إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا

حديث: إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء، فتداووا»

حسن: رواه أحمد (١٢٥٩٦)، وابن أبي شيبة (٢٣٨٨١)، وأبو نعيم في الطب النبوي (٤٩) كلهم من حديث يونس بن محمد (هو المؤدب)، عن حرب بن ميمون قال: سمعت عمران العمي قال: سمعت أنسا يقول فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء، فتداووا»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في الأدب المفرد، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني، فيه من الفوائد والعبر ما ينبغي الوقوف عنده، وإليك شرحه الوافي:

أولاً. شرح المفردات:

● الداء: المرض والعلة التي تصيب البدن.
● الدواء: العلاج والشفاء الذي يُزال به المرض.
● فَتَدَاوَوْا: أمر من الرسول ﷺ بالأخذ بأسباب العلاج والاستشفاء.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم أن الله تعالى حين خلق الأمراض والأسقام، خلق معها الأدوية والعلاجات التي تشفي منها، ثم يأمرنا ﷺ بأن نتداوى، أي أن نأخذ بالأسباب المشروعة للعلاج.
وهذا من تمام حكمة الله تعالى ورحمته بعباده، فلم يخلق داءً إلا وجعل له دواء، سواء عرفه الناس أم لم يعرفوه، كما في الحديث الآخر: «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء» (رواه البخاري).
وقوله ﷺ: «فَتَدَاوَوْا» أمر بالأخذ بالأسباب، وهو يؤكد على مبدأ التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، فلا تعارض بين التوكل على الله والتداوي، بل هما متلازمان، فالمسلم يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:

1- إثبات حكمة الله تعالى: فخلق الداء والدواء يدل على حكمة الله البالغة، حيث جعل لكل داء دواء.
2- الأمر بالأخذ بالأسباب: فالإسلام يدعو إلى الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية، والتداوي من الأمور المادية التي أمر بها الشرع.
3- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: فالتداوي لا ينافي التوكل، بل هو من تمامه، كما قال النبي ﷺ: «اعقلها وتوكل» (رواه الترمذي وحسنه).
4- البحث عن الأدوية والعلاجات: يحث الحديث العلماء والباحثين على السعي لاكتشاف الأدوية لكل داء، وهذا من التعاون على البر والتقوى.
5- الرد على من يحرم التداوي: يرد الحديث على من يظن أن التداوي ينافي القدر أو التوكل، بل هو سنة نبوية وأمر شرعي.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في باب الطب النبوي، الذي جمع بين العلاج المادي والروحي.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على التداوي بالطرق المشروعة، ويجتنب العلاجات المحرمة كالتي فيها شرك أو سحر أو مخدرات.
- من الأدعية المأثورة في العلاج: «أذهب البأس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً» (متفق عليه).
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٥٩٦)، وابن أبي شيبة (٢٣٨٨١)، وأبو نعيم في الطب النبوي (٤٩) كلهم من حديث يونس بن محمد (هو المؤدب)، عن حرب بن ميمون قال: سمعت عمران العمي قال: سمعت أنسا يقول فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمران العمي وهو ابن قدامة البصري لا بأس به قليل الحديث، مترجم في الجرح والتعديل (٦/ ٣٠٣)، ولم يترجم في التعجيل مع أنه على شرطه، وفيه أيضا حرب بن ميمون وهو الأكبر حسن الحديث.
هذا الحديث يفسِّرُ قوله ﷺ: «ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً» أي ما خلق الله داءً إلا خلق له دواءً.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 7 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا

📜 حديث: إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية