ثلاث إن كان في شيء شفاء: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية

حديث: ثلاث إن كان في شيء شفاء: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية

عن عقبة بن عامر الجهني، قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاثا إن كان في شيء شفاء: ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية تصيب ألما، وأنا أكره الكي ولا أحبه».

حسن: رواه أحمد (١٧٣١٥)، وأبو يعلى في مسنده (١٧٦٥)، والطبراني في الأوسط (٩٣٣٥)، وفي الكبير (١٧/ ٢٨٨ - ٢٨٩) كلهم من حديث عبد الله بن الوليد، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر الجهني قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
«ثَلَاثٌ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ: فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شُرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ تُصِيبُ أَلَمًا، وَأَنَا أَكْرَهُ الْكَيَّ وَلَا أُحِبُّهُ».

1. شرح المفردات:

● ثَلَاثٌ: ثلاثة أشياء.
● إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ: إذا كان هناك دواء أو علاج ناجع.
● شَرْطَةِ مِحْجَمٍ: الشَرْطة هي الجرح أو الخدش بالسكين، والمِحْجَم هو الآلة التي يُحجم بها (كأس يستخدم في الحجامة).
● شُرْبَةِ عَسَلٍ: جرعة من العسل يشربها المريض.
● كَيَّةٍ تُصِيبُ أَلَمًا: الكيّة هي الكي بالنار، أي حرق موضع الألم أو الداء بالنار لعلاجه.
● وَأَنَا أَكْرَهُ الْكَيَّ وَلَا أُحِبُّهُ: بيان لكراهية النبي ﷺ للكي كطريقة علاج.

2. شرح الحديث:

يذكر النبي ﷺ في هذا الحديث ثلاثة أنواع من العلاجات التي قد تكون فيها شفاء من الأمراض، مع التنبيه على كراهيته لأحدها وهو الكي.
● الحجامة (شرطة محجم): وهي علاج قديم ثبتت فوائده طبياً، حيث يُخرج الدم الفاسد من الجسم، وقد أثبت العلم الحديث فوائده في تنقية الدم وتنشيط الدورة الدموية.
● العسل (شربة عسل): العسل من الأغذية الشافية التي ذكرها الله في القرآن: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69]. وهو مضاد حيوي طبيعي، ومفيد للجهاز الهضمي والمناعة.
● الكي (كية تصيب ألما): وهو علاج كان معروفًا عند العرب، حيث يُكوى موضع الألم بالنار لوقف النزيف أو لعلاج بعض الأمراض، لكن النبي ﷺ كرهه لأنه مؤلم وقد لا يكون ضروريًا مع وجود بدائل.

3. الدروس المستفادة:

1- الإيمان بالعلاج والأخذ بالأسباب: الإسلام يحث على التداوي، كما في الحديث: «تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً» (رواه الترمذي).
2- الحكمة في اختيار العلاج: النبي ﷺ يرشد إلى العلاجات النافعة، ويحذر مما قد يكون ضارًا أو مؤلمًا بغير ضرورة.
3- كراهية الكي إلا للضرورة: الكي كان علاجًا شائعًا، لكن النبي ﷺ كرهه لأنه مؤلم وقد يؤدي إلى مضاعفات، فلا يُلجأ إليه إلا عند الحاجة القصوى.
4- التوازن بين الطب النبوي والطب الحديث: ينبغي الجمع بين الوحي والعلم، فما ذكره النبي ﷺ من علاجات له أساس علمي، لكن لا يعني ذلك إهمال الطب الحديث.
5- التيسير على المرضى وعدم تحميلهم المشاق: كراهية الكي تدل على رحمة النبي ﷺ بأمته وحرصه على تخفيف الألم عنهم.

4. معلومات إضافية:

● الحجامة: سنة نبوية، وكان النبي ﷺ يحتجم ويحث عليها، وهي مفيدة لأمراض الدم والآلام.
● العسل: من أفضل الأغذية العلاجية، وينبغي اختيار النوع الطبيعي غير المغشوش.
● الكي: ذكره النبي ﷺ هنا للإشارة إلى أنه قد يكون شفاء في بعض الحالات، لكنه كرهه لكونه آخر العلاج، فلا يُستخدم إلا عند تعذر البدائل.
● العلاج النبوي: ليس بديلاً عن الطب الحديث، بل هو جزء من المنهج الإسلامي الذي يجمع بين الدين والعلم.

الخلاصة:

الحديث يدعو إلى الأخذ بالعلاجات النافعة كالحجامة والعسل، مع الحذر من العلاجات المؤلمة مثل الكي إلا عند الضرورة، مما يعكس توازن الشريعة بين الأخذ بالأسباب والرحمة بالمرضى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٣١٥)، وأبو يعلى في مسنده (١٧٦٥)، والطبراني في الأوسط (٩٣٣٥)، وفي الكبير (١٧/ ٢٨٨ - ٢٨٩) كلهم من حديث عبد الله بن الوليد، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر الجهني قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن الوليد التجيبي وثقه ابن حبان وضعّفه الدارقطني غير أنه يُحسّن حديثه إذا كان له أصل، ولم يأت بما ينكر عليه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 21 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاث إن كان في شيء شفاء: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية

📜 حديث: ثلاث إن كان في شيء شفاء: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ثلاث إن كان في شيء شفاء: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ثلاث إن كان في شيء شفاء: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ثلاث إن كان في شيء شفاء: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية