حديث: إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

سرية حمزة بن عمرو الأسلمي إلى هبَّار بن الأسود وصاحبه الذين تعرضا لزينب بنت النَّبِيّ ﷺ -

عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَهُ وَرَهْطًا مَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ عُذْرَةَ فَقَالَ: «إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَى فُلَانٍ فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ» فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا تَوَارَوْا مِنْهُ نَادَاهُمْ أَوْ أَرْسلَ فِي أَثَرِهِمْ فَرَدُّوهُمْ ثُمَّ قَالَ: «إِنْ أَنْتُمْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ، فَإِنَّمَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ رَبُّ النَّارِ».

صحيح: رواه أحمد (١٦٠٣٥، ١٦٠٣٦) من طرق عن ابن جريج، قال: أخبرني زياد بن سعد، أن أبا الزّناد، قال: أخبرني حنظلة بن علي، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، فذكره.

عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَهُ وَرَهْطًا مَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ عُذْرَةَ فَقَالَ: «إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَى فُلَانٍ فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ» فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا تَوَارَوْا مِنْهُ نَادَاهُمْ أَوْ أَرْسلَ فِي أَثَرِهِمْ فَرَدُّوهُمْ ثُمَّ قَالَ: «إِنْ أَنْتُمْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ، فَإِنَّمَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ رَبُّ النَّارِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه من الأحاديث المهمة التي تحمل في طياتها دروساً عظيمة وأحكاماً شرعية، وإليك الشرح الوافي له:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● حمزة بن عمرو الأسلمي: صحابي جليل، من قبيلة أسلم، وكان من أصحاب النبي ﷺ.
● رهطًا: جماعة من ثلاثة إلى عشرة رجال.
● عذرة: قبيلة عربية معروفة.
● فأحرقوه بالنار: أي أحرقوا جسده بالنار حتى الموت.
● تواروا منه: ابتعدوا حتى اختفوا عن ناظريه.
● فردوهم: أعادوهم ورجعوا بهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يروي الصحابي حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أن النبي ﷺ أرسله مع مجموعة من الصحابة إلى رجل من قبيلة عذرة (وقد كان هذا الرجل معروفاً بالشر والعدوان، وقيل إنه كان محارباً لله ورسوله)، وأمرهم النبي ﷺ قائلاً: "إن قدرتم على فلان فأحرقوه بالنار".
فلما انطلق الصحابة لتنفيذ الأمر، وابتعدوا حتى اختفوا عن عين النبي ﷺ، ناداهم النبي ﷺ أو أرسل من يلحق بهم، فردوهم وأعادوهم إليه، فقال لهم: "إن أنتم قدرتم عليه فاقتلوه ولا تحرقوه بالنار، فإنما يعذب بالنار رب النار".

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم التعذيب بالنار: يوضح الحديث تحريم إحراق الإنسان بالنار حتى لو كان كافراً محارباً، لأن النار عذاب خاص بالله تعالى، فلا يجوز لأحد أن يعذب بها.
2- رحمة الإسلام وعدالته: حتى مع الأعداء المحاربين، يأمر الإسلام بالقتل دون تعذيب، فالقتل أهون من الحرق، مما يدل على رحمة هذا الدين وعدالته.
3- التنبيه على الخطأ وتصويبه: النبي ﷺ عدل عن أمره الأول عندما ذكر له أن التعذيب بالنار ليس من شأن البشر، وهذا من كمال نبوته وعدله ﷺ.
4- احترام قدسية العذاب الإلهي: النار هي عذاب الله الذي خص به من يشاء من عباده، فلا يتعبد بها إلا هو سبحانه.
5- التدرج في الأحكام: قد يبلغ النبي ﷺ حكماً ثم ينسخه أو يبين ما هو أولى منه، وهذا من محاسن الشريعة.

رابعاً. الأحكام الفقهية المستفادة:


- يحرم على المسلمين إحراق الأعداء بالنار حتى لو كانوا كفاراً محاربين.
- يجوز قتل المحاربين إذا كانوا ممن يحل قتلهم، ولكن بالطرق التي لا تتضمن تعذيباً.
- إذا أمر الإمام أو القائد بأمر ثم بدا له خير منه، فله أن يرجع عنه ويأمر بما هو أفضل.

خامساً:

معلومات إضافية:
- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني.
- يستدل به الفقهاء على تحريم التعذيب بالنار مطلقاً، سواء في القصاص أو في عقوبة المحاربين.
- يدل على سعة رحمة الإسلام حتى مع أعدائه، حيث منع التعذيب المشدد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٠٣٥، ١٦٠٣٦) من طرق عن ابن جريج، قال: أخبرني زياد بن سعد، أن أبا الزّناد، قال: أخبرني حنظلة بن علي، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، فذكره. وإسناده صحيح.
قال البخاريّ: «حديث حمزة بن عمرو الأسلمي في هذا الحديث أصح» علل الترمذيّ الكبير (٢/ ٦٧٥).
ورواه أبو داود (٢٦٧٣)، وأحمد (١٦٠٣٤) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزّناد قال: حَدَّثَنِي محمد بن حمزة الأسلمي، عن أبيه، فذكر نحوه.
فسمى المغيرة شيخ أبي الزّناد: محمد بن حمزة الأسلمي، وزياد بن سعد سماه حنظلة بن علي، وزياد أوثق بكثير من المغيرة، ثمّ إن محمد بن حمزة الأسلمي روى عنه جمع، ولكن لم ينص على توثيقه أحد إِلَّا أن ابن حبَّان ذكره في ثقاته، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» أي: عند المتابعة.
وقد توبع لكن ذلك من الاختلاف على أبي الزّناد كما سبق، ومع ذلك قال ابن حجر في الفتح (٦/ ١٤٩) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح.
يعني أن لأبي الزّناد شيخين، ولا يترجح أحدهما على الآخر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 699 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ

  • 📜 حديث: إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب