قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن مشيئة الله في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [البقرة: 20]
أجارنا الله من حال المنافقين، فهم أبدًا بين خوفٍ وحَيرة يتردَّدون، فلا أمِنوا الطريقَ ولا اهتدَوا السبيل، تلك هي النفوسُ المنهزمة والجماعة المخذولة.
سورة: البقرة - آية: 20  - جزء: 1 - صفحة: 4
﴿بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [البقرة: 90]
أبأس الصفقات وأخسرُها أن يكونَ الكفر ثمنًا للأنفُس، وشتَّان بين مَن يجعل تجارته مع الله طلبًا لرضاه، ومَن يجعل تجارته في شراء الكفر والعصيان! فضل الله عليك على قدر عبوديَّتك له، وما استُمطِر فضلُ الله بمثل عبوديَّته.
فأين المسارعون إلى إخلاص الطاعة لله، وجعل هواهم في بِرِّه واتِّباع شرعه؟ لا تعترض على ربِّك في فضله الذي يُؤتيه مَن يشاء من خَلقه، واقبَل الحقَّ ولو كان ممَّن تكره نعمةَ الله عليه.
العقوبات تَتراكم وتتراكب بحسَبِ الذُّنوب؛ ألا ترى أن اليهود استحقوا غضبًا مضاعفًا بسبب استمرارهم في اقتراف الذنوب والآثام.
تلك هي عاقبة البغي والحسد، لا ينال أهلُه خيرًا، بل يعودون بأوزارهم خائبين، وينكِصون على أعقابهم مَخزيِّين.
سورة: البقرة - آية: 90  - جزء: 1 - صفحة: 14
﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105]
لا تخدعَنَّك المظاهر وتغرَّك الكلمات، فتُحسنَ الظنَّ بمَن يحادُّ الله ورسوله، قد كشف الله لك ما في نفوسهم فاحذَرهم.
ها قد علمنا ما يُكنُّه الكفَّار للمؤمنين من عداوة وبغضاء، ألا فلنجتهد في مخالفتهم، وترك التشبُّه بهم، فما أفلح مَن احتذى حذوَ أعدائه، ولو في أكله وشُربه.
فيه تنبيهٌ على ما أنعم الله به على المؤمنين من الشرع التامِّ الذي شرَعه لهم، وتذكيرٌ للحاسدين بما ينبغي أن يكونَ زاجرًا لهم؛ لأنه سبحانه هو المتفضِّل على عباده، فلا ينبغي لأحدٍ أن يحسدَ أحدًا على خير أعطاه الله إيَّاه.
سورة: البقرة - آية: 105  - جزء: 1 - صفحة: 16
﴿۞ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [البقرة: 142]
العقول السفيهة في كلِّ زمان لا تفتأُ تعترض على شريعة الله، وتورد الأسئلةَ على أحكامها؛ غمزًا منها وانتقاصًا.
إذا رزقك الله تعالى تسليمًا لأحكام شريعته، فتلك بعضُ أنوار الهداية التي غمرَك الله بها.
سورة: البقرة - آية: 142  - جزء: 2 - صفحة: 22
﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۘ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ ﴾ [البقرة: 212]
المفتونُ مَن فتنَته الحياة الدنيا بزينتها، فغدَت ملذَّاتها كلُّها أثيرةً لديه، غيرَ عابئٍ بما كان منها حرامًا.
مَن وجد في نفسه تعظيمًا لزخرُف الحياة الدنيا، وازدراءً لأهل التقوى الزاهدين فيها، فإنه على خطرٍ من الذلَّة والمهانة يوم القيامة.
أيها المؤمن، اثبُت على إيمانك، ولا يُزعزِعكَ استهزاءُ الكافرين، ولا سخريَّةُ العاصين؛ فإنهم إن علَوكَ في متاع دنيا، فدرجتُك عند الله في الآخرة أعلى وأرقى.
هو الوهَّاب سبحانه يرزق مَن يشاء من المؤمنين والكافرين في هذه الحياة الدنيا، له الحكمةُ البالغة والمشيئةُ النافذة، وما عنده لعباده المؤمنين في الآخرة خيرٌ وأبقى.
سورة: البقرة - آية: 212  - جزء: 2 - صفحة: 33
﴿كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213]
النجاة من الخلاف والخصام والبغضــاء، هدايــةٌ وتوفيــق واصطفـاء، وفضلٌ من خالق الأرض والسماء.
لن تستقيمَ الحياة ويعُمَّ السلام ويُقطَعَ دابرُ الشِّقاق إلَّا بتحكيم الحقِّ الذي جاءت به الشَّرائع في كلِّ ما يختلف فيه الناس.
لا يختلف اثنان على الحقِّ الواضح الجليِّ في كتاب الله تعالى إلا وفي نفسَيهما أو أحدهما بغيٌ وهوًى.
إذا رُمتَ الهدايةَ إلى الصِّراط المستقيم، والنجاةَ من سبُل أهل الضلالة أجمعين، فتمسَّك بحبل الإيمان، واطلب الهُدى من الكريم المنَّان.
سورة: البقرة - آية: 213  - جزء: 2 - صفحة: 33
﴿فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰۖ قُلۡ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ خَيۡرٞۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ﴾ [البقرة: 220]
مَن تفكَّر في الدنيا والآخرة عرف أن الدنيا دارُ بلاء وفناء، وأن الآخرة دارُ بقاء وجزاء، فعجبًا لمَن يؤثر الدنيا على الآخرة! لا تقتصر كَفالة اليتيم على إصلاح ماله ورعاية عَقاره، ولكنَّ الأهمَّ القيامُ بإصلاح دينه وأخلاقه، تأديبًا وتقويمًا.
من شأن المسلمين أنهم يتخالطون ويتآلفون، ويتعاونون ويتكافلون، أغنياؤهم وفقراؤهم؛ أقوياؤهم وضعفاؤهم، وتلك أسمى معاني الأخوَّة في الله.
ليست العِبرة برفع شعار الإصلاح والتزيِّي بثياب المصلحين، ولكنَّ العبرة بأن يصدِّقَ القولَ العمل، والله أعلم بالسرائر.
أجل، لو شاء سبحانه لأرهقَ المسلمين في أحكامه، وشقَّ عليهم فيما يكلِّفهم، لكنَّه تعالى حكيمٌ رحيم لا يريد لعباده إلا الخيرَ واليُسر.
سورة: البقرة - آية: 220  - جزء: 2 - صفحة: 35
﴿وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكٗاۚ قَالُوٓاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ يُؤۡتَ سَعَةٗ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةٗ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ﴾ [البقرة: 247]
اختيار القائد الذي يتحلَّى بصفات القيادة الناجحة، أُولى الخطوات في طريق النصر المنشود.
تأمَّل نفوسَ اليهود وما فيها من عُجبٍ وزَهوٍ وغرور؛ يعترضون على مَن ملَّكه الله عليهم بدعواهم أنهم هم المستحقُّون للمُلك، كشأن إبليسَ مع آدمَ حين قال: أنا خيرٌ منه! للإمامة مقوِّماتٌ وصفاتٌ يعرفها أهل البصائر، ليس أهمَّها الغنى والجاه، كما زعم مَن أعمى الله بصائرَهم من بني إسرائيل.
الملك بيد الله عزَّ وجلَّ يضعه حيث يشاء، وقد أمرهم سبحانه بتقديم الأصلح، فيجب تقديم من قدمه الله، حتى يقوم بملكه من يُصلح في أرضه ولا يفسد.
لا بدَّ للقائد من قوَّةٍ بدنيَّةٍ تُعينه على النهوض بالأعباء، ومن علمٍ واسعٍ يُعينه على السياسة وحُسن تدبير شؤون حربه وسِلمه.
إذا شاء الله إقامةَ مُلكٍ أقامه بمَن يختاره من عباده، وجاد عليه بما شاء من واسع فضله، فإنه سبحانه بصيرٌ بالمصالح والمفاسد ومآلات الأمور.
سورة: البقرة - آية: 247  - جزء: 2 - صفحة: 40
﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [البقرة: 251]
هزموهم مع كثرة الجبناء المثبِّطين، ووفرة المنافقين المُرجِفين، ومع تفوُّق العدوِّ عددًا وعتادًا، حين قام المتَّقون بما عليهم ونصروا الله، فأذن الله بنصرهم.
مَن علم أن كلَّ شيءٍ بإذن الله وأمره، تعلَّق قلبُه بالله فرضي بقضائه، ولم يفتُر عن دعائه.
لم يكن داود عليه السلام قائدَ الجيش، بل كان من الجند، فلا تمدنَّ عينيك في طاعة الله إلى حظوظ الدنيا، وابتَغِ وجهَ ربِّك، ولن يُضيعَ سبحانه عملك.
ليست غايةَ الحقِّ في صراع الباطل نيلُ الجاه والسلطة والثروة، بل إقامةُ دين الله وإعلاء شريعته، والتمكينُ لأوليائه وأهل طاعته.
لو تُرك أهلُ الباطل وما يريدون من غير مدافعةٍ ومواجهة، لامتلأت الأرضُ فسادًا.
ما أعظمَ فضلَ الله على عباده؛ أوجدَهم من العدَم، ودفع عنهم النِّقَم، وأسبغ عليهم النِّعَم، وقليلٌ منهم الشكور!
سورة: البقرة - آية: 251  - جزء: 2 - صفحة: 41
﴿۞ تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253]
مع عظيم شأن الرسُل جميعًا قد فضَّل الله بعضَهم على بعض، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم.
جِراحات المسلمين وما ينزل بهم من الابتلاءات كلُّها بقدَر الله، ولو شاء سبحانه ما كانت، ولكنَّه تعالى يفعل ما يريد لحِكمٍ عظيمة، فثِق بحكمته تسعَد برضاه.
ما شاع الاختلافُ في أمَّةٍ إلا شتَّت شملها، وفرَّق جمعها، وأتى على بُنيانها من القواعد، فاعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا.
سورة: البقرة - آية: 253  - جزء: 3 - صفحة: 42
﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]
لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، لا نافعَ ولا ضارَّ سواه، ولا مُعطيَ ولا مانعَ إلا هو.
لا دينَ إلا دينُه، ولا حُكمَ إلا حكمُه.
ما أفقرَ العبادَ إلى الحيِّ الذي اكتملَت حياتُه لكمال ذاته وأسمائه وصفاته! وما أقوى يقينَ المؤمن الذي تعلَّق قلبه بالقيُّوم الذي قام بنفسه، وقامت حياةُ الخلق به! راقب الله حقَّ المراقبة؛ فإنه لا يغفُل عنك لحظة، واقدُره حقَّ قدره؛ فإنه القيُّوم الذي أقدرَك، والحيُّ الذي أحياك.
استحضار مُلك الله تعالى لما في السَّماوات والأرض يسكبُ في روحك القناعةَ برزقه، والرضا بقضائه، والجودَ بعطائه.
لا يملك أحدٌ شيئًا من دونه سبحانه، فهو المالك الحقُّ، والخلق كلُّهم عبيده، فلا تتوجَّه إلى غيره، ولا تخضَع لسواه.
إن كان كرسيُّه سبحانه وتعالى قد وسع السماواتِ والأرضَ، فكيف بعظَمة خالق الكرسيِّ جلَّ جلاله؟! مهما عَلا شأنك، وعظُم قدرك، فاعلم أنك لا تزال عبدًا لله العليِّ العظيم، فطامِن من كبريائك، وتواضع لإخوانك، وتذكَّر قدرةَ الله عليك! قد تكفَّل الله لمَن قرأ هذه الآيةَ بالحفظ، وألَّا يقربَه شيطانٌ في ليلته، سيحفظك أيها المخلوق الصغير من لا يثقله حفظ السماوات والأرض ومن فيهن!
سورة: البقرة - آية: 255  - جزء: 3 - صفحة: 42
﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261]
حتى يثمرَ البَذرُ لا بدَّ أن يكونَ صالحًا، في أرضٍ خِصبة، يتولَّاه غيثٌ نافع.
وكذا النفقةُ لا بدَّ أن تكونَ بنيَّةٍ صالحة، موضوعةً في مصارفها الشرعيَّة، مَصونةً عمَّا يمنع إثمارها، حتى يُغيثَها الله بالقَبول.
أخلص نيَّتك لله، ولا تحقِر من المعروف شيئًا، فإن الله يربِّي صدَقاتك ويُنمِّيها كما ينمو الزَّرع في الأرض الطيِّبة.
إنما تتضاعف الأجورُ بحسب حال المتصدِّق والمتصدَّق عليه، وبقَدر الإخلاص ومحبَّة الخير والإيثار على النفس، وبحسَب الزمان والمكان.
إن الله ﴿واسعٌ﴾ لا يتعاظمُه شيء، ولا يَنقُصه العطاء على كثرته، ﴿عليمٌ﴾ بنيَّة المنفِق ومقدار إنفاقه، ومَن يستحقُّ مضاعفةَ الأجر ومَن لا يستحقُّها.
سورة: البقرة - آية: 261  - جزء: 3 - صفحة: 44
﴿يُؤۡتِي ٱلۡحِكۡمَةَ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرٗا كَثِيرٗاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [البقرة: 269]
الحكمة فضلٌ من الله يؤتيه من يشاء، ومَن اجتهد في موافقة هُدى الله أصاب الحكمةَ وتنعَّم بها.
ليس كالحكمة منحةٌ سَنيَّة، وعطيَّة عَليَّة، فمَن مُنحَها فلن يضلَّ في تقدير الأمور، وإصابةِ الحقِّ في الأحوال المضطربة.
جعلنا الله وإيَّاكم من أهلها.
صاحب العقل هو الذي يتذكَّر ويتنبَّه ويعتبر، ومَن تنكَّب الصِّراط فليس بذي لبٍّ ولو نال أعلى الشهادات.
سورة: البقرة - آية: 269  - جزء: 3 - صفحة: 45
﴿۞ لَّيۡسَ عَلَيۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلِأَنفُسِكُمۡۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ ٱللَّهِۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272]
يعلم المؤمن أنه المنتفعُ الأوَّل بما يُنفق، وأن الخير عائدٌ عليه وهو أحوجُ ما يكون إليه، فينشرح صدرُه للبذل، وتسخو يدُه بالإنفاق؛ ابتغاءَ وجه الله، إيمانًا به وثقةً بعطائه.
ثقة المنفِق بوعد الله تعالى، وانتظارُه الثوابَ منه، ارتقاءٌ بالبشريَّة ومَكرُمةٌ لا ينهض بها إلا الإسلام، ولا يعرفها على حقيقتها إلا أهلُ الإيمان.
أنفِق أيها المسلمُ ولا تخشَ من ذي العرش إقلالًا، فإنك إذا أعطيتَ لوجه الله محتاجًا فقد أحسنتَ عملك، ولا عليك ما كان من عمله.
سورة: البقرة - آية: 272  - جزء: 3 - صفحة: 46
﴿لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284]
سبحانه له السماواتُ والأرض وما فيهما؛ مُلكًا وتدبيرًا، فلنَنقَد لأمره، ولنحذَر من سَخَطه، فإنما نحن عبيدٌ من عبيده، لا نخرج عن حُكمه وتدبيره.
يا مَن ملأ قلبَه بقبيح النيَّات وشنيع الخطَرات، ألا تستحي من نظَر الله إلى قلبك وقد دنَّستَه بتلك المنكرات؟! اجتهد ما شئتَ أن تجتهدَ في إخفاء خطاياك عن أعيُن الخلق، فإنها لن تخفى على مَن يعلم السرَّ وأخفى.
شقَّ هذا الوعيدُ على الصحابة وهم أعلمُ هذه الأمَّة فأجثاهم على الرُّكَب؛ خوفًا من ربِّهم، فكيف يكون حالنا معه؟! هو القدير سبحانه، فمَن ذا الذي يُفلت من عذابه وعقابه؟!
سورة: البقرة - آية: 284  - جزء: 3 - صفحة: 49
﴿هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ كَيۡفَ يَشَآءُۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 6]
لقد دلَّك سبحانه وتعالى على نفسه أوضحَ دلالةٍ بما أشهدك في نفسك من بديع خلقك، وما أراك من عجائب كونه وآيات قُدرته.
أفيصوِّر الله تعالى الإنسانَ أحسن تصوير، ويرعاه في رحم أمِّه أرأفَ رعاية، ويكلؤه في مراحل حياته، ثم يعبُد غيرَه؟!
سورة: آل عمران - آية: 6  - جزء: 3 - صفحة: 50
﴿قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ ﴾ [آل عمران: 13]
ليست العِبرةُ بالكثرة، فإن الغلَبة لأولياء الله المؤمنين وإن كانوا قلَّة، ولنا في التاريخ أصدقُ عِظة.
فلتثِق الأمَّة بوعد الله، ولتأخُذ للأمر عُدَّته، ولا تقنَط إذا ما تأخَّر النصر أو أبطأ، فثَمَّة موعدٌ لا يتأخَّر، ولنستحضِر دومًا: ﴿وكان حقًّا علينا نصرُ المؤمنين﴾ .
لا بدَّ من بصرٍ ينظر وبصيرةٍ تتدبَّر؛ لتتجلَّى العِبرة وتعيَها القلوب، فكم من عِبرةٍ تمضي والناسُ عنها غافلون!
سورة: آل عمران - آية: 13  - جزء: 3 - صفحة: 51
﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [آل عمران: 26]
لا تغترَّ بعزِّ أحدٍ فتَذِلَّ له من دون الله، ولا بمُلك أحدٍ فتتعلَّقَ به من دون الله؛ فإنما هم جميعًا تحت مشيئة الله، وإن شاء سلبَهم ما أعطاهم في طَرفة عين.
يملِّك الله تعالى مَن يشاء ما يشاء تمليكَ العاريَّة التي يستردُّها صاحبُها عندما يشاء، فطوبى لمَن لم ينخدع بمُلكٍ ولا سلطان! سلبُ الله الملكَ عمَّن يشاء وإذلاله لمَن يشاء أمرٌ دائرٌ بين العدل والفضل والحكمة، ولا تخرُج المصلحة عنه، وهو على كلِّ حال خيرٌ يُحمَد عليه الربُّ، ويُثنى به عليه.
سورة: آل عمران - آية: 26  - جزء: 3 - صفحة: 53
﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٖ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]
المقدِّمات الصالحة تثمر ثمراتٍ يانعة، وها هي ذي امرأةُ عِمرانَ أخلصت الدعاء لربِّها، فاستجاب لها وتقبَّل ابنتها، وتعهَّد شأنها، وجعل منها عيسى عليه السلام.
صدقَت مريم ربَّها فأتاها رزقُها في محرابها وموضع عبادتها، فيا ضيعةَ مَن شغله طلبُ الرزق عن أحد أهمِّ أسباب الرزق، ألا وهو الصلاة! خزائن الله مَلأى لا تُغيضها نفقة، ولا يَنقُصها عطاء، وهو سبحانه قادرٌ على أن يرزقَ مَن يشاء بغير طلب ولا تعب ولا سبب؛ ولكنَّه شرَع للمسبَّبات أسبابًا.
سورة: آل عمران - آية: 37  - جزء: 3 - صفحة: 54
﴿قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَقَدۡ بَلَغَنِيَ ٱلۡكِبَرُ وَٱمۡرَأَتِي عَاقِرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكَ ٱللَّهُ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ ﴾ [آل عمران: 40]
كرم الله تعالى فوق ما يظنُّ العباد ويتصوَّرون، وفوق ما يألفون ويُدركون، يسألونه على مقدار ما يعرفون، ويُفيض عليهم بجوده الذي لا تحدُّه الحدود، ولا تقيِّده القيود.
كلَّما تعاظمتَ شيئًا من أقدار الله فردَّه إلى مشيئته سبحانه وقدرته، فإن القدير يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد.
سورة: آل عمران - آية: 40  - جزء: 3 - صفحة: 55
﴿قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 47]
لو كان العبد يردُّ كلَّ أمرٍ عجيب إلى حقيقة أن الله تعالى إذا قضى أمرًا فإنما يقول له: كن، فيكون، لذهب العجَب، وزالت الحَيرة، واطمأنَّ القلب.
شـأن المسلـم الاستســلامُ لله تعـالى، والتسليمُ بقضائه والرِّضا بقدره، وله في مريمَ عليها السلام عبرةٌ وأُسوة، فإن سؤالها لم يكن اعتراضًا، ولكن دفعًا للاستشكال وطلبًا لليقين.
سورة: آل عمران - آية: 47  - جزء: 3 - صفحة: 56
﴿وَلَا تُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمۡ قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤۡتَىٰٓ أَحَدٞ مِّثۡلَ مَآ أُوتِيتُمۡ أَوۡ يُحَآجُّوكُمۡ عِندَ رَبِّكُمۡۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ﴾ [آل عمران: 73]
مَن شَمِلَه الله بلطفه فأكرمه بالإسلام، وأنعم عليه بالهداية والسداد، فلن يضرَّه كيدُ الكائدين ولو كان بعضُهم لبعض ظِهريًّا.
لم يزل دأبُ أعداء الدين كتمانَ الحقِّ والخير عن المسلمين، فإن أفصَحوا عن بعض الحقيقة فحين لا تكون حُجَّةً عليهم.
لا تكتُمنَّ شيئًا من العلم أو الخير خشيةَ أن ينافسَك فيه أحد، فذاك من أخلاق اليهود الحاسدين.
لن يمنحَك الفضلَ أحدٌ سوى الله، فهو الكريم به، العليم بمَن يستحقُّه، فارفع يديك إليه، ولا تتعلَّق بمَن لا يُغني عنك من الله شيئًا.
سورة: آل عمران - آية: 73  - جزء: 3 - صفحة: 59
﴿يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [آل عمران: 74]
اختصَّ الله هذه الأمَّةَ بهُداه المشتمـلِ عليـه كتابُهـا، وخيرِه الذي اكتنفَـته رسالتُهـا، ورحمتِه التي جاء بها رسولُها، فاستمسِك بهذا الدين بعزم، ودافع عنه بحزم.
مَن آمن بأن الله تعالى يؤتي فضلَه مَن يشاء، ويختصُّ برحمته مَن يشاء، حمله إيمانُه على الرضا والصفاء، وأبعده عن التحاسُد والبغضاء.
رحمة الله ومشيئتُه لا تخضع لمعايير الناس، ولا تُراعـي ألوانهـم وأعراقهـم وأنسابهـم ومناصبهم.
سورة: آل عمران - آية: 74  - جزء: 3 - صفحة: 59
﴿وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [آل عمران: 129]
الخلق كلُّه ملكٌ لله تعالى، يغفر لمَن يشاء برحمته، ويعذِّب مَن يشاء بعدله.
سورة: آل عمران - آية: 129  - جزء: 4 - صفحة: 66
﴿مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجۡتَبِي مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمۡ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ﴾ [آل عمران: 179]
أيام الصفاء قد تخلِط بين المؤمنين والمنافقين، ولكن عند هُبوب رياح البلاء تتمايز الصفوف، ويُعرَف صادقُ الإيمان من مدَّعيه.
لا يطَّلع على ما في القلوب إلا علَّامُ الغيوب، ومَن تكلَّف الحُكمَ على الضمائر فقد ادَّعى شُعبةً من علم الغيب، زادَ ما زاد.
أودعَ الله تعالى في الأحداث من الحِكَم والعِبَر ما لا يعلمه إلا مَن استضاء بأنوار الوحي واهتدى بهُداه، فمَن قلَّ نورُه من مِشكاة السماء، لم يرَ العِبَر في ظلمات البلاء.
تقوى الله والإيمانُ به سُلَّم الأجر العظيم، فمَن زاد رصيدُه من الإيمان والتقوى زاد نصيبُه من الأجر العظيم.
سورة: آل عمران - آية: 179  - جزء: 4 - صفحة: 73
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]
التوحيد الصافي هو الذي تُشرَع له أبواب المغفرة، وتُفتح له نوافذُ الرحمة، فمَن أشرك ومات على ذلك فقد قطعَ بيده أسبابَ النجاة.
إذا عصى الموحِّدون ربَّهم بذنوبٍ غيرِ الشِّرك فهم مضافون في الغفران إلى مشيئته، ومشيئتُه تابعةٌ لحكمته، وهو تعالى أعلمُ بمواضع فضله، كما هو أعلمُ بمواضع عدله.
المشرك ينازع اللهَ جلَّ شأنُه في أُلوهيَّته حين يجعل له ندًّا، فأيُّ ذنبٍ أعظم من هذا، وأيُّ عملٍ ينفع معه إن غادر الدنيا عليه؟!
سورة: النساء - آية: 48  - جزء: 5 - صفحة: 86
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 49]
احذر أن تزكِّيَ نفسَك، ولكن اجعل أعمالكَ الصالحة الخالصة لوجه الله تمنحُك شهادةَ التزكية برحمةٍ منه سبحانه؛ فإنها أعلى الشهادات وأشرفُها، وأصدقها وأنفعُها.
لا يغرنَّك مدحُ الناس لك فتنفخَ شخصَك، ولا يسوءنَّك قدحُهم فتجلدَ ذاتك، وليكن همُّك رضا الله عنك، ومعرفتَك حقيقةَ نفسك، فعند ذلك تبرُد لفَحاتُ القادحين، وتضمحلُّ نفَحاتُ المادحين.
سورة: النساء - آية: 49  - جزء: 5 - صفحة: 86
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116]
أنَّى لطريقين أن يلتقيا؛ وأحدُهما ينطلق إلى أعلى ما في الوجود وأسماه، والآخرُ يغوص إلى أدنى ما في الكون وأخزاه؟ افترى المشركُ بدعواه إثمًا عظيمًا، وضلَّ بالعمل بما ادَّعاه ضلالًا بعيدًا، فهو مُفترٍ ساء اعتقادُه فساء سلوكُه.
سورة: النساء - آية: 116  - جزء: 5 - صفحة: 97
﴿إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأۡتِ بِـَٔاخَرِينَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ قَدِيرٗا ﴾ [النساء: 133]
أيها الطائع، طاعتُك لنفسك وربُّك غنيٌّ عنها، أيها العاصي، معصيتُك على نفسك ولا تضرُّ ربَّك بها، ولكن ما أهونَ العبادَ على الله إذا أضاعوا أمرَه!
سورة: النساء - آية: 133  - جزء: 5 - صفحة: 99
﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ أَن يُهۡلِكَ ٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗاۗ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [المائدة: 17]
وصف النصارى بالكفر حُكمٌ شرعيٌّ قضى به الله تعالى، فلا سبيلَ للاستخفاء به، بل هو وصفٌ صادقٌ لمَن سبَّ اللهَ أعظم مَسبَّة.
لا أحدَ يدفع إرادةَ الله؛ لأنه المالكُ لأمر الوجود كلِّه، ولا يستطيع أن يصرفَه عن عملٍ يريده، أو يحملَه على أمرٍ لا يريده، أو يستقلَّ بعملٍ دونه.
إن كنت تعلم أنه لا يملك منعَ مُراد اللهِ تعالى أحدٌ من الخَلق، أفيَليقُ بك أن تتوجَّهَ إلى غيره، ممَّن لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضُرًّا؟ لا يعترضُ على مالك السماوات والأرض، الخالقِ لكلِّ شيء، والقادرِ على كلِّ شيء، إلا ذاهبُ اللبِّ، وإن لم ينتظِم في قافلة المجانين.
سورة: المائدة - آية: 17  - جزء: 6 - صفحة: 110
﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18]
محبة الله للعبد منزلة عظيمة رفيعة، لا تكون إلا لمن صدق في محبَّته له وبرهن على ذلك بطاعته واتباع رسُله؛ فكيف يدعيها من لا إيمان له ولا طاعة؟! ما أسهلَ الدعوى وأصعبَ البرهان! الحبيب لا يعذِّب محبوبَه إلا إذا استحقَّ تعذيبَه؛ بامتناعه عن القيام إلى ما يحبُّ، وإسراعه الخُطا إلى ما يكره.
كلُّ البشر عند الله في الخَلق سواء، لا يتفاضلون بصُورهم ولا أوطانهم ولا أعراقهم، فلا يدَّعيَنَّ أحدٌ محبَّةَ الله له لسببٍ من تلك الأسباب، فلا تفاضلَ عنده إلا بالتقوى.
لا ينال الغفرانَ مستحقُّوه، ولا العذابَ أهلُه، إلا بمشيئة الله وبأسبابهما، فاعمل بأسباب رضاه تنَل غُفرانَه.
كل الخلق صائرون إلى خالقهم؛ مَن أقبل منهم عليه ومَن أدبر عنه، ولكن ما أجملَ حروفَ (إلى الله المصير) في آذان المُقبِلين، وما أشدَّ وقعَها على مسامع المُدبِرين!
سورة: المائدة - آية: 18  - جزء: 6 - صفحة: 111
﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَعَلَ فِيكُمۡ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكٗا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمۡ يُؤۡتِ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [المائدة: 20]
لو تذكَّر المرء نعم الله التي يتقلَّب فيها لمَا غفل عن شكر المنعم، ولمَا تجرَّأ على معصيته ومخالفة أمره.
لمَّا كان أجلَّ النِّعَم نعمةُ الهداية التي جاء بها الأنبياء، وكان السعيُ إليها سعيًا إلى أعظم غاية، لا جرمَ كان حاملوها من أعظم النِّعَم والآلاء.
سورة: المائدة - آية: 20  - جزء: 6 - صفحة: 111
﴿أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [المائدة: 40]
لله تعالى أن يشرَعَ ما يشاء من العقاب، ويذيقَ مَن يشاء أليمَ العذاب، ويقبلَ توبة مَن رجَع إليه وتاب، ولا عجبَ في ذلك؛ فإن لله مُلكَ السماوات والأرض.
كمَلَ ملكُ ربِّنا وكمَلَت قدرتُه، ففرض الفرائض وحدَّ الحدود، وليس للعباد إلا الاستجابةُ لحكمه، والانقيادُ لشرعه؛ لأنهم ملكٌ من ملكه، وهو قادرٌ على مؤاخذة من حادَ عن نهجه الذي شرَع.
سورة: المائدة - آية: 40  - جزء: 6 - صفحة: 114
﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: 48]
كم معانٍ للحقِّ تتجلّى في هذا الكتاب الكريم! ولا غَروَ؛ فإنه منزَّل من عند الله الحقِّ العظيم، فالحقُّ يُشرق في عقائده وأحكامه، وأخباره ومواعظه.
إذا كان القرآنُ الكريم مهيمنًا على الكتب السابقة وهي كتب الله، فكيف لا يكون مهيمنًا على آراء الأنام، وتصوُّراتِ الأفهام، وأقلام الكتاب، ونتائج الألباب؟! تحكيم الشريعة لا يقوم على إرضاء الأهواء، وتجميع مختلِفي الآراء، وإنما يقوم على القضاء بالحقِّ، رضيَ مَن رضي، وسَخِط مَن سخِط.
لمَّا قامت طرائقُ المُعرضين عن الشرع على الضَّلال الموافقِ للشهَوات سماها الله أهواءً؛ لصُدورها عنها.
إذا كان الرسولُ الكريم ﷺ قد نُهيَ عن اتِّباع أهواء الناس وهو المؤيَّد من ربِّه، البريءُ من أهواء نفسه، فما بالك بغيره ممَّن ينازعُه الهوى ويغالبه، وتحاصرُه الشهواتُ وتحاربه؟ ما من طريقٍ ثالث لصاحب الحقِّ مع المخالف.
إما أن يسلكَ معه جادَّتَه، وإما أن يذَرَه ومنهاجَه.
سُنة من الابتلاء ماضيةٌ، وطريقةٌ في الحياة باقية، أن الناسَ لا يزالون مختلفين، وعلى الحقِّ متنازعين، فجمعُهم كلِّهم على نهج واحد محاولةٌ عقيمة لا تكون، وغايةٌ بعيدةٌ لا تُدرَك.
في طريق الخيرات لا تستعمل كوابحَ الوقوف، ولا تُبطِئ إن رأيتَ كثرة الواقفين، ولكن استَبِق وسارع، واغتنم ونافس.
بيَّن الله للناس في الدنيا ما فيه يختلفون، بإرسال المرسَلين، وإظهار أدلَّة الحقِّ المبين، ومع ذلك قد يَخفى المحقُّ من المُبطل، لكنَّه في الآخرة إذا جازاهم امتاز أهلُ الحقِّ من أهل الباطل.
سورة: المائدة - آية: 48  - جزء: 6 - صفحة: 116
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54]
تشريف الله لك بأن يجعلَكَ من أهل دينه الحقِّ نعمةٌ تستحقُّ الشكر؛ لأنها فضلٌ عظيم منه إليك، فيا هناءك إن اختاركَ اللهُ لتلك المكرُمة، واصطفاك لتلك النعمة! المؤمن الحقُّ ذلولٌ لأخيه، غيرُ عصيٍّ عليه، فلا هو صعبٌ ولا عسِر، بل هيِّنٌ حنون.
العجب ممَّن قلبَ ما أراده اللهُ من عباده المسلمين؛ فاشتدَّ على المؤمنين، وذلَّ للكافرين! الجهاد في سبيل الله لإقرار منهجه، وإعلانِ سلطانه، وتحكيمِ شريعته، وتحقيقِ الخير لعباده، هي صفةُ العُصبة المؤمنة التي يحبُّها الله تعالى.
الذين يحبُّهم الله لا يقفون عن مُهِمَّتهم، ولا يخافون مَن لامهم، وكيف يقفون أو يخافون وحبُّ الله يملأ قلوبهم، وطريقهم سنَّهُ لهم خالقُهم، ووعدَهم في نهايته الجنة؟! ما أوسعَ هذا العطاءَ الذي يختار الله جلَّ شأنه له مَن يشاءُ عن غنًى وعِلم!
سورة: المائدة - آية: 54  - جزء: 6 - صفحة: 117
﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْۘ بَلۡ يَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيۡفَ يَشَآءُۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗاۚ وَأَلۡقَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ كُلَّمَآ أَوۡقَدُواْ نَارٗا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُۚ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادٗاۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64]
الشغَف بالحياة الدنيا يولِّد في الطبع البخلَ والجشع، والحرصَ والطمع، ولليهود في ذلك القِدحُ المُعلَّى، والحظُّ الأوفى، ولقد كانوا من أغنى الناس؛ لكن غُلَّت أيديهم عن البذل.
سبحان ربِّنا من إلهٍ كريم، يجود على عباده بما لا يُحصى، ويتفضَّل عليهم بما لا يُعدُّ، فمَن ذا الذي يستطيع حصرَ ما أعطى، أو إحصاءَ ما أولى؟! إنفاق اللهِ تابعٌ لمشيئته المبنيَّةِ على حكمته، فمتى شاء أعطى، ومتى شاء منع، فله الفضلُ في العطاء، والحكمةُ في المنع.
النفوس التي مَرَدت على العصيان، وطُبعَت على الخبث والطغيان، لا يزيدها الوحيُ إلا شرًّا إلى شرِّها، ومرضًا إلى مرضها.
ببُغض أهل الكتاب للمؤمنين عُوقبوا بزرع الكراهية المتأصِّلة فيما بينهم، ولولا المصالحُ الدنيوية التي تجمعهم، وعداوتُهم المشتركة للمسلمين لطالت حربُهم، وامتدَّ اقتتالهم.
لو استطاع اليهود القضاءَ على المسلمين لفعلوا، غير أنهم يجتهدون في مشاريع الإفساد اجتهادَ الساعي، لا تريُّثَ الماشي، ولكنَّ الله مطفئٌ نارَ كلِّ حربٍ أضرموها، ومصلحٌ ما أفسدوه.
سورة: المائدة - آية: 64  - جزء: 6 - صفحة: 118
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا صُمّٞ وَبُكۡمٞ فِي ٱلظُّلُمَٰتِۗ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضۡلِلۡهُ وَمَن يَشَأۡ يَجۡعَلۡهُ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [الأنعام: 39]
إذا كان يُقتصُّ لبعض الحيَوانات من بعضٍ يومَ الحشر وهي غيرُ مكلَّفة، أفلا يُقتصُّ من البشر إن عمَدوا إلى تعذيبها وهم مكلَّفون باجتناب ذلك؟! إذا تعطَّلـت طـرقُ استقبــال الحقــائق، فكيف ستُعرف أهدى الطرائق؟ فمَن ذا يستطيع هدايةَ أحدٍ لا يسمع الحقَّ ولا يتكلَّم به، وهو محاطٌ بظلماتٍ كثيفة لا يُبصرُ من خلالها نورَ الصواب؟ إنمـا جُعِلـت هـذه الحواسُّ ليهتـديَ بهـا الناس، فإن لم تُحقِّقِ الغايةَ من خلقِها، فما أشبهَ وجودَها بعدمِها! لمَّا كانت هدايةُ التوفيقِ والإلهام إلى الحقِّ ثمينةً غالية جعلَها الخالقُ بيدِه، ولم يجعلها بيدِ الخلق، فإذا أردتَّ هذا الكنزَ الثمين فاطلبه منه.
يا سائرًا إلى الله على نورٍ وهدى، هنيئًا لك الطريقُ المستقيمةُ التي لا تتحيَّرُ فيها، ولا تخطئُ هدفَك إن سرتَ عليها.
سورة: الأنعام - آية: 39  - جزء: 7 - صفحة: 132
﴿بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوۡنَ مَا تُشۡرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 41]
كما تنبعث النفسُ بفِطرتها إلى الطعام إذا جاعت، كذاك تهفو إلى بارئها إذا خافت.
ذلك هو أصلُ فطرتها، فلا عِبرةَ إن خالفَت.
سورة: الأنعام - آية: 41  - جزء: 7 - صفحة: 132
﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكُواْۗ وَمَا جَعَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗاۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ ﴾ [الأنعام: 107]
شرك المشركين واقع بمشيئة الله، فيا أهلَ الحقِّ طِيبوا نفسًا فإن الله منَّ عليكم بهدايته، وجعلكم من أهل كرامته.
إذا أدَّى الداعيةُ أمانةَ البلاغ المبين فلا يحزنُ بعد ذلك لإعراضِ المعرِضين.
سورة: الأنعام - آية: 107  - جزء: 7 - صفحة: 141
﴿۞ وَلَوۡ أَنَّنَا نَزَّلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَحَشَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ كُلَّ شَيۡءٖ قُبُلٗا مَّا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَجۡهَلُونَ ﴾ [الأنعام: 111]
إذا سُوِّرت القلوبُ بأسوارِ الكراهية والعِناد، وجُلِّلت الجوارحُ بالضلالة والفساد، فقد تحصَّنت عن الحقِّ بحِصنٍ حَصين، فلا تُقنعُها عندئذٍ العِظاتُ ولا البراهين.
على العبد أن يكونَ مقصودَه اتِّباعُ الحقِّ، وأن يطلبَه بالطرق التي بيَّنها الله، ويستعينَ ربَّه في اتِّباعه، غيرَ متَّكلٍ على نفسه ولا قوَّته.
فلتسكن قلوبُ الدعاة إذا رأوا الخَلقَ غيرَ مستجيبين، فلو شاء اللهُ لهداهم أجمعين، ولكنَّ حكمته اقتضَت أن يكونوا مختلفين.
سورة: الأنعام - آية: 111  - جزء: 8 - صفحة: 142
﴿وَرَبُّكَ ٱلۡغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۚ إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفۡ مِنۢ بَعۡدِكُم مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوۡمٍ ءَاخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 133]
ربُّنا غنيٌّ عن طاعاتنا، غيرُ محتاجٍ إلينا مع قُرباتنا، فكيف مع معاصينا ومخالفاتنا؟! فلولا رحمتُه بنا ما سعِدَ طائعٌ بطاعته، ولا أُمهِل عاصٍ في معصيته.
لا خلودَ في هذه الحياة، ولا بقاءَ لهذه الدار، فما هي إلا محطَّةٌ ينزلها قومٌ فيرحلون، فيَخلُفُهم عليها قومٌ آخرون، حتى يُكتَبَ عليها الفناء، فلا يبقى بعدها إلا دارُ البقاء.
نظرُ العاقل لأحوال مَن سبقه مجيئًا وذهابًا داعٍ للاعتبار بأنه كما جاء يذهب، مهما أُعطي وملَك، ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك.
سورة: الأنعام - آية: 133  - جزء: 8 - صفحة: 145
﴿وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ قَتۡلَ أَوۡلَٰدِهِمۡ شُرَكَآؤُهُمۡ لِيُرۡدُوهُمۡ وَلِيَلۡبِسُواْ عَلَيۡهِمۡ دِينَهُمۡۖ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 137]
ألا ليتَ المذنبَ يعلم النتائجَ المهلكة من الأعمال التي تُزيَّن له؛ فإن مَن أبصر نهايةَ طريق الكفر والعصيان ابتعد عنه ولم يسلُكه.
بئسَ الشيطانُ شريكًا للمشرك؛ يُغريه بالمعصية فيطيعُه فيها، فيُوردُه جهنَّمَ ويَرِدُها معه! كم زيَّنَت التشريعاتُ الأرضيَّة من رَدًى، وجلبَت على البشرية من شَقاء، بما تُمليه عليها شياطينُها من دَعاوى! فتارةً تحت اسم تحديد النَّسل، وتارةً تحت أسماء أُخَر.
إذا رأيتَ من الناس مَن يقوم بمهمَّة التلبيس، فاعلم أنه يعملُ عملَ إبليس، وإن ألبسَه لَبُوسَ الحضارة.
لا تحزن على المفترين على دين الله؛ فإن الحكمةَ الإلهيَّة اقتضَت التخليةَ بينهم وبين أفعالهم؛ استدراجًا وإمهالًا لهم.
سورة: الأنعام - آية: 137  - جزء: 8 - صفحة: 145
﴿قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ ٱلۡبَٰلِغَةُۖ فَلَوۡ شَآءَ لَهَدَىٰكُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [الأنعام: 149]
حُججُ الله تعالى أعلى درجاتِ الحقِّ قوَّةً ورصانة، وبيانًا ووضوحًا؛ لأنها براهينُ مَن كمُلَ في قدرته وعلمه.
لا أبلغَ من حُجج هذا التشريع البديع، فمَن احتجَّ بها على وجهها ظهرت حُجَّتُه، واتضحت مَحَجَّتُه، ومَن عارضها لم تخفَ هزيمتُه.
قضى الله بأن يجعلَ الهدى في قلب مَن هو صادقٌ في سعيه إليه، فإنه أنفَسُ من أن يُوضعَ في قلب مَن هو زاهدٌ فيه.
سورة: الأنعام - آية: 149  - جزء: 8 - صفحة: 148
﴿قَدِ ٱفۡتَرَيۡنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا إِنۡ عُدۡنَا فِي مِلَّتِكُم بَعۡدَ إِذۡ نَجَّىٰنَا ٱللَّهُ مِنۡهَاۚ وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَاۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَاۚ رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰتِحِينَ ﴾ [الأعراف: 89]
يا مَن ترومُ النجاةَ من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، الزم دينَك، واحذر الكفرَ وما يؤول إليه، فإنه شَرَكُ الشقاء الوخيم.
الانتكاسة عن الحقِّ مخالفةٌ لطريق الاستقامة، ومجانبةٌ لجادَّة الهداية، وإعلانٌ بلسان الحال أن الصواب في غيرها، وذلك افتراءٌ على الله ودينه.
مهما بلغ العبدُ من الإيمان والعمل فلا ينبغي أن يفارقَه الحذرُ من انقلاب الحال في المستقبل، فشأن الأنبياء والصالحين تعليقُ الأمور بمشيئة ربِّ العالمين.
شعور المؤمن بكون شؤونه إلى مشيئة خالقه، يجعله يتواضع لربِّه ويتطامن بين يديه، ويدَعُ الركونَ إلى علمه وعمله في تحصيل نجاته، وإبعاد الآفات عن نفسه.
تأدَّب مع مولاك مفوِّضًا علمَ المستقبل إليه، سائلًا إيَّاه دوامَ الإيمان به، مع يقينك بأنه مولاك ومولى عباده المؤمنين.
يتوكَّل المؤمنُ في معركته مع الباطل على ربِّه وحدَه؛ لأنه يعرف أنه مصدرُ القوَّة والأمان، الذي يفصل بالحقِّ بين الإيمان والطغيان.
سورة: الأعراف - آية: 89  - جزء: 9 - صفحة: 162
﴿وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِيٓ ءَاتَيۡنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ ﴾ [الأعراف: 175]
تلاوة قِصص الغابرين موعظةٌ للمتَّعظين، من العلماء والجاهلين.
ليكن دينُ المسلم ألصقَ به من جِلده؛ يلابِسُه ويلازمُه، وليحذر إن لم يشكر مولاه على ذلك اللباسِ أن يعاقبَه بخَلعه.
الأخذ بآيات الله علمًا وعملًا حمايةٌ، فإذا ما انسلخَ منها ظَفِرَ به الشيطان ظفرَ الأسدِ بفريسته.
العالِم الضالُّ شيطانٌ من الشياطين، يُغوي الناسَ بتضليله، كما يُغويهم الشيطانُ بوسوسته.
سورة: الأعراف - آية: 175  - جزء: 9 - صفحة: 173
﴿وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ يَلۡهَثۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176]
الرفعةُ بيد الله، فمَن شاء رفعَه، ومن شاء وضعَه، فاطلُب الرفعةَ عنده بطاعته ورضوانه.
لا رفعةَ لعالمٍ عند الله بمجرَّد علمه، بل رفعتُه باتِّباع الحق، وقصدِ مَرضاة الله بعلومه.
العِلم إذا لم ينفع يَضُرّ، وإذا لم يرفع يضَع.
ربَّما يضعُف العالِمُ فيختار الدنيءَ عن غَفلةٍ أو خاطرٍ عابر، ولكنَّ المصيبةَ أن يَهبِطَ إليه عن حُبٍّ وإصرار، وقصدٍ في الاختيار.
النفس العُلويَّة تعشق الصعودَ إلى آفاق السُّمو، والنفسُ السُّفليَّة تميلُ إلى الهبوط إلى لهو الأرض، وبذلك تُعرف أقدارُ الناس ومنازلُهم.
يا ويلَ عالِم تقودُه أهواءُ نفسِه! ويا ويلَ أمَّةٍ يقودُها هذا العالِم! لا يجعلُ المرءُ الهوى إمامَه، يقتدي به ويتَّبعُه، ويرغبُ به عن الهدى؛ إلا أورده الهَلَكة.
كم لاهثٍ وراء الدنيا، جازعٍ على فَقدها، منقطعٍ فيها عن ربِّه، لم تَعُد تنفعُ معه العِظات، فإن وُعِظ فهو لاهث، وإن تُرِك فهو لاهث! لم يضرب اللهُ المثلَ في القرآن بأخسِّ الحيَوانات كالحمار والكلب إلا مثلًا لذي علمٍ حمل الحقَّ فلم يؤمن به، ولذي علم رمى عنه هذا الحقَّ، وحمل الدنيا مكانه.
سورة: الأعراف - آية: 176  - جزء: 9 - صفحة: 173
﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188]
اعتراف العبد بعدمِ قدرته على ما ليس من حولِه ولا قوَّته هو من تمامِ عبوديَّته لربِّه.
قد يريد الإنسانُ أن يجلبَ لنفسه ما يظنُّه نفعًا، وهو عليه وَبال، كما يظنُّ أنه يدفعُ عن نفسه ما لا يحبُّ، وهو خيرٌ له لو كان يعلم.
إن كان رسولُ الله ﷺ لا يعلمُ الغيبَ القريب المتعلِّقَ بمصلحته، فكيف يُسأل عن الساعة التي هي غيبٌ بعيد متعلِّقٌ بشأن الخلق كلِّهم؟! لو صحَّ ادِّعاء مدَّعي الغيب أفكان يصيبُه ما يسوءُه، أو يفوته ما يسعى إليه؟!
سورة: الأعراف - آية: 188  - جزء: 9 - صفحة: 175
﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [يونس: 25]
سبحانَ من دعا الناسَ إلى دار كرامته عدلًا، وخصَّ بالهدايةِ بتوفيقه مَن شاءَ فضلًا! اللهم اجعلنا ممن سلِمت قلوبُهم من الشِّرْك، وطَهُرت من علائق الإثم، عسى نحظى بدارٍ سلِمت من جميع الآفات، وحسُنت من كلِّ الجهات.
سورة: يونس - آية: 25  - جزء: 11 - صفحة: 211
﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّٗا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ ﴾ [يونس: 49]
إنَّ خير الخلق لا يملك لنفسه شيئًا، فكيف بسواه؟ فعلِّق قلبَك بالله وحدَه توكُّلًا واستعانة، وتوجُّهًا واستغاثة، ولا ترجُ سواه لرفع النوازل، فإنه وحدَه القادر على كلِّ شيء.
لا يستطيعُ أحدٌ تغييرَ أجَلِ الله، ولو ساعةً، تقديمًا أو تأخيرًا، فمهما حاولَ الهربَ لتأخيره، أو تجرَّأَ لاستعجاله أدركهُ أجلُه المقدَّرُ في حِينه.
سورة: يونس - آية: 49  - جزء: 11 - صفحة: 214
﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ﴾ [يونس: 99]
إذا لم يُرِد اللهُ تعالى أن يشرحَ قلبَ عبدٍ للإيمان، فلا أحدَ يقدرُ على هدايته، ومخالفةِ الله في إرادته.
الكارهُ للإيمان لا يُقبلُ إيمانُه عند الله، ما دام قلبُه منطويًا على الكفر، غيرَ راغبٍ في الإيمان.
سورة: يونس - آية: 99  - جزء: 11 - صفحة: 220
﴿وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [يونس: 100]
الكفـر رجسٌ يُدنِّسُ النفوسَ والأحـــوال، ويُخبِّــثُ الأقــوالَ والأعمـال.
لا ينبغي لذي عقلٍ أن يُنكرَ دلائلَ الحق، فإنها بلغَت رتبةً عالية من البيان والإيضاح.
سورة: يونس - آية: 100  - جزء: 11 - صفحة: 220
﴿وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [يونس: 107]
ما من ضُرٍّ يريدُه اللهُ لعبده مهما قلَّ يمكنُ دفعُه، وما من خيرٍ يريده له مهما عظُم يمكنُ ردُّه.
ما يَنعُمُ الإنسانُ فيه من الخير، فمِن فضلِ الله وحدَه، لا بعمله استحقَّه، ولا بقوَّته نالَه.
جلَّ مَن يعفو عن سيِّئاتِ عباده، ويحلُمُ عن خطاياهم، فيُنزِلُ عليهم نعمَه ويدفع عنهم نقمَه، ولولا رحمتُه ومغفرتُه ما نالوا ذلك الخيرَ العميم.
سورة: يونس - آية: 107  - جزء: 11 - صفحة: 221
﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118]
شاءَ الله تعالى أن تتنوَّعَ استعداداتُ العبد واتجاهاتُه، وأن يُوهَب القدرةَ على حرية الاتجاه، ويختارَ طريقَه، ويحملَ تَبِعةَ ذلك.
سورة: هود - آية: 118  - جزء: 12 - صفحة: 235
﴿وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَنۡ أَنَابَ ﴾ [الرعد: 27]
ما لم يكن القلبُ مُقبلًا على الآيات التي أنزلها الله له فلن يهتدي، وكيف يصل إليه الهدى وهو لم يسعَ إليه، ولم يتحرَّك نحوَه!
سورة: الرعد - آية: 27  - جزء: 13 - صفحة: 252
﴿وَلَوۡ أَنَّ قُرۡءَانٗا سُيِّرَتۡ بِهِ ٱلۡجِبَالُ أَوۡ قُطِّعَتۡ بِهِ ٱلۡأَرۡضُ أَوۡ كُلِّمَ بِهِ ٱلۡمَوۡتَىٰۗ بَل لِّلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ جَمِيعًاۗ أَفَلَمۡ يَاْيۡـَٔسِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۗ وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوۡ تَحُلُّ قَرِيبٗا مِّن دَارِهِمۡ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ وَعۡدُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ ﴾ [الرعد: 31]
لقد صنع القرآنُ في النفوس التي تلقَّته عجائبَ ما أبعدَ آثارَها في أقدار الحياة! فكم غيَّرَ وجهَ الأرض وصفحةَ التاريخ! القرآن أصلُ الهداية، فمَن لم يَهدِه القرآنُ الذي لو نَزل على جبلٍ لتصدَّع من خشية الله ، فما الذي سيهديه إذن؟! ليس لأهواءِ الناسِ مكانٌ أمامَ أمرِ الله تعالى وحُكمِه، فإنه العليمُ بما يُنزلُ من الآيات، وما في إنزالها من البركات.
الهداية بيد الله تعالى، فلو شاء أن يهديَ عبدًا لهداه، ولو لم يدعه أحد، فالأمرُ له سبحانه يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد.
حينَ لا يُجدي الدليلُ ولا ينفعُ البرهانُ، فلا بدَّ عند ذاك من شدَّةٍ تُصيبُ، أو قارعةٍ تُزلزل؛ جزاءً للمعاندين، وعِبرة لمَن يعتبر.
المشركون هم أَولى الخَلق بالخوف؛ لعِظَم ذنبهم، وشناعة جُرمهم، فلا أمنَ لهم ولا طُمَأنينة، بل هم مهدَّدون بشنيع النَّقِمات، في جميع الأوقات.
سورة: الرعد - آية: 31  - جزء: 13 - صفحة: 253
﴿يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ ﴾ [الرعد: 39]
عن عمرَ بن الخطَّاب أنه قال، وهو يطوف بالبيت ويبكي: (اللهم إن كنتَ كتبتَ عليَّ شِقوةً أو ذنبًا فامحُه؛ فإنك تمحو ما تشاءُ وتُثبِت، وعندك أمُّ الكتاب، فاجعله سعادةً ومغفرة).
سورة: الرعد - آية: 39  - جزء: 13 - صفحة: 254
﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَلَتُسۡـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [النحل: 93]
الصراع الفكريُّ والعقائديُّ قد يُحزن بعضَ الناس، ويصيب باليأس آخرين، ولكن مَن علم أن الأمر لله، وأنه ابتلاءٌ واختبار، اطمأنَّ قلبُه وأدَّى ما عليه؛ فإنه لن يُسألَ عن عمل غيره، بل عن عمل نفسه.
سورة: النحل - آية: 93  - جزء: 14 - صفحة: 277
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 54]
يخوض بعضُ الناس في حالِ غيره ومآله، في هدايته وضلاله، وإنما أمرُ ذلك كلِّه إلى الله الذي يملك القلوب، ويعلم الغيوب، فلندَع الأمرَ لصاحب الأمر.
ليس الداعيةُ ربًّا على الخلائق، ولا رقيبًا عليهم، وهو لا يدري عاقبة نفسه، وهو مسؤولٌ عن دعوته لا عن حال مدعوِّيه، ولقد ارتاحت نفسٌ أدَّت ما عليها، وتركت همَّ ما ليس لها.
سورة: الإسراء - آية: 54  - جزء: 15 - صفحة: 287
﴿وَلَئِن شِئۡنَا لَنَذۡهَبَنَّ بِٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِۦ عَلَيۡنَا وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 86]
مهما علَت في العلم رتبتُك، وقويَ حفظُك واستحضارُك، فافتقِر إلى مَن علَّمك، فإنه لا يُعجزه أن يسلُبَ عبدًا ما أعطاه.
سورة: الإسراء - آية: 86  - جزء: 15 - صفحة: 290
﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُۤ لَهُۥۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٞ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ۩ ﴾ [الحج: 18]
أيها المؤمن؛ لست وحدك الساجدَ لله في هذا الكون، فكلُّ الخلائق خاضعة لربها ساجدة له، ولا يشِذ عن ذلك النظام سوى العصاة.
أما تأمَّلَ عابدو الشمس والقمر والنجوم في حال هذه المخلوقات التي يعبدونها أنها ساجدةٌ لخالقها، مربوبةٌ مسخَّرة لربِّها، فكيف يعبدونها من دون الله، وهي تعبده وتخضع لسلطانه؟! ألا يستحي الإنسانُ العاقل المكلَّف من ترك الخضوع لربِّه والاستجابة لأمره وهو يرى المخلوقاتِ الجامدةَ غير المكلَّفة ساجدةً لربِّها خاضعةً لأمره؟! ما من عزٍّ للعبد كخضوعه لربِّه بسجوده بين يديه، وانقياده لشرعه، وذلك خضوعٌ لا يعرف لذَّته سوى المؤمنين، ولا يُحرم منه إلا مَن هان على ربِّه من المخلوقين.
مَن هان عليه السجودُ لله تعالى واستخف به ولم يفعله أهانه الله؛ إذ لا كرامةَ للعبد إلا بإكرام الله إياه، فالعزيزُ مَن أعزَّه، والذليل مَن ابتغى العزَّة عند غيره، فاستحق منه أن يهينه ويعذِّبه.
الأمور كلها بيد الله؛ يوفِّق مَن يشاء لطاعته برحمته، ويخذُل مَن يشاء بعدله، ويُشقي مَن أراد بحكمته، ويُسعد مَن أحب بفضله، فالخلق خلقه والأمر أمره، وما استُمد التوفيقُ لعبادته وإعانته بمثل سؤاله.
سورة: الحج - آية: 18  - جزء: 17 - صفحة: 334
﴿۞ ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةٖ فِيهَا مِصۡبَاحٌۖ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِي زُجَاجَةٍۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوۡكَبٞ دُرِّيّٞ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٖ مُّبَٰرَكَةٖ زَيۡتُونَةٖ لَّا شَرۡقِيَّةٖ وَلَا غَرۡبِيَّةٖ يَكَادُ زَيۡتُهَا يُضِيٓءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارٞۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٖۚ يَهۡدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَ لِلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ﴾ [النور: 35]
الله تعالى نور، وكتابه نور، وهدايته نور، وحجابه نور، وبنوره سبحانه استنارت السماواتُ والأرض وما فيهما، فلولا نورُه تعالى المبثوثُ في الأرض لتراكمت الظلماتُ بعضُها فوق بعض.
نور الله تعالى الذي يودعه في المؤمن هو من معرفته ومحبته وذكره، فإذا تمكَّن من القلب وأشرق فيه ظهر على الوجه والجوارح، وتجلَّى في القول والعمل.
قلب المؤمن يشرق بنور مصدره، ومصدرُه شجرة الوحي التي هي أعظم الأشياء بركة، فأي جانب من جوانب الحياة شعَّ فيه هذا النور تلألأ بالصفاء، وتسربل بالبهاء.
لا أصفى من الوحي السماوي ولا أنقى، ولا أعذبَ ولا أزكى، فمَن أراد صفاءَ دنياه وآخرته فليكن الوحي دليلَ طريقه وحياته.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كذلك يكون قلب المؤمن؛ يعمل بالهدى قبل أن يأتيَه العلم، فإذا أتاه العلم ازداد هدى على هدى، ونورًا على نور).
مشيئة الله تعالى هي مناط الهداية ومِلاكها، فمَن لم يُعِنه من الله توفيقٌ إليها فما له من معين.
يا سائرًا على طريق النور، احمد الله عليه، وتشبث به؛ حتى تأتي يوم القيامة وهو يسعى بين يديك، فكم حُرم هذا النورَ أناسٌ هم أذكى منك وأقوى، وأعلم وأغنى! لضرب المثل اتصالٌ وثيق بباب الإرشاد؛ لأنه يبرز المعقول في هيئة المحسوس، ويصوِّر المعاني العميقة، بأوضح حقيقة.
كلام الله تعالى في غاية البيان، فتدبَّره بإمعان؛ يفتَحِ الله لك ما استغلق على فهمك منه.
سورة: النور - آية: 35  - جزء: 18 - صفحة: 354
﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزۡجِي سَحَابٗا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيۡنَهُۥ ثُمَّ يَجۡعَلُهُۥ رُكَامٗا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦ وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالٖ فِيهَا مِنۢ بَرَدٖ فَيُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ وَيَصۡرِفُهُۥ عَن مَّن يَشَآءُۖ يَكَادُ سَنَا بَرۡقِهِۦ يَذۡهَبُ بِٱلۡأَبۡصَٰرِ ﴾ [النور: 43]
يصيب سبحانه وتعالى بالمطر والبَرَد مَن يشاء من خلقه، ويصرفه عمن يريد من عباده، حسب حكمته وتقديره، لا حسب طلب المخلوق ومشيئته.
في دويِّ الرعد وزمجرته ولمَعان البرق وتألقه تنبيهٌ للعقول السابحة في متاهات الغفلة، كي تتذكر قدرة الخالق وقوته، وعجز المخلوق وضعفه.
سورة: النور - آية: 43  - جزء: 18 - صفحة: 355
﴿وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ فَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ بَطۡنِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ رِجۡلَيۡنِ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰٓ أَرۡبَعٖۚ يَخۡلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [النور: 45]
هذا الماء قد جعله الله تعالى أصلَ وجودك، ومنه ما هو سببٌ لدوام حياتك، فهلَّا حمِدتَّ الله تعالى على نعمة وجوده؟ تشترك الحيَوانات جميعها في مادَّة تكوينها، وتختلف في أشكالها وأفعالها وأسلوب حياتها، وكلُّها لله تعالى مطيعة منقادة إلى ما خلقها له، فسبحان الخالق العليم!
سورة: النور - آية: 45  - جزء: 18 - صفحة: 356
﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِيٓ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيۡرٗا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَيَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا ﴾ [الفرقان: 10]
قضى الله بحكمته أن يكونَ إقبال الناس على الحقِّ مَبنيًّا على النظر والاستدلال، لا على ما يُلهي المشاعرَ والخيال بأنواع التشغيب والجدال.
لو كانت الجنَّات والقصور خيرًا لرسول الله لأعطاها له، لكنَّ تكليفه بالنبوَّة ورعايته وهدايته، وتوفيقه لحلاوة مناجاته، والانشغال بطاعاته هي الخير الذي خصَّه الله به.
سورة: الفرقان - آية: 10  - جزء: 18 - صفحة: 360
﴿وَلَوۡ شِئۡنَا لَبَعَثۡنَا فِي كُلِّ قَرۡيَةٖ نَّذِيرٗا ﴾ [الفرقان: 51]
تخصيص رسول الله محمَّد ﷺ بالبعثة دون غيره من أمَّته إلى جميع أهل الأرض تشريفٌ له وإعظام، وحثٌّ له على الثبات والقيام بالأمر حقَّ القيام.
سورة: الفرقان - آية: 51  - جزء: 19 - صفحة: 364
﴿إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةٗ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ ﴾ [الشعراء: 4]
لو شاء الله تعالى لأنزل آيات يُذعن لها الناس مُكرَهين، لكن حكمته تعالى قضت ألا يحملَ عباده على الإيمان به إلا طائعين.
سورة: الشعراء - آية: 4  - جزء: 19 - صفحة: 367
﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ﴾ [القصص: 56]
هداية القلوب بيد الله، والحرص على هداية امرئ لا يُدخل الإيمان في قلبه، فقد آمن برسول الله بُعداء، ولم يؤمن به أقرباء! أكثِر من سؤال الله الهداية فإنها بيده لا بيد غيره، وهو أعلم بمَن يستحقها ممَّن لا يستحق.
سورة: القصص - آية: 56  - جزء: 20 - صفحة: 392
﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ﴾ [القصص: 68]
على الإنسان أن يعلم أن الخلق والاختيار، والإعزاز والإذلال، مفوَّضٌ إلى الله، ليس لأحد فيه شَرِكةٌ ومنازعة، فكيف لا ينزَّه عن شريك مخلوق لا يخلُق شيئًا، ولا اختيار له فيما يجري؟ الله تعالى أعلمُ بمواقع اختياره، ومحالِّ رضاه من بين خلقه، وما يصلُح للاختيار ممَّا لا يصلح، وليس للعبد إلا التسليمُ لخالقه، والرضا بما اختاره لنفسه أو لغيره.
لو استقَّرت هذه الحقيقة في العقول والضمائر ما سخِط الناس شيئًا يحِلُّ بهم، ولا أحزنهم شيء يفوتهم أو يُفلِت منهم؛ إذ ليسوا هم الذين يختارون، إنما الله هو الذي يختار.
سورة: القصص - آية: 68  - جزء: 20 - صفحة: 393
﴿وَأَصۡبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوۡاْ مَكَانَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ يَقُولُونَ وَيۡكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُۖ لَوۡلَآ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا لَخَسَفَ بِنَاۖ وَيۡكَأَنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴾ [القصص: 82]
ليس بسطُ الرزق وتضييقه براجع إلى علم العباد أو جهلهم باكتساب الأرزاق، بل هو خاضع لمشيئة الله وحكمته.
العالم العامل يعرف الفتنة حينما تُقبل، والجاهل لا يعرفها إلا حينما تدبر.
كم دعوةٍ يُحزن صاحبَها أن الله تعالى لم يستجبها له! وما علمَ العبد الضعيف أن خِيرةَ الله خيرٌ له ممَّا يتمنَّاه لنفسه.
لا فلاح مع الكفر، فلا يغترنَّ امرؤٌ بما أعطيه هؤلاء من عاجلة، فما أسرع زوالها!
سورة: القصص - آية: 82  - جزء: 20 - صفحة: 395
﴿يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرۡحَمُ مَن يَشَآءُۖ وَإِلَيۡهِ تُقۡلَبُونَ ﴾ [العنكبوت: 21]
سيرجع العباد إلى الدار التي تجري فيها أحكام عذاب الله تعالى ورحمتِه، فطوبى لمَن نال الرحمة بما قدَّم من الطاعات، ووُقيَ العذاب بما ترك من السيِّئات.
سورة: العنكبوت - آية: 21  - جزء: 20 - صفحة: 398
﴿۞ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54]
الضعف مادَّة الإنسان التي صِيغَ منها كِيانه، وقام عليها بنيانه، ولولا تقويةُ الله له ما وصل إلى قوَّة ولا قدرة، فعليه أن يعرفَ قدره، ولا يتعدَّى طوره، بل ينصاع لمَن فطره وخلقه.
تلك الأطوارُ التي تمرُّ بها البشرية تشهد على أن للعباد خالقًا حكيمًا يفعل ما يشاء، ومَن تأمَّل أفعاله تلك تبدَّى له علمُه تعالى وقدرته.
سورة: الروم - آية: 54  - جزء: 21 - صفحة: 410
﴿وَلَوۡ شِئۡنَا لَأٓتَيۡنَا كُلَّ نَفۡسٍ هُدَىٰهَا وَلَٰكِنۡ حَقَّ ٱلۡقَوۡلُ مِنِّي لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ﴾ [السجدة: 13]
سَلِ الهداية من الله فإنه لا هدى إلا هداه، وإذا هداك أسعدك ووقاك، ومن عذابه أنجاك.
سورة: السجدة - آية: 13  - جزء: 21 - صفحة: 416
﴿أَفَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَىٰ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِن نَّشَأۡ نَخۡسِفۡ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ نُسۡقِطۡ عَلَيۡهِمۡ كِسَفٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّكُلِّ عَبۡدٖ مُّنِيبٖ ﴾ [سبأ: 9]
مَن قدَر على خلق الأجرام العظام، لا يُعجزه إعادة ما بَليَ من الأجسام.
لو أراد مَن يملك السماواتِ والأرضَ أن يسخِّرَهما في عقاب عباده العاصين له لفعل، فكيف يأمنون خسفًا من الأرض أو عذابًا ساقطًا من السماء، وقد فعل بقارون وأصحاب الأيكة ما قد علموا.
كلَّما كان العبد أعظمَ إنابة إلى الله كان انتفاعه بآياته أكبر، فإنه بتوجُّه إرادته إلى ربِّه، وجعلِ هَمِّه الاشتغالَ بمرضاته؛ يصير نظره إلى مخلوقاته نظَر فكرة وعبرة.
سورة: سبأ - آية: 9  - جزء: 22 - صفحة: 429
﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ يَزِيدُ فِي ٱلۡخَلۡقِ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [فاطر: 1]
الثناء الكامل على الله المنعم على عباده بنعمه الظاهرة والباطنة، حيث خلق السماواتِ والأرضَ فسخَّر ما فيهما لمصالحهم، وأرسل الملائكةَ بالوحي لهدايتهم وإرشادهم.
سبحان الخالق القادر الذي يخلُق فيَزيد في خلقه ما يشاء صفةً أو قدرًا! وليس لمشيئته سبحانه انحصارٌ ولا توقيت.
سورة: فاطر - آية: 1  - جزء: 22 - صفحة: 434
﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8]
شقيَ مَن يعمل السوءَ عن عَمدٍ ويعلم أن فعله سوء، وأشقى منه مَن يرى سيِّئاته حسنات، ومعاصيَه قرُبات.
يحبُّ الله تعالى لرسوله الكريم انشراحَ الصدر، وراحة النفس من الأحزان، فينهاه عن التحسُّر على مَن دعاهم إلى الحقِّ فأعرضوا عنه.
لا تحزن على مَن بلغه الحقُّ فعاداه وحاربه حتى انتهى مآله إلى العقوبة، فإن الله تعالى عليمٌ بعمله، بصيرٌ بحاله، حين صارت عاقبته إلى ذلك المصير.
سورة: فاطر - آية: 8  - جزء: 22 - صفحة: 435
﴿إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَأۡتِ بِخَلۡقٖ جَدِيدٖ ﴾ [فاطر: 16]
إذا لم يؤدِّ الناسُ واجب الشكر لله، ولم يقوموا على الوظيفة التي خُلقوا لها، لم يكونوا أهلًا ليَشغَلوا هذا المكان، ويخشى أن يُستَبدل بهم غيرهم، ممن يعرف الحق الذي عليه ويقوم به.
سورة: فاطر - آية: 16  - جزء: 22 - صفحة: 436
﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ ﴾ [فاطر: 22]
كيف يستوي مؤمنٌ حيُّ الفكر والقلب والوِجدان، وكافرٌ ميت الفكر والفؤاد وسائرِ الأركان؟ إن المعرضين عن الحقِّ، المعاندين لدعوته، إن كانوا أحياءَ الأبدان، فإن قلوبهم فيها ميتةٌ لا حياة فيها، فكيف يصل صوتُ الحقِّ إلى مَن قد مات؟!
سورة: فاطر - آية: 22  - جزء: 22 - صفحة: 437
﴿وَإِن نَّشَأۡ نُغۡرِقۡهُمۡ فَلَا صَرِيخَ لَهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنقَذُونَ ﴾ [يس: 43]
مهما عظُمت السفن وثقُلت، ومهما أُتقنت صنعتُها وأُحكمت، فإنها كريشةٍ في مهبِّ الريح، إذا لم تتداركها رحمةُ الله هلكت بمَن فيها.
يُفسح الله لعباده المسرفين ما شاء، فإن لم يتوبوا، وإلى الحقِّ يؤوبوا، أخذهم بالبأساء والضرَّاء، فهل ترى لهم من شفيع أو منقذ؟
سورة: يس - آية: 43  - جزء: 23 - صفحة: 443
﴿إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ ﴾ [يس: 44]
مهما عظُمت السفن وثقُلت، ومهما أُتقنت صنعتُها وأُحكمت، فإنها كريشةٍ في مهبِّ الريح، إذا لم تتداركها رحمةُ الله هلكت بمَن فيها.
يُفسح الله لعباده المسرفين ما شاء، فإن لم يتوبوا، وإلى الحقِّ يؤوبوا، أخذهم بالبأساء والضرَّاء، فهل ترى لهم من شفيع أو منقذ؟
سورة: يس - آية: 44  - جزء: 23 - صفحة: 443
﴿وَلَوۡ نَشَآءُ لَطَمَسۡنَا عَلَىٰٓ أَعۡيُنِهِمۡ فَٱسۡتَبَقُواْ ٱلصِّرَٰطَ فَأَنَّىٰ يُبۡصِرُونَ ﴾ [يس: 66]
علامَ استكبارك أيها الإنسان على ربِّك؟ إنه ليس لك من الأمر شيء، ولو شاء الله أن يشوِّه خِلقتك، فيَطمِسَ بصرك، ويشُلَّ أركانك لم يمنعه مانع، فسارع إليه بالتوبة والإنابة.
سورة: يس - آية: 66  - جزء: 23 - صفحة: 444
﴿وَلَوۡ نَشَآءُ لَمَسَخۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمۡ فَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ مُضِيّٗا وَلَا يَرۡجِعُونَ ﴾ [يس: 67]
علامَ استكبارك أيها الإنسان على ربِّك؟ إنه ليس لك من الأمر شيء، ولو شاء الله أن يشوِّه خِلقتك، فيَطمِسَ بصرك، ويشُلَّ أركانك لم يمنعه مانع، فسارع إليه بالتوبة والإنابة.
سورة: يس - آية: 67  - جزء: 23 - صفحة: 444
﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّٰلِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [الشورى: 8]
إنما الدين عند الله الإسلام، فمَن اهتدى لحقائقه فاز برحمة الله، وهل من رحمةٍ أعظمُ من الإسلام؟ مَن اختار العدلَ والإنصاف منهجًا في حياته، مع نفسه وغيره، كان الله وليَّه ونصيره، ومَن آثر ظُلمَ نفسه قبل غيره لم يجد عند الله يوم القيامة وليًّا ولا نصيرا.
سورة: الشورى - آية: 8  - جزء: 25 - صفحة: 483
﴿۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ ﴾ [الشورى: 13]
لن تجتمعَ كلمة المؤمنين حتى يجتمعوا على دين الله الواحد، فهو الكفيل بانتفاء الخلاف والشِّقاق فيما بينهم، وبثِّ السلام والوئام.
إقامة الدين إنما تكون برفع أركانه، وإرساخ بنيانه، وحفظه من أن يَقَعَ فيه زيغٌ أو انحراف، فهنيئًا لمَن أقامه.
شرُّ التفرُّق التفرُّقُ في الدين، فهو سبب الهلاك والبلاء، وعاقبته الخسارة والفناء، فلنكن في الحقِّ يدًا واحدة.
سُنن الله في خلقه لا تزول ولا تحول؛ فمَن تقرَّب إليه بالطاعة زاده منه قربًا، ووفَّقه للثبات، ومنَّ عليه بحُسن الختام.
سورة: الشورى - آية: 13  - جزء: 25 - صفحة: 484
﴿۞ وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٖ مَّا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٞ ﴾ [الشورى: 27]
الله خبيرٌ بعباده بصيرٌ بهم، يعلم ما يُصلحهم وما يُطغيهم؛ فيُفقِر ويُغني، ويمنع ويُقني، ويَقبِض ويَبسُط، فله الحكم، ومنَّا الرضا.
قال قَتادة: (كان يُقال: خيرُ الرزق ما لا يُطغيك ولا يُلهيك)، فطوبى لمَن كانت الدنيا بيده، ولم تمسَّ شَغاف قلبه.
سورة: الشورى - آية: 27  - جزء: 25 - صفحة: 486
﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٖۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٞ ﴾ [الشورى: 29]
كما لم يتعذَّر على الله خلقُ الخلق وبثُّهم في كونه الذي أحاط به، لا يتعذَّر عليه سبحانه جمعُهم يوم القيامة، فأين المفرُّ من الله؟
سورة: الشورى - آية: 29  - جزء: 25 - صفحة: 486
﴿لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَٰثٗا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ ﴾ [الشورى: 49]
مَن أيقن بأنه مُلكٌ من مُلك الله، وأن أمر الخلق إلى ربِّه، وليس إلى اختياره وهواه؛ لزم حصنَ التسليم، لأمر الخالق العظيم، ورضي بما قسمه الله له من العطاء والهبة.
الذكور والإناث من هبة الله ونعمته، وقد ضلَّ مَن حذا حذوَ الجاهليِّين بكراهة البنات، ولم يفرح بنعمة الله، ولم يَرضَ بمشيئته واختياره له.
هل من بَلسَم أبلغُ شفاء وتطييبًا للخواطر من هذا البلسم؟ إن كلَّ ما يؤتاه العبدُ إنما هو بتقدير الله العليم بما فيه خيرُه وصلاحُه.
إن الله سبحانه قديرٌ على خلق ما يشاء، وإعطاء مَن يشاء، ومنع مَن يشاء، ومَن عُبدوا من دونه عاجزون، لا يخلُقون شيئًا ولا يَهَبُون، ولا يمنعون من أمر الله شيئًا ولا يستطيعون، فماذا تقول فيمَن يتقرَّب إليهم ويسألهم الأولاد؟!
سورة: الشورى - آية: 49  - جزء: 25 - صفحة: 488
﴿أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٞ قَدِيرٞ ﴾ [الشورى: 50]
مَن أيقن بأنه مُلكٌ من مُلك الله، وأن أمر الخلق إلى ربِّه، وليس إلى اختياره وهواه؛ لزم حصنَ التسليم، لأمر الخالق العظيم، ورضي بما قسمه الله له من العطاء والهبة.
الذكور والإناث من هبة الله ونعمته، وقد ضلَّ مَن حذا حذوَ الجاهليِّين بكراهة البنات، ولم يفرح بنعمة الله، ولم يَرضَ بمشيئته واختياره له.
هل من بَلسَم أبلغُ شفاء وتطييبًا للخواطر من هذا البلسم؟ إن كلَّ ما يؤتاه العبدُ إنما هو بتقدير الله العليم بما فيه خيرُه وصلاحُه.
إن الله سبحانه قديرٌ على خلق ما يشاء، وإعطاء مَن يشاء، ومنع مَن يشاء، ومَن عُبدوا من دونه عاجزون، لا يخلُقون شيئًا ولا يَهَبُون، ولا يمنعون من أمر الله شيئًا ولا يستطيعون، فماذا تقول فيمَن يتقرَّب إليهم ويسألهم الأولاد؟!
سورة: الشورى - آية: 50  - جزء: 25 - صفحة: 488
﴿۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولٗا فَيُوحِيَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ عَلِيٌّ حَكِيمٞ ﴾ [الشورى: 51]
لله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ، يوحي من أمره ما شاء وكيف شاء، والعاقل مَن آمن بالوحي وعمل به، من غير أن يُجادلَ فيه أو يُماحك.
إن العليَّ بذاته وأسمائه وصفاته لا يوحي لعباده إلا ما فيه سموُّهم وعلوُّهم، وإن الحكيم لا يشرِّع لخلقه إلا ما فيه نفعُهم وربحهم.
سورة: الشورى - آية: 51  - جزء: 25 - صفحة: 488
﴿﴾ [الشورى: 60]
سورة: الشورى - آية: 60  - جزء: - صفحة:
﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ ذَٰلِكَۖ وَلَوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 4]
المؤمن مع أعداء الدين الذين لم يرعَوا حُرمةً ولا ذمَّةً قويٌّ شديد، ومع المؤمنين رؤوفٌ رحيم.
إن الله قادرٌ على الانتقام من أعدائه، ولكنَّه شرَعَ قتالَ المؤمنين لهم؛ ليختبرَ إيمانهم، ويَشفيَ صدورهم، ويرفعَ درجاتهم عنده.
هنيئًا للمجاهد في سبيل ربِّه؛ فإن عمله موصولٌ غير مقطوع، فالله يُنمِّي له أعماله، ويَزيد حسناته ويضاعفها له سبحانه وتعالى.
سورة: محمد - آية: 4  - جزء: 26 - صفحة: 507
﴿وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَٰلَكُمۡ ﴾ [محمد: 30]
ما امتلأ قلبٌ بشيء إلا أظهرته أقوالُ صاحبه وأعماله ولو بعد حين.
ينبغي للعبد أن يحقِّقَ في عمله الإخلاصَ والصدق، وألا يجعلَ همَّه ثناءَ الناس على عمله، فإن الله يعلم أعماله.
سورة: محمد - آية: 30  - جزء: 26 - صفحة: 510
﴿وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ﴾ [الفتح: 14]
من عِظَم ملكه سبحانه كان أجرُه وهِبته في غاية العِظم، وأضحى عذابه وعقوبته كذلك في غاية النَّكال والألم، فنسأل الله من ثوابه العظيم، ونعوذ به من عذابه الأليم.
سبحان مَن غلبت رحمتُه غضبَه، وعفوُه عذابه، مع كمال قدرته، وعِظم قوَّته تعالى!
سورة: الفتح - آية: 14  - جزء: 26 - صفحة: 512
﴿سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]
السباقُ إلى المغفرة يقتضي السباقَ إلى الاستغفار والتوبة، فسارعوا إليهما قبل أن يُباغتَكم الأجَل.
أيها الناسُ، لتكن مفاخرتُكم ومكاثرتُكم في الخيرات، مسارعينَ إلى إرضاء الله تعالى، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
عجبًا لمَن ينشَط ويجتهد في سباقات الدنيا؛ طمعًا في عرَض زائل، ثم إذا جدَّ الجِدُّ أبطأ وتقاعسَ في سباق الآخرة! استحضِر دومًا أيها المؤمن، أنَّ الله إنما خلق الجنَّة وهيَّأها لأهل طاعته من المؤمنين الصادقين، فإنَّ في ذلك حثًّا لك على الثبات إلى الممات.
الجنَّة دارُ بقاء وكرامة، وهي لا تُنال إلا بفضلٍ من الله بعد العمل الصالح والطاعة، أفلا تستحقُّ أن نشمِّرَ لها، سائلين الله من فضله؟ كلُّ نعيم يتقلَّب فيه الناسُ فإنَّ الفضل فيه لله وحدَه، فدَع عنكَ الحسَد، وسَلِ الله أن يؤتيَكَ مثلَ ما آتاهم.
سورة: الحديد - آية: 21  - جزء: 27 - صفحة: 540
﴿لِّئَلَّا يَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَلَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 29]
الفضل كلُّه بيد الله، ولو اجتمع الخلقُ جميعًا على أن يحرموك قليلًا ممَّا قدَّره لك لعجَزوا، فأخلص التوكُّلَ على ربِّك، ولا تخشَ فيه أحدًا.
سورة: الحديد - آية: 29  - جزء: 27 - صفحة: 541
﴿ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الجمعة: 4]
أيُّ شرفٍ فاز به الرعيلُ الأوَّل من أصحاب رسول الله ﷺ ممَّن تربَّوا على عينه، ونهلوا من مَعين خُلقه ونبله! إنه فضلُ الله يمنُّ به على مَن يشاء.
نال الفضلَ والشَّرفَ بلالٌ وسلمانُ بإسلامهما، وحُرمهما أبو لهَب وأبو جهل بكفرهما، ذلك فضلُ الله يؤتيه مَن يشاء.
سورة: الجمعة - آية: 4  - جزء: 28 - صفحة: 553
﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسۡتَيۡقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا وَلَا يَرۡتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَمَا يَعۡلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكۡرَىٰ لِلۡبَشَرِ ﴾ [المدثر: 31]
إذا رأيت علمَ الغيب لا يزيدُك إيمانًا ويقينًا، فراجع قلبَك؛ خشيةَ أن يكونَ قد أُشرب فتنةً ونفاقًا، يُوديان بك إلى شرِّ مصير.
قلوب المؤمنين مفتَّحةٌ للحقِّ أبدًا، فهي تتلقَّاه من ربِّها تلقِّيًا يزيدها إيمانًا به سبحانه، وأُنسًا بشرعه، ويقينًا بهَديه.
لا يزول بالشكِّ اليقينُ، ولا يقينَ إلا بالإيمان، فاعمل أيها المسلمُ دومًا على زيادة إيمانك، بكثرة الصالحات، ولزوم الطاعات.
بئسَ العَيشُ عَيشُ الكافر والمنافق، فهما في حَيرةٍ وقلقٍ واضطراب، لا يطمئنُّون إلى صدق خبرٍ ولا إلى حكمةِ أمر، حتى يُردُّوا إلى أشدِّ العذاب.
اطمئنَّ أيها المسلم وقَرَّ عينًا بالنصر والتأييد، فإنَّ لله جنودًا لا يعلمها إلا هو، وما عليك إلَّا الأخذُ بالأسباب مع اليقين بوعد الله.
سورة: المدثر - آية: 31  - جزء: 29 - صفحة: 576
﴿وَمَا يَذۡكُرُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ ﴾ [المدثر: 56]
إن الله حَقيقٌ أن يتَّقيَه عبادُه ويخافوا عقابَه، بالإيمان به وبطاعة أمره، وإنه حقيقٌ أن يغفرَ لهم ما سلفَ منهم.
قلوب العباد بين إصبَعَين من أصابع الرحمن يقلِّبها كيف يشاء، فداوم أُخيَّ على سؤال الله الهدايةَ والثبات وحُسن الختام.
سورة: المدثر - آية: 56  - جزء: 29 - صفحة: 577
﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8]
مجامعُ الطاعات في أمرين: تعظيم أمر الله تعالى؛ ومنه: ﴿يُوفونَ بالنَّذر﴾ ، والشَّفَقة على خَلق الله؛ ومنه: ﴿ويُطعمونَ الطَّعامَ﴾ .
الخوف في الدنيا أمانٌ في الآخرة، فالذين ﴿يخافُونَ يومًا تتقلَّبُ فيهِ القُلُوبُ والأبصار﴾ جزاؤهم: ﴿لِيَجزِيَهُمُ اللهُ أحسنَ ما عَمِلُوا ويَزيدَهُم من فَضلِه﴾ .
هل تبحثُ عن بابٍ من أبواب العمل الخالص لله؟ إنه محبَّة المساكين والإحسانُ إليهم؛ لأنَّ نفعَهم في الدنيا لا يُرجى غالبًا، فعليك به.
قال قَتادة: (لقد أمر الله بالأُسارى أن يُحسَنَ إليهم، وإنهم يومئذٍ لمشركون، فوالله لأخوك المسلمُ أعظم عليك حُرمةً وحقًّا).
سورة: الإنسان - آية: 8  - جزء: 29 - صفحة: 579
﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا ﴾ [الإنسان: 30]
هذه السورةُ بما حوَته من جليل المعاني إنما هي عظةٌ لك أيها الإنسان، فاتَّعظ بها واتخذ من آي القرآن سبيلًا إلى طاعته ورضوانه.
مَن أراد لنفسه الخيرَ في الدنيا والآخرة اتخذ الإيمانَ والتقوى طريقًا يبلغ به مغفرةَ ربِّه ورضوانه.
لا تغترَّ أيها الإنسانُ بإرادتك ومشيئتك، فهي مرتبطةٌ بمشيئة الله وحدَه، فاسأله سبحانه الهدايةَ والتوفيقَ لسبُل الرَّشاد.
إن الله عليمٌ بمَن يستحقُّ الهدايةَ فيوفِّقه إليها، ومَن يستحقُّ الغَوايةَ فيصرفه عن الهدى؛ ﴿إنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يشاءُ ويَهدي إليهِ مَن أناب﴾ .
سورة: الإنسان - آية: 30  - جزء: 29 - صفحة: 580
﴿يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا ﴾ [الإنسان: 31]
هذه السورةُ بما حوَته من جليل المعاني إنما هي عظةٌ لك أيها الإنسان، فاتَّعظ بها واتخذ من آي القرآن سبيلًا إلى طاعته ورضوانه.
مَن أراد لنفسه الخيرَ في الدنيا والآخرة اتخذ الإيمانَ والتقوى طريقًا يبلغ به مغفرةَ ربِّه ورضوانه.
لا تغترَّ أيها الإنسانُ بإرادتك ومشيئتك، فهي مرتبطةٌ بمشيئة الله وحدَه، فاسأله سبحانه الهدايةَ والتوفيقَ لسبُل الرَّشاد.
إن الله عليمٌ بمَن يستحقُّ الهدايةَ فيوفِّقه إليها، ومَن يستحقُّ الغَوايةَ فيصرفه عن الهدى؛ ﴿إنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يشاءُ ويَهدي إليهِ مَن أناب﴾ .
سورة: الإنسان - آية: 31  - جزء: 29 - صفحة: 580
﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [التكوير: 29]
ما أحسنَ ما قاله الأوَّل: (يقيني يقيني)؛ فإنَّ يقينَك أيها العبدُ بأنه لا مشيئةَ لك إلا أن يشاء الله، يقيكَ أن تتوجَّهَ بطلب الهداية والخير من سواه.
سورة: التكوير - آية: 29  - جزء: 30 - صفحة: 586
﴿إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ ﴾ [الأعلى: 7]
كلُّ ما أوتيتَه من مواهبَ وقدرات، إنما هو من فضل الله تعالى عليك، ولو شاء سبحانه لحرمك منه، فاستجلِب بقاءه بدوام شُكره.
سورة: الأعلى - آية: 7  - جزء: 30 - صفحة: 591


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


غزوة بني النضير الاعتبار بالأمم السابقة خير الفاصلين بديع السماوات والأرض العجب بالنفس عقاب المفسدين النصب والاحتيال اسم الله الملك المشاركة يوم الحشر


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, December 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب