حديث: من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من ثبت مع النبي ﷺ يوم أحد
صحيح: رواه مسلم في الجهاد (١٧٨٩) عن هداب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وثابت البناني، عن أنس بن مالك فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث عظيم من أحاديث الشجاعة والتضحية في سبيل الله ونصرة النبي ﷺ، وقعت أحداثه في غزوة أحد، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد، كما رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيرهما من أئمة الحديث، وهو حديث صحيح.
### ثانياً. شرح المفردات
● أُفرد: يعني تخلّى عنه أصحابه وبقي معه عدد قليل، أو حوصر وانفرد عن جيشه.
● يوم أحد: اسم الغزوة المشهورة التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة.
● رهقوه: من الرَهَق، أي غشوه واجتمعوا عليه وأحاطوا به بقصد القتل.
● ما أنصفنا أصحابنا: أي لم نعدل معهم، حيث بقي النبي وصاحباه على قيد الحياة بينما استشهد جميع الأنصار الذين دافعوا عنه.
### ثالثاً. شرح الحديث
يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ في غزوة أحد، وبعد أن انكشف المسلمون واشتدت المعركة، وجد نفسه منفرداً ومحاطاً بهجوم المشركين، ولم يبق معه إلا تسعة رجال: سبعة من الأنصار واثنان من قريش (وهما طلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة بن الجراح كما في روايات أخرى).
فلما كاد العدو يصل إليه ويحيط به (رهقوه)، عرض النبي ﷺ دعوة عظيمة، فقال: «مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ، أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ». أي: من يتقدم ويقاتل هؤلاء المهاجمين حتى يبعدهم عنا، فله الجنة كاملة، أو سيكون رفيقي في الجنة، وهي منزلة عالية لا تعدلها منزلة.
فتقدم بطل من هؤلاء الأنصار، وقاتل قتالاً شديداً حتى استشهد. ثم تكرر الموقف، فعاد المشركون يهاجمون، فكرر النبي ﷺ النداء نفسه، فتقدم أنصاري آخر، وقاتل حتى استشهد. واستمر هذا المشهد يتكرر، حتى استشهد السبعة جميعاً من الأنصار، ولم يبق مع النبي ﷺ إلا الرجلان القرشيان.
عندها التفت النبي ﷺ إلى صاحبيه القرشيين (طلحة وأبي عبيدة) وقال مواسياً ومشيداً بفضل أولئك الشهداء: «مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا». أي: كيف بقي نحن الثلاثة أحياء، بينما ذهب أصحابنا واستشهدوا جميعاً دفاعاً عنا؟! هذا ليس من العدل، فهم قد بذلوا كل شيء حتى أرواحهم.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- الشجاعة والتضحية في سبيل الله: الموقف يُظهر أعلى درجات الشجاعة والتضحية، حيث لم يتردد أولئك الأنصار في التقدم للقتال مع علمهم أن المصير هو الشهادة، طمعاً في فضل الله ووعده.
2- الترغيب في الجنة: النبي ﷺ يستخدم أعظم الحوافز، وهو الوعد بالجنة ومرافقة النبي فيها، مما يدل على أن الثواب العظيم يلهم المؤمن قوة لا حدود لها.
3- فضل الأنصار: الحديث يبرز مكانة الأنصار وفضلهم في نصرتهم للإسلام والدفاع عن النبي ﷺ، حتى بأرواحهم.
4- تواضع النبي ﷺ واعترافه بالفضل: قوله «ما أنصفنا أصحابنا» يدل على تواضعه العظيم واعترافه بفضل أولئك الرجال، مع أنه هو المعصوم والمحمي من الله، لكنه يعلمهم فضل التضحية.
5- الإيثار والبذل: الأنصار قدموا أنفسهم دون تردد، وهذا من أعلى درجات الإيثار، حيث فضلوا حياة النبي ورسالة الإسلام على حياتهم.
خامساً:
معلومات إضافية- هذان الرجلان القرشيان هما طلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما، وهما من العشرة المبشرين بالجنة.
- استشهاد هؤلاء السبعة من الأنصار كان دفاعاً عن النبي ﷺ، وقد قبل الله تضحيتهم وأعلى شأنهم.
- هذا الموقف يُعد من المواقف الخالدة في تاريخ الإسلام، التي تُذكّر بالأبطال الحقيقيين الذين ضحوا بكل شيء في سبيل دينهم.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الإيمان والتضحية في سبيله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قوله: «ما أنصفْنا أصحابنا»: أي ما أنصفتْ قريش الأنصار لكون القرشيين لم يخرجا للقتال، بل خرجت الأنصار واحدًا بعد واحد. ذكره النووي.
وبمعناه رواه الإمام أحمد (٤٤١٤) عن عفان، حدثنا حماد، حدثنا عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن مسعود أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين، فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر: إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله عز وجل: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٥٢] فلما خالف أصحاب النبي ﷺ وعصوا ما أمروا به، أُفرد رسول الله ﷺ في تسعة: سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، وهو عاشرهم، فذكر حديثًا طويلا، إلا أنه منقطع فإن الشعبي لم يسمع من عبد الله بن مسعود، وهذه علته - وأما عطاء بن السائب فهو مختلط إلا أن حمادا سمع منه قبل الاختلاط.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 364 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 339 عرفته ببنانه
- 340 ما زالت الملائكة تظله بأجنحته حتى رفع
- 341 أول قتيل في أحد ودفن معه آخر في قبر
- 342 تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة
- 343 أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
- 344 لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا
- 345 من آمن وقاتل ومات دخل الجنة وما صلى صلاة
- 346 أي عباد الله أبي أبي
- 347 كل مصيبة بعدك جلل
- 348 قتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي.
- 349 لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية
- 350 صلى رسول الله على قتلى أحد بعد ثماني سنين
- 351 لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق
- 352 لكن حمزة لا بواكي له
- 353 تغسّل الملائكة حنظلة
- 354 المدينة تنفي المنافقين كما تنفي النار خبث الحديد
- 355 رجلان عليهما ثياب بيض يقاتلان عن رسول الله ﷺ
- 356 أبو طلحة يحمي النبي ﷺ بحجفته يوم أحد
- 357 ما جمع أبويه لأحد إلا لسعد: يا سعد ارم فداك...
- 358 فداك أبي وأمي
- 359 رم فداك أبي وأمي
- 360 ارم فداك أبي وأمي
- 361 لم يبق مع رسول الله في بعض تلك الأيام غير...
- 362 صحبت عبد الرحمن بن عوف وطلحة والمقداد وسعدًا
- 363 يد طلحة شلاء وقى بها النبي ﷺ يوم أحد
- 364 من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
- 365 من للقوم قال طلحة أنا فقال رسول الله كما أنت
- 366 أم سليط كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
- 367 يوم أحد وانهزام الناس عن النبي ﷺ وأبو طلحة يجوب...
- 368 اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيّه
- 369 اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم
- 370 معنى اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
- 371 اشتد غضب الله على من قتله النبي في سبيل الله
- 372 اشتد غضب الله على من أدمى وجه رسول الله
- 373 فاطمة تغسل جرح النبي وعلي يسكب الماء
- 374 لما أصاب رسول الله ﷺ ما أصاب يوم أحد انصرف...
- 375 شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله؟
- 376 قدمه في اللحد وقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة»
- 377 اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت
- 378 انتدب منهم سبعون رجلا قال: كان فيهم أبو بكر والزبير
- 379 بعث النبي سرية عينًا وأمّر عليهم عاصم بن ثابت
- 380 إذا رأيته وجدت له إقشعراريرة
- 381 بعث النبي ﷺ سبعين رجلا يقال لهم القراء فقتلوهم
- 382 رسول الله ﷺ يقنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية...
- 383 بعث النبي خاله في سبعين راكبًا إلى رئيس المشركين عامر...
- 384 فزت ورب الكعبة
- 385 النبي ﷺ يقول لأبي بكر: «أشعرت أنه قد أذن لي...
- 386 دعا النبي على قتلة أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحًا
- 387 قنت رسول الله ﷺ بعد الركوع شهرًا يدعو عليهم
- 388 قنت رسول الله شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية
معلومات عن حديث: من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
📜 حديث: من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








