حديث: يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عدد جيش المسلمين يوم حنين

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ أَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيْرُهُمْ بِنَعَمِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، وَمَعَ النَّبِيِّ ﷺ يومئذ عَشَرَةُ آلَافٍ ومعه الطُّلَقَاءُ، فَأَدْبَرُوا عَنْهُ حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ، فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ لَمْ يَخْلِطْ بَينَهُمَا شيئًا، قال: فالْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ!» قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ!» قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. وَهْوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ، فَنَزَلَ فَقَالَ: «أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»، فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، وأَصَابَ رسول الله ﷺ غَنَائِمَ كَثِيرَةً، فَقَسَمَ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالطُّلَقَاءِ وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: إِذَا كَانَتْ الشدة فَنَحْنُ نُدْعَى، وَتعْطَى الغنائم غَيْرُنَا. فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! مَا حَدِيث بَلَغَنِي عَنْكُمْ» فَسَكَتُوا فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! أما تَرْضوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بمحمد تَحُوزُونَهُ إِلَى بُيُوتِكُمْ» قَالُوا: بَلَى. يا رسول الله! رضينا، قال: فقال: «لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لأَخَذْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ».
قَال هِشَامٌ: فقلت: يَا أَبَا حَمْزَةَ! أَنْتَ شَاهِدٌ ذَاكَ؟ قَال: وَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْهُ؟

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٣) ومسلم في الزّكاة (١٣٥: ١٠٥٩) كلاهما من حديث ابن عون، عن هشام بن زيد بن أنس، عن أنس فذكره واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ أَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيْرُهُمْ بِنَعَمِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، وَمَعَ النَّبِيِّ ﷺ يومئذ عَشَرَةُ آلَافٍ ومعه الطُّلَقَاءُ، فَأَدْبَرُوا عَنْهُ حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ، فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ لَمْ يَخْلِطْ بَينَهُمَا شيئًا، قال: فالْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ!» قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ!» قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. وَهْوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ، فَنَزَلَ فَقَالَ: «أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»، فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، وأَصَابَ رسول الله ﷺ غَنَائِمَ كَثِيرَةً، فَقَسَمَ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالطُّلَقَاءِ وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: إِذَا كَانَتْ الشدة فَنَحْنُ نُدْعَى، وَتعْطَى الغنائم غَيْرُنَا. فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! مَا حَدِيث بَلَغَنِي عَنْكُمْ» فَسَكَتُوا فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! أما تَرْضوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بمحمد تَحُوزُونَهُ إِلَى بُيُوتِكُمْ» قَالُوا: بَلَى. يا رسول الله! رضينا، قال: فقال: «لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لأَخَذْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ».
قَال هِشَامٌ: فقلت: يَا أَبَا حَمْزَةَ! أَنْتَ شَاهِدٌ ذَاكَ؟ قَال: وَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْهُ؟

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● حُنَيْنٍ: وادٍ قريب من الطائف، وقعت فيه غزوة بين المسلمين وقبائل هوازن وثقيف.
● الطُّلَقَاء: هم الذين أُطلق سراحهم بعد فتح مكة، وكانوا حديثي عهد بالإسلام.
● أَدْبَرُوا: فرّوا وهربوا من المعركة.
● بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ: هي البغلة التي كان يركبها النبي صلى الله عليه وسلم، وتسمى "دُلدُل".
● غَنَائِمَ: الأموال والسبي التي غنمها المسلمون من العدو.
● قُبَّةٍ: خيمة أو بناء صغير من الجلد أو القماش.
● شِعْبًا: طريقًا ضيقًا في الجبل.


2. شرح الحديث:


يصف الحديث أحداث غزوة حنين (8 هـ)، حيث تحالفت قبائل هوازن وثقيف وغيرهم لمقاتلة المسلمين بعد فتح مكة. وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف مقاتل، كثير منهم من الطلقاء (حديثي الإسلام). وعندما هاجم العدو، فر معظم الجيش إلا قلة من الأنصار وغيرهم، فبقى النبي صلى الله عليه وسلم ثابتًا في ساحة القتال.
ثم نادى النبي صلى الله عليه وسلم نداءين متتاليين دون فاصل:
- التفت إلى يمينه ونادى: "يا معشر الأنصار!" فأجابوا: "لبيك يا رسول الله! أبشر نحن معك".
- ثم التفت إلى يساره ونادى نفس النداء، فأجابوا بنفس الجواب.
ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم عن بغلته وقال: "أنا عبد الله ورسوله"؛ تأكيدًا على تواضعه وثقته بنصر الله. فانهزم المشركون، وانتصر المسلمون، وغنموا غنائم كثيرة.
بعد المعركة، قسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم على المهاجرين والطلقاء، ولم يعطِ الأنصار شيئًا؛ لحكمة أرادها، فظهرت كلمة من بعض الأنصار تفيد استيائهم. فجمعهم النبي صلى الله عليه وسلم في خيمة ووبخهم بلطف، ثم بين لهم أن قسمته لهم خير من الدنيا وما فيها، حيث أنهم سيحوزون النبي صلى الله عليه وسلم معهم في الآخرة، ووعدهم بأنه لو اختار طريقًا لاختار طريق الأنصار.


3. الدروس المستفادة:


1- ثبات النبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد: رغم فرار الكثيرين، بقي صلى الله عليه وسلم ثابتًا متوكلًا على الله.
2- فضل الأنصار: كانوا نعم الأنصار والصديق في وقت الشدة، وقد مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف.
3- الحكمة في القسمة: قد يمنع القائد العطاء عن بعض أصحابه لحكمة، كاختبار قلوبهم أو تمييز الصادقين.
4- التواضع: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا عبد الله ورسوله" تواضع عظيم منه.
5- الرضا بقضاء الله وقسمته: تعليم الصحابة الرضا بما يقسمه الله ورسوله.
6- قيمة الصحبة في الله: أن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم والوفاء له أفضل من الدنيا كلها.


4. معلومات إضافية:


- الغزوة وقعت في شوال سنة 8 هـ.
- سبب تسمية الطلقاء: لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق سراحهم يوم فتح مكة بعد إسلامهم.
- النداءان للأنصار كانا لاستنهاض هممهم واختبار صدق إيمانهم، فلم يخيبوا الظن.
- هذا الحديث من أبلغ الأحاديث في فضل الأنصار ووفائهم.

أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من أهل الوفاء والإيمان. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٣) ومسلم في الزّكاة (١٣٥: ١٠٥٩) كلاهما من حديث ابن عون، عن هشام بن زيد بن أنس، عن أنس فذكره واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 705 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد

  • 📜 حديث: يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب