حديث: إذن النبي لعبد الله بن عمرو أن يكتب عنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في جواز كتابة العلم

عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: كنتُ أكتبُ كلَّ شيءٍ أسمعه من رسول اللَّه ﷺ أريدُ حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: لا تكتبْ كلَّ شيءٍ تسمعه من رسول اللَّه ﷺ، ورسول اللَّه ﷺ بشر يتكلّم في الغضب والرِّضا، فأمسكتُ عن الكتاب، فذكرتُ
ذلك لرسول اللَّه ﷺ، فأومأ بإصبعه إلى فيه، فقال: «اكتبْ، فوالذي نفسي بيده ما يخرجُ منه إلّا حقّ».

صحيح: رواه أبو داود (٣٦٤١) عن مسدّد وأبي بكر بن أبي شيبة، قالا: حدّثنا يحيى، عن عبيد اللَّه بن الأخنس، عن الوليد بن عبد اللَّه بن أبي مغيث، عن يوسف بن ماهك، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال (فذكره).

عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: كنتُ أكتبُ كلَّ شيءٍ أسمعه من رسول اللَّه ﷺ أريدُ حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: لا تكتبْ كلَّ شيءٍ تسمعه من رسول اللَّه ﷺ، ورسول اللَّه ﷺ بشر يتكلّم في الغضب والرِّضا، فأمسكتُ عن الكتاب، فذكرتُ
ذلك لرسول اللَّه ﷺ، فأومأ بإصبعه إلى فيه، فقال: «اكتبْ، فوالذي نفسي بيده ما يخرجُ منه إلّا حقّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الناتج عن رواية الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: كنتُ أكتبُ كلَّ شيءٍ أسمعه من رسول اللَّه ﷺ أريدُ حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: لا تكتبْ كلَّ شيءٍ تسمعه من رسول اللَّه ﷺ، ورسول اللَّه ﷺ بشر يتكلّم في الغضب والرِّضا، فأمسكتُ عن الكتاب، فذكرتُ ذلك لرسول اللَّه ﷺ، فأومأ بإصبعه إلى فيه، فقال: «اكتبْ، فوالذي نفسي بيده ما يخرجُ منه إلّا حقّ».
[أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وصححه الألباني]


الشرح الوافي:



# 1. شرح المفردات:


● أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ: أسجل وأدون جميع ما أسمعه.
● نَهَتْنِي قُرَيْش: منعوني وزجروني عن ذلك.
● بَشَرٌ: إنسان، يشيرون إلى أنه قد يتكلم أحيانًا بكلامٍ من شأن البشر العاديين في حالات الغضب أو الرضا.
● فَأمْسَكْتُ عَنِ الكِتَاب: توقفت عن الكتابة والتدوين.
● أَوْمَأَ بِإِصْبِعِهِ إِلَى فِيهِ: أشار بإصبعه إلى فمه الشريف.
● مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقّ: لا ينطق إلا بالصدق والحق الذي يوحي به الله تعالى.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما حريصًا على حفظ سنة النبي ﷺ، فكان يدوّن كل ما يسمعه منه مباشرة خشية النسيان. إلا أن بعض الناس من قريش (وهم من كبار الصحابة أو أشراف القوم) أنكروا عليه ذلك، وخشوا أن يكتب كلامًا قد يصدر من النبي ﷺ في حالات الغضب أو الرضا الذي قد يُفهم على غير وجهه، أو أنه كلام عادي ليس تشريعًا ملزمًا. فامتنع عبد الله عن الكتابة احترامًا لرأيهم، ثم عرض الأمر على النبي ﷺ نفسه، فأذن له بالكتابة وأكد له أن كل ما ينطق به هو حق ووحي من الله تعالى، ولا يصدر منه إلا الصواب.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● حرص الصحابة على السنة: يظهر من فعل عبد الله بن عمرو حرص الصحابة الكبير على حفظ سنة النبي ﷺ ونقلها بدقة.
● الاستيثاق في نقل الدين: لم يكتفِ عبد الله برأي الناس، بل رجع إلى النبي ﷺ ليستفهم منه مباشرة، مما يدل على أهمية التثبت في أمور الدين.
● عصمة النبي ﷺ في التبليغ: الحديث دليل على أن النبي ﷺ معصوم في تبليغ الوحي وما يتعلق بالدين، فلا ينطق عن الهوى، وإن كان بشرًا يتأثر بحالاته النفسية كالغضب والرضا، إلا أن الله يصون لسانه عن الخطأ في الشرع.
● مشروعية كتابة العلم: الحديث أصل في جواز كتابة العلم والسنة النبوية، خلافًا لمن كان يرى المنع من الكتابة في الصدر الأول خشية اختلاطها بالقرآن.
● الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينبغي أن يكون بعلم: قريش نهَت عبد الله بن عمرو عن الكتابة بدافع الحرص، لكنهم لم يكونوا على صواب في هذا النهي، مما يدل على أن النصيحة يجب أن تكون مبنية على علم صحيح.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة القوية على أن السنة النبوية كلها وحي من الله تعالى، كما قال الله عز وجل: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ} [النجم: 3-4].
- عبد الله بن عمرو كان من أكثر الصحابة تدوينًا للحديث، وقد جمع صحيفة عرفت باسم "الصحيفة الصادقة" كانت مرجعًا مهمًا للعلماء.
- استمر الخلاف بين الصحابة في كتابة الحديث حتى جاء عمر بن عبد العزيز رحمه الله فأمر بتدوين السنة خوفًا من ضياعها.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في السنة، ويجعلنا من المتبعين لرسوله ﷺ، والمتمسكين بسنته، إنه سميع مجيب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٤١) عن مسدّد وأبي بكر بن أبي شيبة، قالا: حدّثنا يحيى، عن عبيد اللَّه بن الأخنس، عن الوليد بن عبد اللَّه بن أبي مغيث، عن يوسف بن ماهك، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال (فذكره).
قال أبو داود: حدّثنا مؤمّل بن الفضل، حدّثنا الوليد، قال: قلت لأبي عمرو.
وإسناده صحيح، ويحيى هو ابن سعيد القطّان، وعنه رواه الإمام أحمد (٦٥١٠)، والحاكم (١/ ١٠٥ - ١٠٦) وقال: «رواة هذا الحديث قد احتجّا بهم عن آخرهم غير الوليد هذا، وأظنه الوليد بن أبي الوليد الشّاميّ، فإنه الوليد بن عبد اللَّه، وقد غلبت على أبيه الكنية، فإن كان كذلك فقد احتجّ به مسلم» انتهى.
وقال الذهبيّ في «تلخيصه»: «إن كان الوليد هو ابن أبي الوليد الشّامي فهو على شرط مسلم».
قال الأعظمي: كذا قالا، والصّحيح أنه الوليد بن عبد اللَّه بن أبي مغيث العبدريّ مولاهم المكيّ كما ساق نسبه أبو داود، ومن رواته ورواة ابن ماجه غير أنه ثقة، وثّقه ابنُ معين وغيره.
وأمّا الوليد بن أبي الوليد الشّاميّ فلا يوجد من يسمّي بهذا الاسم فضلا عن أن يكون من رواة مسلم، والذي روى له مسلم هو الوليد بن أبي الوليد المدني لا الشّاميّ كما قال الحاكم، إلّا أن يكون أحد الرواة نسبه إلى الشّام خطأ، واسم أبيه عثمان لا عبد اللَّه.
والحديث المذكور أخرجه الحاكم (١٠٤ - ١٠٥) أيضًا من وجهين آخرين عن ليث بن سعد المصريّ، حدّثني خالد بن يزيد، عن عبد الواحد بن قيس، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكر نحوه غير أنّ النبيّ ﷺ أشار إلى شفتيه فقال: «والذي نفسي بيده! ما يخرج مما بينهما إلّا حقّ فاكتبْ».
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، أصل في نسخ الحديث عن رسول اللَّه ﷺ، ولم يخرجاه، وقد احتجا بجميع رواته إلّا عبد الواحد بن قيس وهو شيخ من أهل الشّام، وابنه عمر بن عبد الواحد الدّمشقيّ أحد أئمّة الحديث».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 67 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذن النبي لعبد الله بن عمرو أن يكتب عنه

  • 📜 حديث: إذن النبي لعبد الله بن عمرو أن يكتب عنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذن النبي لعبد الله بن عمرو أن يكتب عنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذن النبي لعبد الله بن عمرو أن يكتب عنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذن النبي لعبد الله بن عمرو أن يكتب عنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب