حديث: شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الشفاء في ثلاث: الحجامة، والعسل، والكي ّ

عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: جاءنا جابر بن عبد الله في أهلنا ورجل يشتكي خُراجًا به أو جِراحًا فقال: ما تشتكي؟ قال: خُراج بي قد شق علي فقال: يا غلام ائتني بحجام فقال له: ما تصنع بالحجام يا أبا عبد الله؟ قال: أريد أن أعلق فيه محجما قال: والله! إن الذباب ليصيبني أو يصيبني الثوب فيؤذيني ويشق علي، فلما رأى تبرمه من ذلك قال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بار». قال رسول الله ﷺ «وما أحب أن أكتوي». قال: فجاء بحجام فشرطه فذهب عنه ما يجد.

متفق عليه: رواه مسلم في السلام (٢٢٠٥: ٧١) عن نصر بن علي الجهضمي، ثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن سليمان، عن عاصم بن عمر بن قتادة فذكره.

عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: جاءنا جابر بن عبد الله في أهلنا ورجل يشتكي خُراجًا به أو جِراحًا فقال: ما تشتكي؟ قال: خُراج بي قد شق علي فقال: يا غلام ائتني بحجام فقال له: ما تصنع بالحجام يا أبا عبد الله؟ قال: أريد أن أعلق فيه محجما قال: والله! إن الذباب ليصيبني أو يصيبني الثوب فيؤذيني ويشق علي، فلما رأى تبرمه من ذلك قال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بار». قال رسول الله ﷺ «وما أحب أن أكتوي». قال: فجاء بحجام فشرطه فذهب عنه ما يجد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

الحديث:


عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: جاءنا جابر بن عبد الله في أهلنا ورجل يشتكي خُراجًا به أو جِراحًا فقال: ما تشتكي؟ قال: خُراج بي قد شق علي فقال: يا غلام ائتني بحجام فقال له: ما تصنع بالحجام يا أبا عبد الله؟ قال: أريد أن أعلق فيه محجما قال: والله! إن الذباب ليصيبني أو يصيبني الثوب فيؤذيني ويشق علي، فلما رأى تبرمه من ذلك قال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بار». قال رسول الله ﷺ «وما أحب أن أكتوي». قال: فجاء بحجام فشرطه فذهب عنه ما يجد.


1. شرح المفردات:


● خُراج: دمل أو التهاب يظهر في الجسد ويسبب ألماً شديداً.
● شق علي: ثقل عليه وأصابه بالتعب والمعاناة.
● حجام: الشخص المختص بعمل الحجامة.
● أعلق فيه محجماً: أستخدم المحجمة (آلة الحجامة) لسحب الدم الفاسد.
● تبرمه: انزعاجه وتضجره من الألم.
● شرطة محجم: incision of a cupper، أي الشق الذي يحدثه الحجام بآلته لسحب الدم.
● شربة عسل: جرعة من العسل يشربها المريض.
● لذعة بار: الكي بالنار، ولكن هنا المقصود الكي البارد أو العلاج الموضعي الخفيف (وقيل: هو علاج بحجر يسخن ويوضع على الجرح).
● أكتوي: أتعالج بالكي بالنار.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه زار رجلاً يعاني من خراج (دمل مؤلم) في جسده، فلما رآه متألماً جداً، أمر غلامه أن يحضر حجاماً. تعجب الرجل وسأل جابراً: لماذا تريد الحجام؟ فأخبره جابر أنه يريد أن يعالجه بالحجامة، فاعترض الرجل قائلاً: إن مجرد لمس الذباب أو الثوب للخراج يؤلمني، فكيف بالحجامة؟!
فلما رأى جابر انزعاجه الشديد، ذكّره بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سمعه منه، حيث بين النبي أن من أفضل العلاجات النافعة:
● شرطة محجم: الحجامة، وهي إخراج الدم الفاسد من الجسم.
● شربة عسل: العسل الذي فيه شفاء للناس كما أخبر الله تعالى.
● لذعة بار: كي خفيف لا يكون مؤذياً مثل الكي الشديد.
ثم أكد النبي صلى الله عليه وسلم أنه شخصياً لا يحب الكي (أي الكي بالنار الشديد)، لكنه لم يحرمه، بل بين أن هذه العلاجات فيها خير كبير.
فاستجاب الرجل، وجاء الحجام وعمل الحجامة على الخراج، فزال الألم فوراً بفضل الله ثم بهذه السنة النبوية.


3. الدروس المستفادة:


1- الحث على التداوي: الحديث يدل على مشروعية التداوي والأخذ بالأسباب، وأن الإسلام يحث على العلاج.
2- فضل هذه العلاجات الثلاث: الحجامة والعسل والكي الخفيف من الأدوية النبوية التي ينبغي للمسلم أن يلتفت إليها.
3- التيسير ورفض الحرج: النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الكي الشديد لا يحبه، مما يدل على مراعاة التيسير وعدم تحميل المريض ما يشق عليه.
4- التجربة العملية للصحابة: جابر رضي الله عنه طبق الحديث عملياً، وهذا دليل على حرص الصحابة على تطبيق سنة النبي ونشرها.
5- الثقة بالوحي: العلاج النبولي ثبت نفعه تجريبياً، كما في قصة الرجل الذي شفي بعد الحجامة.


4. معلومات إضافية:


● الحجامة من العلاجات القديمة التي أثبت العلم الحديث فوائدها في تنقية الدم وتخفيف الألم.
● العسل فيه شفاء كما في قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69].
- لا تعارض بين الطب النبوي والطب الحديث، بل يتكاملان، والأخذ بالأسباب واجب مع التوكل على الله.
أسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين، وأن يعيننا على تطبيق سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢٢٠٥: ٧١) عن نصر بن علي الجهضمي، ثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن سليمان، عن عاصم بن عمر بن قتادة فذكره.
ورواه البخاري في الطب (٥٦٨٣) من طريق عبد الرحمن بن الغسيل به مقتصرا على المرفوع.
وقوله: «رجل يشتكي» هو المقنع بن سنان كما ورد في رواية أخرى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 19 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بار

  • 📜 حديث: شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب