حديث: من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في خبر الجاسوس من المشركين في غزوة حنين

عن سلمة بن الأكوع قال: غزونا مع رسول الله ﷺ هوازن، فبينا نحن نتضحى مع رسول الله ﷺ إذ جاء رجل على جمل أحمر، فأناخه، ثمّ انتزع طلقًا من حقبه فقيد به الجمل، ثمّ تقدّم يتغدى مع القوم، وجعل ينظر، وفينا ضعفة ورقة في الظهر،
وبعضنا مشاة، إذ خرج يشتد، فأتى جمله فأطلق قيده، ثمّ أناخ وقعد عليه، فأثاره، فاشتد به الجمل، فاتبعه رجل على ناقة ورقاء، قال سلمة: وخرجت أشتد، فكنت عند ورك الناقة، ثمّ تقدمت، حتَّى كنت عند ورك الجمل، ثمّ تقدمت حتَّى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلمّا وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرّجل، فندر، ثمّ جئت بالجمل أقوده، عليه رحله وسلاحه، فاستقبلني رسول الله ﷺ والناس معه، فقال: «من قتل الرّجل؟» قال: ابن الأكوع، قال: «له سلبه أجمع».

متفق عليه: رواه مسلم في الجهاد والسير (٤٥: ١٧٥٤) واللّفظ له، والبخاري في الجهاد (٣٠٥١) كلاهما من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه فذكره.

عن سلمة بن الأكوع قال: غزونا مع رسول الله ﷺ هوازن، فبينا نحن نتضحى مع رسول الله ﷺ إذ جاء رجل على جمل أحمر، فأناخه، ثمّ انتزع طلقًا من حقبه فقيد به الجمل، ثمّ تقدّم يتغدى مع القوم، وجعل ينظر، وفينا ضعفة ورقة في الظهر،
وبعضنا مشاة، إذ خرج يشتد، فأتى جمله فأطلق قيده، ثمّ أناخ وقعد عليه، فأثاره، فاشتد به الجمل، فاتبعه رجل على ناقة ورقاء، قال سلمة: وخرجت أشتد، فكنت عند ورك الناقة، ثمّ تقدمت، حتَّى كنت عند ورك الجمل، ثمّ تقدمت حتَّى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلمّا وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرّجل، فندر، ثمّ جئت بالجمل أقوده، عليه رحله وسلاحه، فاستقبلني رسول الله ﷺ والناس معه، فقال: «من قتل الرّجل؟» قال: ابن الأكوع، قال: «له سلبه أجمع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● نتضحى: نتناول طعام الضحى (وجبة خفيفة في وقت الضحى).
● جمل أحمر: الجمل الذي لونه أحمر.
● أناخه: أبركه وأجلسه على الأرض.
● طلقًا: حبلًا أو رسنًا.
● من حقبه: من منطقة وسط ظهره أو خصره.
● فقيد به الجمل: ربط الجمل بهذا الحبل.
● يتغدى: يتناول طعام الغداء.
● ضعفة ورقة: ضعفاء وقلة في العدد والعتاد.
● في الظهر: في مكان مرتفع أو ظاهر.
● مشاة: يَسيرون على أقدامهم.
● يشتد: يسرع ويجري بقوة.
● أثار الجمل: حركه وأوقفه من بروكه.
● ناقة ورقاء: ناقة لونها أبيض مخلوط بسواد.
● ورك الناقة/الجمل: منطقة الفخذ ومفصل الرجل الخلفية.
● خطام الجمل: الزمام أو الحبل الذي يقاد به.
● أنخته: أبركته وأجلسته.
● اخترطت سيفي: سللت سيفي من غمده.
● فندر: سقط على الأرض.
● سلبه: كل ما يحمله العدو من سلاح ومال ودابة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن غزوة حنين (غزوة هوازن) مع رسول الله ﷺ، حيث كان المسلمون يتناولون طعام الضحى مع النبي ﷺ، فجاء رجل من المشركين على جمل أحمر، فربط جمله وتقدم ليأكل مع القوم (متظاهرًا بالأمان أو متجسسًا). وبينما هو يأكل كان يتطلع إلى حال الجيش المسلم فرأى أن فيهم ضعفًا وقلة (وكان هذا في بداية الغزوة قبل أن يمن الله عليهم بالنصر). فما إن أحس بالفرصة حتى هرب مسرعًا إلى جمله، فطلق قيده وركبه وأسرع به فارًا. فانطلق وراءه رجل من المسلمين على ناقة، وانطلق سلمة بن الأكوع رضي الله عنه (وكان معروفًا بسرعته وقوته) فأدرك الناقة ثم تجاوزها حتى أمسك بخطام الجمل وأناخه، ثم قتل الرجل المشرك وأخذ جمله بما عليه من رحل وسلاح. وعندما عاد قابل النبي ﷺ ومعه الناس، فسأل النبي ﷺ: "من قتل الرجل؟" فأجاب سلمة: أنا يا رسول الله، فقال له النبي ﷺ: "له سلبه أجمع" أي أن كل ما أخذه من الرجل من سلاح ودابة ومتاع فهو له.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- جواز أخذ الغنيمة (السلب) لمن قتل الكافر في الحرب: وهذا من محاسن الشريعة التي تحفز المسلمين على الجهاد.
2- الشجاعة والبطولة في الجهاد: حيث ظهرت شجاعة سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في ملاحقة العدو وقتله.
3- الحذر من أعداء الإسلام: فالمشرك كان يتجسس على المسلمين تحت ستار الأمان.
4- فضل سلمة بن الأكوع: وكان من أشجع الصحابة وأسرعهم، وقد امتدحه النبي ﷺ في مناسبات أخرى.
5- العدل في تقسيم الغنائم: حيث أن النبي ﷺ أعطى سلمة سلب القتيل مباشرة دون مماطلة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه القصة حدثت في غزوة حنين (غزوة هوازن) في السنة الثامنة للهجرة.
- سلمة بن الأكوع رضي الله عنه كان من أشجع الصحابة وأسرعهم في الجري، وقد شهد العديد من الغزوات.
- الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالجهاد وأحكامه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المدافعين عن دينه والمقتدين بنبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (٤٥: ١٧٥٤) واللّفظ له، والبخاري في الجهاد (٣٠٥١) كلاهما من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه فذكره.
وأمّا لفظ البخاريّ فقال: أتى النَّبِيّ ﷺ عين من المشركين - وهو في سفر - فجلس عند أصحابه يتحدث ثمّ انفتل فقال النَّبِيّ ﷺ: «اطلبوه واقتلوه» فقتلته فنفله سلبه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 707 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع

  • 📜 حديث: من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب