حديث: صلى النبي إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٤٢) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٤٣) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٤٤)﴾

عن البراء أن رسول اللَّه ﷺ صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أو صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه، فمر على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد باللَّه لقد صليت مع النبي ﷺ قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللَّه: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٦) ومسلم في المساجد (٥٢٥) كلاهما من حديث أبي إسحاق، عن البراء بن عازب فذكره واللفظ للبخاري.

عن البراء أن رسول اللَّه ﷺ صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أو صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه، فمر على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد باللَّه لقد صليت مع النبي ﷺ قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللَّه: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث الذي أتيت به حديث عظيم، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه قصة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وهو حدث جلل في تاريخ الدعوة الإسلامية.

أولاً. شرح المفردات:


● صلى إلى بيت المقدس: اتخذ المسجد الأقصى في القدس قبلة يتوجه إليها في الصلاة.
● ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا: هذا الاختلاف من الرواة في تحديد المدة، وهو من اختلاف التنوع لا التضاد، والمقصود أنها مدة تقارب ذلك.
● يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت: كان النبي ﷺ يحب ويتمنى أن تكون القبلة نحو الكعبة بدلاً من بيت المقدس.
● فداروا كما هم قبل البيت: استدار المصلون في مسجد قباء وهم في صلاتهم من جهة الشام (بيت المقدس) إلى جهة مكة (الكعبة).
● الذين ماتوا على القبلة قبل أن تحول: هم صحابة ماتوا أو استشهدوا قبل تحويل القبلة، وكانوا قد صلوا نحو بيت المقدس فقط.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه عن فترة من فترات الدعوة الإسلامية في المدينة، حيث كان النبي ﷺ والمؤمنون معه يصلون نحو بيت المقدس لمدة ستة أو سبعة عشر شهراً بعد الهجرة.
وكان النبي ﷺ في قلبه حبٌ للتوجه إلى الكعبة، بيت الله الحرام، الذي هو قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام وأمة العرب. ثم جاء الأمر الإلهي بتغيير القبلة أثناء صلاة العصر، كما في روايات أخرى.
وفي هذا اليوم بالذات، خرج رجل من المسجد بعد أن صلى مع النبي ﷺ متجهين إلى الكعبة، فمر على مسجد قباء وهم يصلون العصر noch إلى بيت المقدس (حيث لم يبلغهم الخبر بعد)، فأخبرهم أن القبلة قد حولت إلى الكعبة. فما كان من المصلين إلا أن استداروا في حال صلاتهم وهم ركوع إلى اتجاه الكعبة، مما يدل على سرعة استجابتهم لأمر الله ورسوله.
ثم يذكر الحديث أن بعض الصحابة قد ماتوا أو استشهدوا قبل تحويل القبلة، فلم يدركوا الصلاة إلى الكعبة، فشق ذلك على المسلمين وتساءلوا عن أجرهم، فأنزل الله تعالى الآية الكريمة تطيباً لخواطرهم وبياناً أن إيمانهم وصلاةهم إلى القبلة الأولى مقبولة، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- محبة النبي ﷺ للكعبة: وهذا من كمال إيمانه وارتباطه بملة إبراهيم الحنيفية.
2- الطاعة المطلقة لله ورسوله: حيث استدار الصحابة في صلاتهم فور علمهم بالأمر دون تردد، وهذا غاية في الطاعة والانقياد.
3- الاهتمام بأمر القبلة: لأنها من أهم شعائر الصلاة، والتي هي عماد الدين.
4- رحمة الله تعالى وعدله: حيث ضَمِن الله تعالى أجر من مات من المؤمنين على القبلة الأولى، ولم يضيع إيمانهم ولا عملهم.
5- بيان سبب نزول الآية: فقد نزلت الآية الكريمة {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 143] لتبين أن الصلاة إلى بيت المقدس كانت بأمر الله، فمن مات عليها فهو مأجور، وأن تحويل القبلة كان اختباراً للطاعة وتمييزاً للمؤمنين.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- تحويل القبلة كان في شهر رجب أو شعبان من السنة الثانية للهجرة على الأرجح.
- المسجد الذي استدار أهله في صلاته هو مسجد قباء، أول مسجد بني في الإسلام.
- هذه الحادثة كانت اختباراً عظيماً للمؤمنين، وامتحاناً للمنافقين الذين اعترضوا على هذا التحويل.
- جعل الله تعالى تحويل القبلة دليلاً على نبوة محمد ﷺ، حيث انتقلت الأمة من قبلة الأنبياء من بني إسرائيل إلى قبلة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، مما يدل على استقلال الشخصية الإسلامية واكتمال ملامحها.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاتباع لرسوله ﷺ، والانقياد لأمر الله كما كان الصحابة الكرام.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٦) ومسلم في المساجد (٥٢٥) كلاهما من حديث أبي إسحاق، عن البراء بن عازب فذكره واللفظ للبخاري.
وقوله: ﴿إِيمَانَكُمْ﴾ أي صلاتكم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 70 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلى النبي إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا

  • 📜 حديث: صلى النبي إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلى النبي إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلى النبي إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلى النبي إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب