حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (١٣٦)﴾

عن أبي هريرة قال: كان أهل الجاهلية يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾».

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٥) عن محمد بن بشار، حدّثنا عثمان بن عمر، أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: كان أهل الجاهلية يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يضع لنا منهجًا واضحًا في التعامل مع أهل الكتاب وأخبارهم، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● أهل الجاهلية: هنا يقصد بهم اليهود والنصارى المعاصرون للنبي صلى الله عليه وسلم، وسماهم "أهل الجاهلية" لجهلهم بالحق وتمسكهم بالباطل.
● يقرؤون التوراة بالعبرانية: أي يقرؤون كتابهم المقدس (التوراة) بلغتها الأصلية (العبرية).
● ويفسرونها بالعربية: أي يترجمون معناها ويشرحونها للمسلمين باللغة العربية.
● لا تصدقوهم: لا تقبلوا كل ما يخبرونكم به على أنه حق مطلق.
● ولا تكذبوهم: لا ترفضوا كل ما يخبرونكم به على أنه باطل مطلق.
● قولوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا: وهي جزء من الآية 136 من سورة البقرة.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن واقع كان موجودًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان بعض اليهود أو النصارى يقرؤون كتبهم بلغتها الأصلية (العبرانية) ثم يترجمونها ويشرحونها للمسلمين بالعربية. وفي هذا السياق، جاءت توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم لتنظيم تعامل المسلمين مع هذه الأخبار:
● "لا تصدقوهم": لأنهم قد يحرفون الكلم عن مواضعه، أو يختلقون الأكاذيب، أو ينقلون أخبارًا لا أصل لها في كتبهم المنزلة أصلاً. فالقبول المطلق لأخبارهم قد يؤدي إلى اعتقاد الباطل.
● "ولا تكذبوهم": لأن في كتبهم المنزلة من عند الله بعض الأخبار الصحيحة، والتي جاء القرآن مصدقًا لها. فالتكذيب المطلق قد يؤدي إلى إنكار بعض الحقائق.
● "وقولوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا": هذا هو الموقف الوسط، وهو الإيمان الجازم بما جاءنا في القرآن والسنة، والتمسك بهذا الأصل، ورد كل ما يخالفوه إليه.

3. الدروس المستفادة منه:


● المنهج الوسط في التعامل مع غير المسلمين: الإسلام يدعو إلى العدل والإنصاف، فلا إفراط ولا تفريط.
● الحذر من أخبار أهل الكتاب: بسبب ما طال كتبهم من تحريف وتبديل، وما دخل عليها من الإسرائيليات والخرافات.
● التمسك بالوحيين (القرآن والسنة): هما الميزان الذي نقيس به كل ما يردنا من أخبار.
● عدم الغلو في تصديقهم أو تكذيبهم: فليس كل ما عندهم باطل، وليس كل ما عندهم حق.
● التوكل على الله والاعتصام بحبله: والرد إلى الله ورسوله عند الاختلاف.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها.
- هذا المنهج ليس خاصًا بأهل الكتاب فقط، بل يمكن تطبيقه على أي خبر يرد من مصادر غير موثوقة بشكل مطلق.
- من الأمثلة على أخبار أهل الكتاب التي قبلها الإسلام: بعض قصص الأنبياء التي لم يرد فيها نفي أو إثبات في Quran أو السنة الصحيحة، بشرط ألا تخالف أصلاً من أصولنا.
- العلماء استنبطوا من هذا الحديث قاعدة عظيمة في التعامل مع الإسرائيليات: "لا نصدقهم ولا نكذبهم، إلا ما علمنا صدقه أو كذبه بدليل من شرعنا".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٥) عن محمد بن بشار، حدّثنا عثمان بن عمر، أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
هذا الحديث أصل في وجوب التوقف عما يشكل من الأمور والعلوم، فلا يقضى عليه بجواز أو بطلان، ولا بتحليل ولا تحريم، وقد أمرنا أن نؤمن بالكتب المنزلة على الأنبياء، إلا أن قراء الكتب من اليهود والنصارى قد حرّفوا وبدّلوا، ولا سبيل لنا إلى العلم بما هو صحيح منه، وأن ما يحكونه عن تلك الكتب هل هو مستقيم؟ فأمرنا بالتوقف فيه، فلا نُصدّقهم لئلا نكون شركاء معهم فيما حرّفوه وبدّلوه منه، ولا نكذب به؛ فلعله يكون صحيحًا فنكون منكرين لما أمرنا أن نؤمن، ونقول: آمنا بما أنزل اللَّه من كتاب. أفاده الخطابي في أعلام الحديث (٣/ ١٨٠١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 69 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله

  • 📜 حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب