حديث: علي أصب من هذا فهو أنفع لك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الحِمْية

عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت: دخل على رسول الله ﷺ ومعه عليٌّ، وعليٌّ ناقِهٌ، ولنا دوالى معلقة، فقام رسول الله ﷺ يأكل منها، وقام عليٌّ ليأكل فطفق رسول الله ﷺ يقول لعلي: «مَهْ إنك ناقِهٌ». حتى كفَّ عليٌّ قالت: وصنعت شعيرا وسلقا، فجئت به فقال رسول الله ﷺ: «يا علي أصِبْ من هذا فهو أنفع لك».

حسن: رواه أبو داود (٣٨٥٦)، والترمذي (٢٠٣٧ م)، وابن ماجه (٣٤٤٢٩)، وأحمد (٢٧٠٥١ - ٢٧٠٥٣)، والحاكم (٤/ ٢٠٤) كلهم من طرق، عن فليح بن سليمان، عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة، عن يعقوب بن أبي يعقوب، عن أم المنذر بنت قيس فذكرته.

عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت: دخل على رسول الله ﷺ ومعه عليٌّ، وعليٌّ ناقِهٌ، ولنا دوالى معلقة، فقام رسول الله ﷺ يأكل منها، وقام عليٌّ ليأكل فطفق رسول الله ﷺ يقول لعلي: «مَهْ إنك ناقِهٌ». حتى كفَّ عليٌّ قالت: وصنعت شعيرا وسلقا، فجئت به فقال رسول الله ﷺ: «يا علي أصِبْ من هذا فهو أنفع لك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النصي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت: دخل على رسول الله ﷺ ومعه عليٌّ، وعليٌّ ناقِهٌ، ولنا دوالى معلقة، فقام رسول الله ﷺ يأكل منها، وقام عليٌّ ليأكل فطفق رسول الله ﷺ يقول لعلي: «مَهْ إنك ناقِهٌ». حتى كفَّ عليٌّ قالت: وصنعت شعيرا وسلقا، فجئت به فقال رسول الله ﷺ: «يا علي أصِبْ من هذا فهو أنفع لك».


1. شرح المفردات:


● ناقهٌ: الناقه هو الشخص الذي بدأ في التعافي من المرض ولكنه لم يستعد قوته الكاملة بعد. فهو في مرحلة النقاهة، حيث يكون ضعيف البنية، ولا يتحمل الطعام الثقيل.
● دوالى: جمع دالية، وهي أعناب العنب المعلقة أو المتدلية من السقف.
● مَهْ: كلمة زجرية تقال لردع شخص عن فعل شيء، وتعني: كفّ، اترك، توقف.
● طفق: شرع وبدأ وأخذ في الفعل.
● كفَّ: امتنع وتوقف عن الأكل.
● سلقا: نوع من الخضروات الورقية المعروفة، وهو السلق، وهو خفيف على المعدة.


2. شرح الحديث:


يدخل النبي ﷺ ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أم المنذر الأنصارية، وكان علي رضي الله عنه في حالة نقاهة بعد مرض ألمَّ به، فلم تكن قوته قد عادت إليه بالكامل. وكان في بيتها عناقيد عنب معلقة (دوالى)، فقام النبي ﷺ يأكل منها، وأراد علي أن يأكل معه، فجعل النبي ﷺ يردعه عن أكل العنب قائلاً له: "مَهْ" أي كفّ وتوقف، لأنك لا تزال ناقهاً ضعيفاً، ولا يناسبك هذا الطعام الآن.
فلما امتنع علي عن الأكل، صنعت أم المنذر طعامًا خفيفًا من الشعير والسلق، وهو طعام مناسب للمريض والناقه، فأمره النبي ﷺ أن يأكل منه لأنه أنفع له في حالته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الرحمة والشفقة: يظهر الحديث رحمة النبي ﷺ بأصحابه واهتمامه بهم، حتى في الأمور الدقيقة مثل نوع الطعام المناسب للصحة.
2- الحكمة في التغذية: الحديث يدل على أهمية اختيار الطعام المناسب لكل حالة صحية. فالناقه يحتاج إلى طعام خفيف سهل الهضم، لا إلى طعام ثقيل كالعنب الذي قد يضره.
3- الرعاية الصحية: النبي ﷺ كان يوجه أصحابه إلى ما ينفعهم صحياً، مما يدل على أن الإسلام يهتم بالصحة والوقاية.
4- التوجيه النبوي اللطيف: لم يزجره النبي ﷺ زجراً قاسياً، بل نهاه بلطف بقوله "مَهْ"، مما يدل على أدب التوجيه وحسن المعاملة.
5- الاهتمام بالضيف: أم المنذر رضي الله عنها قامت بصنع الطعام المناسب للضيف الناقه، مما يدل على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن.
- النقاهة مرحلة مهمة في التعافي، ويجب فيها الاعتدال في الطعام والشراب حتى لا يعود المرض.
- الشعير والسلق من الأطعمة الخفيفة والمفيدة للمرضى، وكانت معروفة في الطب النبوي.
- الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان خبيراً بما ينفع الناس في أمور دينهم ودنياهم.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاتباع الكامل لسنة نبيه ﷺ في كل كبير وصغير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٨٥٦)، والترمذي (٢٠٣٧ م)، وابن ماجه (٣٤٤٢٩)، وأحمد (٢٧٠٥١ - ٢٧٠٥٣)، والحاكم (٤/ ٢٠٤) كلهم من طرق، عن فليح بن سليمان، عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة، عن يعقوب بن أبي يعقوب، عن أم المنذر بنت قيس فذكرته.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإن فليح بن سليمان مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، ويعقوب بن أبي يعقوب وأيوب بن عبد الرحمن صدوقان.
ورواه الترمذي (٢٠٣٧) من طريق فليح بن سليمان، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، عن يعقوب بن أبي يعقوب، عن أم المنذر فذكرت نحوه.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح».
وقوله: «ناقه» نَقِهَ المريضُ إذا برأ وأفاق، وكان قريب العهد بالمرض لم يرجع إليه كمال صحته وقوته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: علي أصب من هذا فهو أنفع لك

  • 📜 حديث: علي أصب من هذا فهو أنفع لك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: علي أصب من هذا فهو أنفع لك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: علي أصب من هذا فهو أنفع لك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: علي أصب من هذا فهو أنفع لك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب