حديث: غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عدد جيش المسلمين يوم حنين

عن أنس بن مالك قال: افتتحنا مكة ثمّ إنا غزونا حنينًا فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت، قال: فصُفّت الخيل، ثمّ صفت المقاتلة، ثمّ صُفَّت النساء من وراء ذلك، ثمّ صفت الغنم، ثمّ صفت النعم، قال: ونحن بشر كثير، قد بلغنا ستة آلاف، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، قال: فجعلت خيلنا تلوي خلف ظهورنا، فلم نلبث أن انكشفت خيلنا، وفرت الأعراب، ومن نعلم من الناس، قال: فنادى رسول الله ﷺ: «يال المهاجرين! يال المهاجرين». ثمّ قال «يال الأنصار! يال الأنصار!». قال: قال أنس: هذا حديث عمية، قال: قلنا: لبيك، يا رسول الله! قال: فتقدم رسول الله ﷺ، قال: فايم الله! ما أتيناهم حتَّى هزمهم الله، قال: فقبضنا ذلك المال، ثمّ انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة، ثمّ رجعنا إلى مكة فنزلنا، قال: فجعل رسول الله ﷺ يعطي الرّجل المائة من الإبل.

صحيح: إِلَّا قوله: «ستة آلاف» رواه مسلم في الزّكاة (١٠٥٩: ١٣٦) من طرق عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: حَدَّثَنِي السّميط، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك قال: افتتحنا مكة ثمّ إنا غزونا حنينًا فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت، قال: فصُفّت الخيل، ثمّ صفت المقاتلة، ثمّ صُفَّت النساء من وراء ذلك، ثمّ صفت الغنم، ثمّ صفت النعم، قال: ونحن بشر كثير، قد بلغنا ستة آلاف، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، قال: فجعلت خيلنا تلوي خلف ظهورنا، فلم نلبث أن انكشفت خيلنا، وفرت الأعراب، ومن نعلم من الناس، قال: فنادى رسول الله ﷺ: «يال المهاجرين! يال المهاجرين». ثمّ قال «يال الأنصار! يال الأنصار!». قال: قال أنس: هذا حديث عمية، قال: قلنا: لبيك، يا رسول الله! قال: فتقدم رسول الله ﷺ، قال: فايم الله! ما أتيناهم حتَّى هزمهم الله، قال: فقبضنا ذلك المال، ثمّ انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة، ثمّ رجعنا إلى مكة فنزلنا، قال: فجعل رسول الله ﷺ يعطي الرّجل المائة من الإبل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● افتتحنا مكة: فتحنا مكة ودخلناها منتصرين.
● حنينًا: وادٍ قريب من الطائف، وسميت الغزوة باسمه.
● بأحسن صفوف رأيت: بأفضل تنظيم عسكري وشكل مهيب.
● المقاتلة: الرجال المقاتلون.
● النعم: الإبل.
● بشر كثير: عدد كبير من الجنود.
● مجنبة خيلنا: جناح أو جانب جيش الخيالة.
● تلوي خلف ظهورنا: تتراجع وتنكص إلى الوراء.
● انكشفت خيلنا: هُزمت وتراجعت.
● فرت الأعراب: هرب البدو ومن معهم.
● حديث عمية: أي حديث عجيب أو مذهل.
● لبيك: إجابة النداء بمعنى: نحن حاضرون ونطيع.
● هزمهم الله: أنزل عليهم الهزيمة.
● حاصرناهم: حاصرنا أهل الطائف.
● يعطي الرجل المائة من الإبل: يوزع الغنائم بكرم عظيم.


2. شرح الحديث:


يصف أنس بن مالك رضي الله عنه أحداث غزوة حنين بعد فتح مكة، حيث تجمعت قبائل هوازن وثقيف بقيادة مالك بن عوف النضري، وجاءوا بجيش ضخم منظّم بشكل مذهل: الخيل في المقدمة، ثم المقاتلون، ثم النساء والغنم والإبل في المؤخرة ليشدّوا من عزيمة المقاتلين ويمنعوهم من الفرار.
وكان جيش المسلمين كبيرًا (حوالي 12,000 مقاتل)، وكان على جناح الخيالة خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ولكن فوجئ المسلمون بهجوم مباغت من المشركين، فتراجعت الخيل وانكشف الجيش، وفرّ الكثيرون – بما فيهم بعض الأعراب ومن كان حديث عهد بالإسلام – مما أدى إلى حالة من الفوضى والارتباك.
وهنا برزت ثبات النبي ﷺ وشجاعته، حيث نادى بأصحابه الأوفياء من المهاجرين والأنصار قائلاً: «يال المهاجرين! يال الأنصار!» فاستجابوا له بثبات وإيمان، وتقدّم النبي ﷺ بنفسه وهو ثابت لا يتراجع، فأنزل الله النصر عليهم، وهُزم المشركون هزيمة نكراء.
بعد ذلك حاصر المسلمون الطائف (معقل ثقيف) لمدة أربعين يومًا، ثم عادوا إلى مكة، وقام النبي ﷺ بتوزيع الغنائم على المسلمين، فأعطى بعضهم مائة من الإبل كرمًا منه وتأليفًا للقلوب.


3. الدروس المستفادة:


● عدم الاغترار بالكثرة: فالجيش الإسلامي كان ضخمًا، لكن الله بيّن أن النصر من عنده لا بالعدد والعُدة.
● ثبات النبي ﷺ في الشدائد: لم يفرّ أو يتراجع، بل ثبت ودعا أصحابه، يظهر leadership in crisis.
● فضل المهاجرين والأنصار: هم núcleo الثابت في الجيش، وهم الذين استجابوا لنداء النبي.
● أن الهزيمة الأولى قد تكون اختبارًا: ليميز الله الخبيث من الطيب، وليظهر صدق المؤمنين.
● الكرم في العطاء بعد النصر: وكان النبي ﷺ يعطي الغنائم بسخاء لتأليف القلوب وتثبيت الإيمان.
● التخطيط العسكري مهم، لكن التوكل على الله أساس: فالمشركون جاءوا بخطط محكمة، لكن الله نصر المسلمين بإيمانهم.


4. معلومات إضافية:


● سبب الغزوة: تجمع قبائل هوازن وثقيف لمحاربة المسلمين بعد فتح مكة.
● الغنائم: كانت كبيرة، حيث وزع النبي ﷺ منها على المؤلَّفة قلوبهم وغيرهم.
● العبرة في الحديث: أن النصر من الله، وأن المؤمنين يثبتون في المواقف الصعبة by remembering Allah and following the Prophet.
● المراجع: رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالغزوات.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من الثابتين على دينه، والحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

إِلَّا قوله: «ستة آلاف» رواه مسلم في الزّكاة (١٠٥٩: ١٣٦) من طرق عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: حَدَّثَنِي السّميط، عن أنس فذكره.
قال مسلم: باقي الحديث كنحو حديث قتادة وأبي التياح وهشام بن زيد. أي الحديث الماضي، وفيه أن عددهم كان عشرة آلاف، ومعه الطلقاء وهم ألفان.
وأمّا قوله في هذا الحديث: قد بلغنا ستة آلاف، ففيه وهم من بعض الرواة والأظهر أنه من السّميط، فإنه لم يبلغ درجة الثّقات الضابطين.
وليس عند مسلم عنه غير هذا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 706 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين

  • 📜 حديث: غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب