الحجم من خير ما تداوى به الناس

حديث: الحجم من خير ما تداوى به الناس

عن سمرة بن جندب، قال: كنت عند رسول الله ﷺ، فدعا حجاما، فأمره أن يحجمه، فأخرج مَحاجمَ له من قرون، فألزمه إياه، فشرطه بطرف شفرة، فصبَّ الدمَ في إناء عنده، فدخل عليه رجلٌ من بني فزارة، فقال: ما هذا يا رسول الله؟ علامَ تُمَكِّنُ هذا من جلدك يقطعه؟ قال: فسمعت النَّبِيّ ﷺ يقول: «هذا الحجم»، قال: وما الحجم؟ قال: «هو من خير ما تداوى به الناس».

صحيح: رواه أحمد (٢٠١٧٢)، والبزّار -كشف الأستار (١٢١٦)، والطَّبرانيّ في الكبير (٧/ ٢٢٣)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٢٠٨) كلّهم من طريق، عبد الملك بن عمير، عن حصين بن أبي الحُرّ (هو حصين بن مالك بن الخشخاش)، عن سمرة بن جندب فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَدَعَا حَجَّامًا، فَأَمَرَهُ أَنْ يَحْجُمَهُ، فَأَخْرَجَ مَحَاجِمَ لَهُ مِنْ قُرُونٍ، فَأَلْزَمَهَا إِيَّاهُ، فَشَرَطَهُ بِطَرَفِ شَفْرَةٍ، فَصَبَّ الدَّمَ فِي إِنَاءٍ عِنْدَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ عَلَامَ تُمَكِّنُ هَذَا مِنْ جِلْدِكَ يَقْطَعُهُ؟ قَالَ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «هَذَا الْحَجْمُ»، قَالَ: وَمَا الْحَجْمُ؟ قَالَ: «هُوَ مِنْ خَيْرِ مَا تُدَاوَى بِهِ النَّاسُ».
(رواه الطبراني في المعجم الكبير، وهو حسن)

الشرح التفصيلي:

# 1. شرح المفردات:

● حَجَّامًا: الشخص المحترف لفعل الحجامة، وهو الذي يسحب الدم الفاسد من الجسم.
● يَحْجُمَهُ: يعني أن يقوم الحجَّام بعملية الحجامة له.
● مَحَاجِمَ: جمع مِحْجَم، وهي الآلة التي تستخدم في الحجامة، وكانت في ذلك الوقت تُصنع من القرون.
● مِنْ قُرُونٍ: أي من قرون الحيوانات، حيث كانت تُستخدم قديماً كأداة للشفط.
● فَأَلْزَمَهَا إِيَّاهُ: وضعها على جسده الشريف ﷺ وثبتها.
● فَشَرَطَهُ: قام بعمل شَرْط، أي جرح طفيف في الجلد.
● بِطَرَفِ شَفْرَةٍ: باستخدام طرف سكين أو أداة حادة.
● فَصَبَّ الدَّمَ فِي إِنَاءٍ: جمع الدم الذي خرج في وعاء.
● عَلَامَ تُمَكِّنُ هَذَا: لماذا تسمح لهذا الشخص؟
● يَقْطَعُهُ: يشق جلدك.

# 2. شرح الحديث:

يصف سمرة بن جندب رضي الله عنه مشهداً كان فيه حاضراً مع النبي ﷺ، حيث طلب النبي ﷺ من حجّام أن يأتي ويُجري له الحجامة. فأحضر الحجَّام أدواته المصنوعة من قرون الحيوانات، ووضعها على موضع الحجامة في جسد النبي ﷺ، ثم قام بعمل جروح صغيرة بطرف السكين، فخرج الدم الفاسد، فجمعه في إناء.
فلما رأى الرجل الفزاري هذا المنظر، استغرب واستنكر أن يسمح النبي ﷺ لأحد بأن "يقطع" جلده، فسأل مستفهماً. فأجابه النبي ﷺ بأن هذا هو "الحجم"، وعندما سأله الرجل عن ماهيته، بيَّن له النبي ﷺ أن الحجامة من أفضل طرق العلاج التي يتداوى بها الناس.

# 3. الدروس المستفادة منه:

● مشروعية الحجامة: الحديث دليل على جواز الحجامة واستحبابها، بل وفضلها كوسيلة علاجية.
● الرسول ﷺ قدوة في التداوي: فعل النبي ﷺ للحجامة يدل على أنه لا تعارض بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب المباحة للعلاج.
● ردّ الشبهات بالحكمة: عندما استنكر الرجل الفزاري الأمر، لم يغضب النبي ﷺ، بل ردّ عليه بردٍّ علمي حكيم، موضحاً له الفائدة من هذا الفعل.
● الأخذ بالطب النبوي: الحجامة جزء من الطب الذي أوصى به النبي ﷺ، وقد أثبت العلم الحديث فوائدها الكثيرة في تنقية الدم وتخفيف الألم وغير ذلك.
● التواضع والإذعان للحق: النبي ﷺ وهو سيد الخلق، يسمح لشخص بأن يعالجه، مما يدل على تواضعه الجم.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

● مواضع الحجامة: الأفضل أن تكون الحجامة على الكاهل (أعلى الظهر)، وهو الموضع الذي احتجم منه النبي ﷺ.
● وقت الحجامة: وردت أحاديث في استحباب الحجامة في أيام معينة مثل 17، 19، 21 من الشهر الهجري، وهي الأيام التي يكون فيها الدم في أتمّ هيئته.
● الفروق بين الحجامة والفصد: الحجامة لسحب الدم السطحي الفاسد، أما الفصد فهو لإخراج الدم من العروق العميقة.
● الحجامة سنة مؤكدة: وهي من الأمور التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها عند الحاجة، مع التوكل على الله والاعتقاد بأن الشفاء بيده سبحانه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠١٧٢)، والبزّار -كشف الأستار (١٢١٦)، والطَّبرانيّ في الكبير (٧/ ٢٢٣)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٢٠٨) كلّهم من طريق، عبد الملك بن عمير، عن حصين بن أبي الحُرّ (هو حصين بن مالك بن الخشخاش)، عن سمرة بن جندب فذكره. وإسناده صحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحجم من خير ما تداوى به الناس

📜 حديث: الحجم من خير ما تداوى به الناس

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الحجم من خير ما تداوى به الناس

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الحجم من خير ما تداوى به الناس

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الحجم من خير ما تداوى به الناس

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية