حديث: لما وجه النبي إلى الكعبة قالوا كيف بإخواننا الذين ماتوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٤٢) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٤٣) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٤٤)﴾

عن ابن عباس قال: لما وجه النبي ﷺ إلى الكعبة قالوا: يا رسول اللَّه! كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل اللَّه تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾.

حسن: رواه أبو داود (٤٦٨٠) والترمذي (٢٩٦٤) وأحمد (٢٦٩١) وصحّحه ابن حبان (١٧١٧)
والحاكم (٢/ ٢٦٩) كلهم من طرق عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: لما وجه النبي ﷺ إلى الكعبة قالوا: يا رسول اللَّه! كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل اللَّه تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما وُجِّه النبي ﷺ إلى الكعبة قالوا: يا رسول اللَّه! كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل اللَّه تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ [البقرة: 143].


1. شرح المفردات:


● وَجَّهَ: أي أَمَرَ بالتوجه في الصلاة.
● يُضِيعَ: يهدر أو يبطل.
● إِيمَانَكُمْ: هنا بمعنى صلاتكم، أو طاعتكم لله بتوجهكم إلى القبلة الأولى.


2. شرح الحديث:


قبل الهجرة إلى المدينة، كان المسلمون يصلون نحو بيت المقدس امتثالاً لأمر الله تعالى، واستمر هذا حوالي ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا بعد الهجرة. ثم نزل الوحي يأمر النبي ﷺ بالتوجه إلى الكعبة في الصلاة، فامتثل المسلمون لذلك.
لكنهم تساءلوا عن مصير إخوانهم الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس قبل تغيير القبلة: هل تقبل صلاتهم؟ وهل أجرهم ناقص؟
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾، أي أن الله لن يهدر صلاتكم السابقة إلى بيت المقدس، بل يثيبكم عليها كاملة؛ لأنكم فعلتم ذلك طاعة لأمره.


3. الدروس المستفادة:


● رحمة الله بعباده: حيث طمأنهم على من ماتوا قبل تغيير القبلة، وأن طاعتهم مقبولة وأجرهم كامل.
● الإيمان بالقضاء والقدر: فالتغيير في الأحكام الشرعية يكون بحكمة إلهية، ولا يعني إبطال ما سبق من طاعات.
● الاهتمام بأمور المسلمين: يسألون عن إخوانهم الموتى، مما يدل على شعور الأخوة والتكافل في المجتمع الإسلامي.
● الطاعة الكاملة لله ورسوله: المسلم مطالب بالانقياد لأمر الله، سواء فهم الحكمة أم لم يفهمها.


4. معلومات إضافية:


- هذه الآية جزء من قوله تعالى:
﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 143].
- الحكمة من تغيير القبلة: تمييز المؤمنين الصادقين الذين يطيعون الله في كل أمر، وقطع التشبه باليهود الذين كانوا يتوجهون إلى بيت المقدس.
- القبلة إلى الكعبة ترمز إلى استقلال الأمة الإسلامية وهويتها المتميزة.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعله حجة لنا لا علينا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٦٨٠) والترمذي (٢٩٦٤) وأحمد (٢٦٩١) وصحّحه ابن حبان (١٧١٧)
والحاكم (٢/ ٢٦٩) كلهم من طرق عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
ومن هذه الطرق طريقُ سفيان الثوري، عن سماك.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح». وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل رواية سفيان الثوري عن سماك، فإنه روى عنه قديمًا، ورواية من روى عنه قديمًا مستقيمة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 71 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما وجه النبي إلى الكعبة قالوا كيف بإخواننا الذين ماتوا

  • 📜 حديث: لما وجه النبي إلى الكعبة قالوا كيف بإخواننا الذين ماتوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لما وجه النبي إلى الكعبة قالوا كيف بإخواننا الذين ماتوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لما وجه النبي إلى الكعبة قالوا كيف بإخواننا الذين ماتوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لما وجه النبي إلى الكعبة قالوا كيف بإخواننا الذين ماتوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب