حديث: العم مثل الأب في التوقير والاحترام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (١٣٣)﴾

عن أبي هريرة قال: بعث رسول اللَّه ﷺ عمر على الصدقة، فقيل: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباس عم رسول اللَّه ﷺ فذكر الحديث، وفيه: ثم قال: «يا عمر، أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٦٨) ومسلم في الزكاة (٩٨٣) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره، والسياق لمسلم، وليس عند البخاريّ: «يا عمر، أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه؟».

عن أبي هريرة قال: بعث رسول اللَّه ﷺ عمر على الصدقة، فقيل: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباس عم رسول اللَّه ﷺ فذكر الحديث، وفيه: ثم قال: «يا عمر، أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بما يفتح الله به من فضله.
أولاً: نص الحديث بسياقه الكامل (كما في صحيح البخاري):
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَالْعَبَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتَادَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَمَّا الْعَبَّاسُ فَعَمُّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَهِيَ عَلَيْهِ وَمِثْلُهَا مَعَهَا». ثُمَّ قَالَ: «يَا عُمَرُ، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ».
ثانياً: شرح المفردات:
* بعث رسول الله ﷺ عمر على الصدقة: أي ولاّه وجعله مسؤولاً عن جَبَاية الزكاة (الصدقة الواجبة) من المسلمين.
* فَقِيلَ: مَنَعَ: قيل لعمر (أو بلغ النبي ﷺ) أن هؤلاء الأشخاص امتنعوا عن دفع الزكاة.
* ابن جميل: هو اسم لرجل من الصحابة، وقيل هو كنية للزبير بن العوام، وقيل لغيره.
* خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: سيف الله المسلول، الصحابي الجليل.
* الْعَبَّاسُ: عباس بن عبد المطلب، عم النبي ﷺ وأحد أعمامه الذين لم يسلموا إلا بعد فتح مكة، وكان من أكابر قريش.
* يَنْقِمُ: يعيب ويغضب ويعترض.
* احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتَادَهُ: احتبس = حبس وأوقف للخير. أدراعه: جمع درع (وهي لباس الحرب). أعتاده: جمع عُدّة (وهي متاع الحرب من سلاح وغيره). أي أن خالدًا قد تبرع بأسلحته ومعداته للحرب في سبيل الله، فهي صدقة دائمة.
* هِيَ عَلَيْهِ وَمِثْلُهَا مَعَهَا: أي أن الزكاة الواجبة على العباس سيدفعها، وسيدفع مثلها معها تبرعًا وزيادة.
* صِنْوُ أَبِيهِ: الصنو هو النظير والمثل. أي أن عم الرجل بمنزلة أبيه في القرب والمنزلة والحرمة.
ثالثاً: شرح الحديث:
1- الموقف: ولّى النبي ﷺ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على جمع زكاة المسلمين. وفي أثناء قيامه بمهمته، بلغه أن ثلاثة من كبار الصحابة وأعلامهم قد امتنعوا عن الدفع وهم: ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباس بن عبد المطلب عم النبي.
2- رد النبي ﷺ على كل حالة على حدة:
* في شأن ابن جميل: بين النبي ﷺ أن اعتراض ابن جميل ليس له مبرر حقيقي، بل نابع من نفس لم تتخلص كليًا من آثار الفقر السابق، فالله قد أغنى هذا الصحابي، والزكاة شكر على هذه النعمة وطهرة للمال، فامتناعه ناقصة في إيمانه.
* في شأن خالد بن الوليد: دافع النبي ﷺ عن خالد ووبخ من ظلمه بالقول بأنه منع الزكاة. وبيّن أن خالدًا قد أنفق في سبيل الله أموالاً طائلة (أسلحته ومعداته) وهي صدقة جارية وعمل صالح، فاتهامه ببخل أو منع الزكاة ظلم كبير له. وهذا يدل على أن الإنفاق في وجوه الخير الأخرى قد يكون أعظم أجرًا وأكثر نفعًا من مجرد دفع الزكاة المفروضة.
* في شأن العباس: هنا تأتي العبارة التي سألت عنها. النبي ﷺ يبرر عدم مطالبة العباس بشدة أو اتهامه بالمنع، ليس لأن العباس معفى من الزكاة – حاشا لله – بل لأن للعباس مكانة خاصة، فهو عم النبي ﷺ. بل إن النبي ﷺ يقرر أن على العباس ليس فقط زكاته الواجبة، بل ومثلها تبرعًا وزيادة في الخير.
3- شرح العبارة المركزية: «يَا عُمَرُ، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ»:
يقول النبي ﷺ لسيدنا عمر موضحًا له سبب رفقه بالعباس ودفاعه عنه: "يا عمر، أما شعرت" أي أما علمت وأدركت "أن عم الرجل" أي قريبه من جهة الأب "صنو أبيه" أي نظيره ومثله في القرب والمنزلة والحرمة والوجاهة.
والمعنى: أن للعم حرمة وقربى كحرمة الأب وقربه، فيجب احترامه وإكرامه والرفق به، وليس من الحكمة معاملته معاملة الآخرين إذا وقع في هفوة، بل يجب التلطف
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٦٨) ومسلم في الزكاة (٩٨٣) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره، والسياق لمسلم، وليس عند البخاريّ: «يا عمر، أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه؟».
قوله: «صنو أبيه» الصنو: المثل وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد، ومعنى الحديث: أن العم مثل الأب في التعظيم والاحترام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العم مثل الأب في التوقير والاحترام

  • 📜 حديث: العم مثل الأب في التوقير والاحترام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العم مثل الأب في التوقير والاحترام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العم مثل الأب في التوقير والاحترام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العم مثل الأب في التوقير والاحترام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب