حديث: إذا رأيته وجدت له إقشعراريرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

سرية عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان بعرنة في محرم سنة أربع

عن عبد الله بن أنيس قال: دعاني رسولُ الله ﷺ فقال: «إنَّه قد بلغني أنَّ خالد بن سفيان بن نُبَيح الهُذَلي، يجمَعُ لي الناس ليغزُوَني وهو بعُرَنة، فأْتِهِ فاقتُلْه» قال: قلتُ: يا رسول الله! انعتْهُ لي حتَّى أعرفَه، قال: «إذا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ لهُ إقْشَعْريرةً». قال: فخرجتُ متوشِّحًا بسيفي حتَّى وقعتُ عليه، وهو بعُرَنَة مِع ظُعُنٍ يرتادُ لهن منزلًا، وحين كان وقتُ العصر، فلما رأيتُه وجدتُ ما وصف لي رسولُ الله ﷺ من
الإقشعريرة، فأقبلتُ نحوه، وخشيتُ أن يكون بيني وبينه محاولةٌ تشغلُني عن الصلاة، فصليتُ وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود، فلمَّا انتهيتُ إليه، قال: من الرجل؟ قلتُ: رجلٌ من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك لهذا. قال: أجل أنا في ذلك. قال: فمشيتُ معه شيئًا، حتَّى إذا أمكَنَني حَمَلْتُ عليه السيف حتَّى قتلتُه، ثم خرجتُ، وتركت ظعائنَه مُكِبّاتٍ عليه، فلمَّا قدِمتُ على رسول الله ﷺ فرآني، فقال: «أَفْلَحَ الوَجْهُ»، قال: قلتُ: قتلتُه يا رسول الله. قال: «صدَقْتَ» قال: ثم قام معي رسولُ الله ﷺ، فدخل بي بيته، فأعطاني عصًا، فقال: «أمْسِكْ هذِهِ عِنْدَكَ، يا عبد الله بن أُنَيْس»، قال: فخرجتُ بها على الناس، فقالوا: ما هذا العصا؟ قال: قلتُ: أعطانيها رسولُ الله ﷺ، وأمرني أن أمسكها، قالوا: أوَ لا ترجِعُ إلى رسول الله ﷺ فتسألَه عن ذلك؟ قال: فرجعتُ إلى رسول الله ﷺ، فقلتُ: يا رسولَ الله، لم أعطَيْتَني هذه العصا؟ قال: «آيَة بيني وبَيْنِكَ يومَ القِيَامَةِ، إنَّ أقَلَّ النَّاس المُتَخَصِّرُونَ يومئذٍ» قال: فقَرَنها عبد الله بسيفه، فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فصُبَّتْ معه في كفنه، ثم دُفنا جمعًا.

حسن: رواه أحمد (١٦٠٤٧)، وأبو يعلى (٩٠٥)، وصحّحه ابن خزيمة (٩٨٣)، وابن حبان (٧١٦٠) كلهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه فذكره.

عن عبد الله بن أنيس قال: دعاني رسولُ الله ﷺ فقال: «إنَّه قد بلغني أنَّ خالد بن سفيان بن نُبَيح الهُذَلي، يجمَعُ لي الناس ليغزُوَني وهو بعُرَنة، فأْتِهِ فاقتُلْه» قال: قلتُ: يا رسول الله! انعتْهُ لي حتَّى أعرفَه، قال: «إذا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ لهُ إقْشَعْريرةً». قال: فخرجتُ متوشِّحًا بسيفي حتَّى وقعتُ عليه، وهو بعُرَنَة مِع ظُعُنٍ يرتادُ لهن منزلًا، وحين كان وقتُ العصر، فلما رأيتُه وجدتُ ما وصف لي رسولُ الله ﷺ من
الإقشعريرة، فأقبلتُ نحوه، وخشيتُ أن يكون بيني وبينه محاولةٌ تشغلُني عن الصلاة، فصليتُ وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود، فلمَّا انتهيتُ إليه، قال: من الرجل؟ قلتُ: رجلٌ من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك لهذا. قال: أجل أنا في ذلك. قال: فمشيتُ معه شيئًا، حتَّى إذا أمكَنَني حَمَلْتُ عليه السيف حتَّى قتلتُه، ثم خرجتُ، وتركت ظعائنَه مُكِبّاتٍ عليه، فلمَّا قدِمتُ على رسول الله ﷺ فرآني، فقال: «أَفْلَحَ الوَجْهُ»، قال: قلتُ: قتلتُه يا رسول الله. قال: «صدَقْتَ» قال: ثم قام معي رسولُ الله ﷺ، فدخل بي بيته، فأعطاني عصًا، فقال: «أمْسِكْ هذِهِ عِنْدَكَ، يا عبد الله بن أُنَيْس»، قال: فخرجتُ بها على الناس، فقالوا: ما هذا العصا؟ قال: قلتُ: أعطانيها رسولُ الله ﷺ، وأمرني أن أمسكها، قالوا: أوَ لا ترجِعُ إلى رسول الله ﷺ فتسألَه عن ذلك؟ قال: فرجعتُ إلى رسول الله ﷺ، فقلتُ: يا رسولَ الله، لم أعطَيْتَني هذه العصا؟ قال: «آيَة بيني وبَيْنِكَ يومَ القِيَامَةِ، إنَّ أقَلَّ النَّاس المُتَخَصِّرُونَ يومئذٍ» قال: فقَرَنها عبد الله بسيفه، فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فصُبَّتْ معه في كفنه، ثم دُفنا جمعًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يحكي قصة بطولية من بطولات الصحابة رضوان الله عليهم في الدفاع عن رسول الله ﷺ وعن الإسلام. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة منه.

شرح المفردات:


● يجمَعُ لي الناس ليغزُوَني: أي يجمع الجنود لمحاربة النبي ﷺ.
● بعُرَنة: اسم مكان قرب مكة.
● انعتْهُ لي: صِفْه لي.
● إقْشَعْريرةً: يعني صفة في جلده أو شكله تثير الريبة أو الخوف، وقيل إنها شعرات منتصبة أو هيئة مريبة.
● متَوشِّحًا بسيفي: متقلدًا سيفي.
● ظُعُنٍ: النساء المسافرات في الهوادج.
● يرتادُ لهن منزلًا: يبحث لهن عن مكان للنزول.
● أومئ برأسي: أشير برأسي إيماءً في الصلاة.
● مُكِبّاتٍ عليه: منكبَّات عليه منزعجات.
● أَفْلَحَ الوَجْهُ: كلمة تقال للفرح والاستبشار، يعني أفلح وجهك أو أبشر.
● آيَة بيني وبَيْنِكَ: علامة بيني وبينك.
● المُتَخَصِّرُونَ: الذين معهم عصي يتخصرون بها (يحملونها كعلامة).


شرح الحديث:


1- السياق التاريخي:
كان خالد بن سفيان الهذلي من أعداء الإسلام، يجمع الجيوش لمحاربة النبي ﷺ، فبلغ ذلك النبي، فأرسل عبد الله بن أنيس لقتله حماية للدعوة الإسلامية.
2- طلب الوصف والتوجيه:
طلب عبد الله بن أنيس من النبي ﷺ أن يصف له خالدًا حتى يعرفه، فقال النبي: «إذا رأيته وجدت له إقشعرارًا»، أي هيئة تثير الانتباه أو الخوف.
3- التخطيط والذكاء:
خرج عبد الله بن أنيس متسلحًا حتى وجد خالدًا في مكان بعيد (عُرنة) مع نسائه يبحث لهن عن منزل. فلما رآه، تحقق فيه الصفة التي وصفها النبي.
4- الجمع بين العبادة والواجب:
خشي عبد الله أن تشغله معركة عن صلاة العصر، فصلى وهو يمشي نحو عدوه، يومئ برأسه للركوع والسجود، جمعًا بين أداء الفريضة وتنفيذ المهمة.
5- الحيلة والثبات:
عندما سأله خالد: "من الرجل؟"، أجابه بحيلة ذكية: "رجل من العرب سمع بك وجمعك لهذا الرجل فجاءك"، فأقر خالد بذلك. ثم مشى معه حتى تسنى له قتله بالسيف.
6- العودة والنصر:
بعد قتله، ترك نساء خالد منزعجات وعاد إلى النبي ﷺ، فلما رآه النبي قال: «أفلح الوجه» ابتهاجًا بنجاح المهمة. وأخبره عبد الله بأنه قتله، فصدقه النبي.
7- الهدية والرمزية:
أعطاه النبي ﷺ عصًا وقال: «أمسك هذه عندك»، فلما سأله الصحابة عنها، رجع ليسأل النبي، فقال: «آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ»، أي ستكون علامة له يوم القيامة حيث يكون أصحاب العصي قلة. فحفظها عبد الله مع سيفه، ودفنت معه عندما مات.


الدروس المستفادة:


1- وجوب الدفاع عن الإسلام ونبيه:
هذا الحديث يظهر حرص الصحابة على حماية الدعوة الإسلامية من الأعداء، حتى لو تطلب ذلك المخاطرة بالنفس.
2- الأخذ بالأسباب مع التوكل:
عبد الله بن أنيس أخذ بجميع الأسباب: استعلم عن صفة العدو، وتسلح، وخطط بحكمة، وصلى طالبًا العون من الله.
3- العبادة لا تتعارض مع الجهاد:
صلاة عبد الله وهو يمثل لنا كيف يمكن الجمع بين الفرائض والواجبات العسكرية بذكاء وإيمان.
4- طاعة النبي ﷺ دون تردد:
عبد الله نفذ الأمر دون تردد أو خوف، وهذا من علامات الإيمان الكامل.
5- رمزية العصا كعلامة للوفاء:
العصا كانت تذكارًا من النبي ﷺ وعربون محبة ووفاء، وهي ترمز إلى العلاقة الخاصة بين النبي وصحابته.
6- البشارة بالفضل يوم القيامة:
قول النبي: «أقل الناس المتخصرون يومئذ» إشارة إلى أن أصحاب الفضائل والعلامات سيكونون قلة، وعبد الله منهم.


معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- عبد الله بن أنيس من الصحابة الأبطال، وكان هذا الفعل من مناقبه.
- القصة تظهر جانبًا من جوانب الجهاد في الإسلام، الذي يكون دفاعًا عن النفس والدين.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من المدافعين عن دينه وسنة نبيه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٠٤٧)، وأبو يعلى (٩٠٥)، وصحّحه ابن خزيمة (٩٨٣)، وابن حبان (٧١٦٠) كلهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه فذكره.
ابن عبد الله بن أنيس اسمه: عبد الله بن عبد الله بن أنيس ترجم له البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في ثقاته، وهو لم ينفرد به في أصل القصة فقد تابعه غير واحد.
وقد حسّن إسناده أيضًا ابن حجر في الفتح (٢/ ٤٣٧).
وقد ذكرناه في كتاب الصلاة، باب صلاة الطالب والمطلوب.
وقد رُوي هذا الخبر عن عبادة بن الصامت ولا يصح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 380 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا رأيته وجدت له إقشعراريرة

  • 📜 حديث: إذا رأيته وجدت له إقشعراريرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا رأيته وجدت له إقشعراريرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا رأيته وجدت له إقشعراريرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا رأيته وجدت له إقشعراريرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب