حديث: من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حفظ العلم والحث على نشره

عن أبي هريرة قال: إنّ النّاس يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب اللَّه ما حدَّثْتُ حديثًا، ثم يتلو: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ إلى قوله: ﴿الرَّحِيمُ﴾ [سورة البقرة: ١٥٩ - ١٦٠]، إنّ إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصّفق بالأسواق، وإنّ إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإنّ أبا هريرة كان يلزم رسول اللَّه ﷺ بشبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون.
وزاد في رواية: فقال رسول اللَّه ﷺ: «من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني»، فبسطتُ ثوبي حتّى قضى حديثه، ثم ضممتُه إليَّ فما نسيتُ شيئًا سمعتُه منه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (١١٨)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٢) كلاهما من طرق عن الزّهريّ، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

عن أبي هريرة قال: إنّ النّاس يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب اللَّه ما حدَّثْتُ حديثًا، ثم يتلو: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ إلى قوله: ﴿الرَّحِيمُ﴾ [سورة البقرة: ١٥٩ - ١٦٠]، إنّ إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصّفق بالأسواق، وإنّ إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإنّ أبا هريرة كان يلزم رسول اللَّه ﷺ بشبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون.
وزاد في رواية: فقال رسول اللَّه ﷺ: «من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني»، فبسطتُ ثوبي حتّى قضى حديثه، ثم ضممتُه إليَّ فما نسيتُ شيئًا سمعتُه منه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


يخبر أبو هريرة رضي الله عنه أن الناس يقولون: "أكثر أبو هريرة" (أي يكثر رواية الحديث)، فيرد عليهم بأنه لولا آيتان في كتاب الله ما حدث حديثًا، ثم يتلو قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159-160].
ثم يوضح سبب كثرة روايته مقارنة بغيره من الصحابة، فيقول: إن إخوانه من المهاجرين كان يشغلهم التجارة في الأسواق، وإن إخوانه من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم (أي الزراعة والتجارة)، أما هو فكان يلزم النبي صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه (أي لا يشغله طلب الرزق)، فيحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون.
وفي رواية أخرى يضيف: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني"، فبسط ثوبه حتى انتهى النبي من حديثه، ثم جمعه إليه، فلم ينس شيئًا سمعه منه بعد ذلك.


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● أكثر أبو هريرة: أي أكثر رواية للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
● الصفق بالأسواق: يعني البيع والشراء والتجارة.
● العمل في أموالهم: المراد الزراعة وخدمة الأرض والتجارة.
● يلزم رسول الله ﷺ بشبع بطنه: أي كان ملازمًا للنبي صلى الله عليه وسلم دون انشغال بطلب الرزق، لأنه كان من أهل الصفة (الفقراء الذين كانوا يقيمون في المسجد).
● يبسط ثوبه: أي ينشر رداءه ليحفظ فيه الحديث.
● ضممته إليَّ: جمعه ولفه حوله.


# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يشير أبو هريرة رضي الله عنه إلى أن سبب كثرة روايته للحديث هو ملازمته الدائمة للنبي صلى الله عليه وسلم، بخلاف غيره من الصحابة الذين كانوا منشغلين بتدبير أمور معاشهم من تجارة وزراعة.
كما يبين أن دوافعه في رواية الحديث ليست حبًا للاشتهار أو الكثرة، بل الخوف من كتمان العلم الذي حذر الله منه في الآيتين الكريمتين.
وفي الرواية الثانية، يذكر فضل الله عليه بأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بالحفظ عندما بسط ثوبه، فحفظ الحديث ولم ينسه.


# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● تحذير شديد من كتمان العلم الشرعي: فالآيتان اللتان ذكرهما أبو هريرة توعدان من يكتم العلم باللعنة من الله والملائكة والناس أجمعين، إلا من تاب وبين.
● فضل ملازمة العلماء ودروس العلم: فقد حصل لأبي هريرة من العلم الكثير بسبب ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم وعدم انشغاله الدنيوي.
● إثبات كرامات الأولياء ودعوات النبي صلى الله عليه وسلم: فإن دعوته لأبي هريرة بالحفظ كانت سببًا في حفظه للحديث.
● رد على من طعن في أبي هريرة بكثرة روايته: فهو يبين أن سبب ذلك هو ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم، ودعوة النبي له بالحفظ.
● بيان فضل الصحابة وتفاضلهم: فكلٌ له فضله بحسب عمله وتقربه إلى الله، وأبو هريرة كان من أكثر الصحابة رواية للحديث بسبب تفرغه للعلم.


# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- أبو هريرة رضي الله عنه هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، أسلم سنة 7 هـ، وكان من أكثر الصحابة رواية للحديث، حيث روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من 5000 حديث.
- الآيتان اللتان استشهد بهما من سورة البقرة تدلان على وجوب تبليغ العلم وعدم كتمانه، وأن التوبة مقبولة لمن كتم ثم تاب وبين.
- قصة بسط الثوب وردت في صحيح البخاري ومسلم، وهي من خصائص أبي هريرة في الحفظ، وقد قبل العلماء روايته لصدقه ودعاء النبي له.
- هذا الحديث يدل على أن أبا هريرة كان متفرغًا للعلم، بخلاف غيره من الصحابة الذين كانوا يعملون للتكسب، مما أتاح له فرصة سماع وحفظ أحاديث أكثر.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العلم (١١٨)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٢) كلاهما من طرق عن الزّهريّ، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
والرواية الثانية رواها البخاريّ في الحرث والمزارعة (٢٣٥٠)، ومسلم من وجه آخر عن أبي هريرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 70 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني

  • 📜 حديث: من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب