لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما

حديث: لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما

عن عطاء بن يسار قال: جاء رجل فوقع في عليّ وفي عمار ﵄ عند عائشة، فقالت: أما عليّ فلست قائلة لك فيه شيئًا، وأمّا عمار فإني سمعتُ رسول الله يقول: «لا يخير بين أمرين إِلَّا اختار أرشدهما».

صحيح: رواه الترمذيّ (٣٧٩٩)، وابن ماجة (١٤٨)، وأحمد (٢٤٨٢٠)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٣٨٨) كلّهم من طرق، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهما، عن عطاء بن يسار أن رجلاً جاء إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فوقع في علي بن أبي طالب وفي عمار بن ياسر رضي الله عنهما، فقالت له: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئًا، وأما عمار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما».

شرح المفردات:

● وقع في: أي اغتابهما أو ذمهما وعابهما.
● علي: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره، وأحد الخلفاء الراشدين.
● عمار: هو عمار بن ياسر رضي الله عنه، من السابقين إلى الإسلام، وأحد العبادلة الأربعة.
● لا يخير بين أمرين: أي إذا وُضع بين خيارين أو طريقين.
● أرشدهما: أي أهداهما وأصوبهما، من الرشد وهو الصلاح والاستقامة.

شرح الحديث:

يخبر عطاء بن يسار أن رجلاً جاء إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فبدأ يذكر عليًا وعمارًا رضي الله عنهما بسوء، أي يغتابهما أو ينتقص من قدرهما. فأجابته أم المؤمنين بحكمة وعدل، حيث امتنعت عن الرد على كلامه في علي رضي الله عنه، ربما لشدة مكانته أو لعدم رغبتها في الخوض في مثل هذا، ثم استشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في حق عمار رضي الله عنه، حيث أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما»، أي أن عمارًا رضي الله عنه إذا وُضع بين خيارين فإنه دائمًا يختار أهداهما وأصوبهما، مما يدل على فقهه وورعه وتقواه.

الدروس المستفادة:

1- الدفاع عن الصحابة: يجب الدفاع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم السكوت عن من يطعن فيهم، كما فعلت عائشة رضي الله عنها.
2- الحكمة في الرد: ينبغي للمسلم أن يكون حكيمًا في رده على المخالف، فلا يندفع برد غير مدروس، بل يختار الأسلوب المناسب.
3- فضل عمار بن ياسر: الحديث يشير إلى فضل عمار رضي الله عنه ورشده وحكمته في اختياره بين الأمور.
4- التثبت في نقل الكلام: عدم الخوض في أمور لا يُعلم صحتها، كما امتنعت عائشة رضي الله عنها عن الرد في شأن علي رضي الله عنه.
5- الاقتداء بالصالحين: ينبغي للمسلم أن يقتدي بمن كان رشيدًا في اختياراته، كعمار رضي الله عنه.

معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر مكانة عمار بن ياسر رضي الله عنه، وهو من الصحابة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة.
- عائشة رضي الله عنها كانت من أفقه الصحابة، وردها على الرجل يدل على حكمتها وعلمها.
- الحديث يدل على أن المسلم يجب أن يكون رشيدًا في خياراته، يختار دائمًا ما هو أقرب إلى الصواب والهداية.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يختارون الرشد في أمورهم، ويوفقنا للاقتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٧٩٩)، وابن ماجة (١٤٨)، وأحمد (٢٤٨٢٠)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٣٨٨) كلّهم من طرق، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار قال: فذكره. وإسناده صحيح. والسياق لأحمد.
وأمّا ما رُوي عن الأشتر قال: كان بين عمار وبين خالد بن الوليد كلام، فشكاه عمار إلى رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «إنَّه من يعاد عمارا يعاده الله عز وجل، ومن يبغضه يبغضه الله عز وجل، ومن يسبه يسبه الله عز وجل». فقال سلمة: هذا أو نحوه.
فمع جودة إسناده في متنه نكارة، فإن السب لا ينسب إلى الله عز وجل فإن فيه ناقصا والله منزه من النقص.
رواه أحمد (١٦٨٢١)، وأبو داود الطيالسي (١٢٥٢) كلاهما من طريق شعبة، عن سلمة بن كهيل، سمعت محمد بن عبد الرحمن يحدث عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأشتر قال: فذكره.
وصورة الإسناد مرسل إِلَّا أنه قد ورد من طريق شعبة موصولًا.
فقد رواه النسائيّ (٨٢١٢)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٣٩٠، ٣٨٩) كلاهما من طرق، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، سمعت محمد بن عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن أبيه، عن الأشتر، عن خالد بن الوليد قال: قال رسول الله ﷺ: «من يعاد عمارا يعاده الله، ومن يسب عمارًا يسبه الله».
والأشتر اسمه: مالك بن الحارث النخعي.
وأمّا ما رواه أحمد (١٦٨١٤)، والنسائي في الكبرى (٨٢١١)، وابن حبَّان (٧٠٨١)، والحاكم (٣/ ٣٩٠) كلّهم من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة، عن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام، فأغلظت له في القول، فانطلق عمار يشكوني إلى النَّبِيّ ﷺ، فجاء خالد وهو يشكوه إلى النَّبِيّ ﷺ، قال: فجعل يغلظ له ولا يزيده إِلَّا غلظة، والنبي ﷺ ساكت لا يتكلم، فبكى عمار وقال: يا رسول الله، ألا تراه؟ فرفع رسول الله ﷺ رأسه وقال: «من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله». قال خالد: فخرجت، فما كان شيء أحب إلي من رضا عمار، فلقيته فرضي. فهو معلول.
فقد سئل أبو حاتم وأبو زرعة عن حديث العوام هذا فقالا: «أسقط العوام من هذا الإسناد عدة ورواه شعبة، عن سلمة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن الأشتر» انظر: علل الحديث (٢٥٨٨).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 483 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما

📜 حديث: لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية