حديث: تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عدد مَنْ قُتِلَ مِنَ المسلمين يومَ أحد

عن أبي قتادة أنه حضر ذلك قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ - وكانت رجله عرجاء - فقال رسول الله ﷺ: «نعم» فقتلوه يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر عليه رسول الله ﷺ فقال: «كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة».
فأمر رسول الله ﷺ بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد.

حسن: رواه أحمد (٢٢٥٥٣) عن أبي عبد الرحمن المقري، حدثنا حيوة، حدثنا أبو صخر حميد بن زياد، أن يحيى بن النضر حدثه عن أبي قتادة فذكره.

عن أبي قتادة أنه حضر ذلك قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ - وكانت رجله عرجاء - فقال رسول الله ﷺ: «نعم» فقتلوه يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر عليه رسول الله ﷺ فقال: «كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة».
فأمر رسول الله ﷺ بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن الصحابي الجليل أبي قتادة رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:


● عمرو بن الجموح: صحابي جليل من الأنصار، وكان سيدًا في قومه من بني سلمة.
● رجله عرجاء: أي كان يعرج فيها، وكانت بها عاهة.
● مولى لهم: أي عبدًا أو تابعًا لهم.
● قتلوه يوم أحد: استشهد في غزوة أحد.
● في قبر واحد: دُفنوا معًا في قبر واحد.


2. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة إيمان وتضحية، حيث يأتي عمرو بن الجموح - وكان رجلاً أعرج - إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله: إن قاتلت في سبيل الله حتى أُقتل، هل أمشي برجلي هذه - التي كانت عرجاء - صحيحة في الجنة؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بـ«نعم» تأكيدًا على ذلك، وهو وعد من الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.
ثم تحقق الوعد، حيث استشهد عمرو وابن أخيه ومولاهم في غزوة أحد، فمرّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة»، تأكيدًا على تحقيق الوعد الإلهي.
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفنهم في قبر واحد تكريمًا لهم وتقديرًا لصحبتهم وتضحيتهم.


3. الدروس المستفادة:


● فضل الجهاد والشهادة في سبيل الله: فهي سبب لدخول الجنة ونيل الكرامات.
● صحة وعظمة وعد النبي صلى الله عليه وسلم: فقد تحقق ما أخبر به.
● أن الله يعوّض المؤمنين في الآخرة عمّا فقدوه في الدنيا: فعمرو بن الجموح كان يعرج في الدنيا، فجازاه الله بالمشي صحيحًا في الجنة.
● قيمة الصحبة والإخوة في الله: حيث دُفنوا معًا تكريمًا لهم.
● أن الإعاقة الجسدية لا تمنع من نيل الفضل والأجر: إذا صحت النية وصدق العزم.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على كرم الله تعالى وعطائه، وأن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
- وفيه بيان لمكانة الشهداء وعلو درجاتهم عند الله.
- كما يُستفاد منه أهمية سؤال العلماء والفقهاء في الأمور الدينية، كما فعل عمرو بن الجموح مع النبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يوفقنا للعمل الصالح والإخلاص فيه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٥٥٣) عن أبي عبد الرحمن المقري، حدثنا حيوة، حدثنا أبو صخر حميد بن زياد، أن يحيى بن النضر حدثه عن أبي قتادة فذكره.
وإسناده حسن من أجل حميد بن زياد أبي صخر، فإنه مختلف فيه، فضعّفه النسائي ومشّاه الآخرون، غير أنه وصف بالوهم، ومن أوهامه في هذا الحديث ذكر مولاهما، فإن الصحيح أنهما - أي عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري والد جابر، وعمرو بن الجموح - دفنا في قبر واحد.
والحديث حسّنه الحافظ في الفتح (٣/ ٢١٦)
وقال: قال ابن عبد البر في «التمهيد»: ليس هو ابن أخيه، وإنما هو ابن عمه. وهو كما قال، فلعله كان أحسن منه. انتهى.
وقول جابر: فاستخرجته بعد ستة أشهر - ظاهره يخالف ما وقع في الموطأ عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين كانا قد حفر السيل قبرهما، وكانا في قبر واحد، فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس، وكان بين أحد ويوم حفر عنهما ست وأربعون سنة.
ويؤيد هذا ما ذكره محمد بن إسحاق فقال: حدثني أبي، عن أشياخ من الأنصار قالوا: لما ضرب معاوية عينه التي مرت على قبور الشهداء انفجرت العين عليهم فجئنا فأخرجناهما - يعني عمرو وعبد الله - وعليهما بردتان قد غطى بهما وجوههما وعلى أقدامهما شيء من نبات الأرض فأخرجناهما ينثنيان ثنيًا كأنهما دفنا بالأمس».
فأجاب الحافظ ابن حجر جمعًا بين الخبرين بقوله: «فإما أن يكون المراد بكونهما في قبر واحد قرب المجاورة، أو أن السيل خرق أحد القبرين فصارا كقبر واحد».
قال الأعظمي: ليس في رواية البخاري أن جابر بن عبد الله بعد أن استخرجه بعد ستة أشهر دفن كل واحد منهما في قبر. فإنه لعله بعد ما رآه أنه كيوم وضعه في قبره تركهما على حالهيا إلى أن جاء السيل في عهد معاوية فكشف قبرهما.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 342 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة

  • 📜 حديث: تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب