع أبويه لأحد إلا لسعد: يا سعد ارم فداك...
- 358 فداك أبي وأمي
- 359 رم فداك أبي وأمي
- 360 ارم فداك أبي وأمي
- 361 لم يبق مع رسول الله في بعض تلك الأيام غير...
- 362 صحبت عبد الرحمن بن عوف وطلحة والمقداد وسعدًا
- 363 يد طلحة شلاء وقى بها النبي ﷺ يوم أحد
- 364 من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
معلومات عن حديث: ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
📜 حديث: ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








