حديث: إذا سمعتم الحديث عني تعرفُه قلوبُكم وتلينُ له أشعارُكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب معرفة أهل العلم بالحديث الصحيحه وضعيفه

عن أبي حُميد وأبي أُسَيد، أنّ النّبيَّ ﷺ قال: «إذا سمعتم الحديث عنّي تعرفُه قلوبُكم، وتلينُ له أشعارُكم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عنّي تنكره قلوبكم، وتَنِفر أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه».

صحيح: رواه أحمد (١٦٠٥٨)، والبزار (كشف الأستار - ١٨٧) من طريق أبي عامر العقدي، ثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبي حميد وأبي أُسيد، فذكره.

عن أبي حُميد وأبي أُسَيد، أنّ النّبيَّ ﷺ قال: «إذا سمعتم الحديث عنّي تعرفُه قلوبُكم، وتلينُ له أشعارُكم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عنّي تنكره قلوبكم، وتَنِفر أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يضع لنا ميزانًا نقدسيًا نزن به ما يُروى عنه صلى الله عليه وسلم، وهو من جوامع كلمه التي أوتيها.
الشرح المفصل للحديث:
أولًا: شرح المفردات:
● تعرفه قلوبكم: أي تستأنس به وتطمئن إليه، ويستقر فيها قبوله.
● تلين له أشعاركم وأبشاركم: (الأشعار) هي الشعر الذي على الجلد، و(الأبشار) هي جلود البشر. والمراد أن الجسد كله يستريح له ويأنس، فيظهر أثر ذلك على الإنسان من السكينة والطمأنينة.
● قريب: أي مألوف ومعقول، لا غرابة فيه ولا نكارة.
● أنا أولاكم به: أي أنا أول من يتمسك به ويعمل به، وهو منسجم مع هديي وسنتي.
● تنكره قلوبكم: تستغربه وتنفر منه ولا تطمئن إليه.
● تنفر أشعاركم وأبشاركم: يقشعر جلدكم وينتفش شعركم من شدة النفور والاستغراب.
● بعيد: أي غريب ومستنكر، لا يعرفه الشرع.
● أنا أبعدكم منه: أي أنا أول من يبرأ منه وأنكره، وهو ليس من سنتي في شيء.
ثانيًا: المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث معيارًا فطريًا وشرعيًا لتمييز السنّة الصحيحة التي تصدر عنه من غيرها. فإذا سمع المسلم حديثًا منسوبًا إليه صلى الله عليه وسلم، فوجد قلبه منشرحًا له، مستأنسًا به، مطمئنًا إليه، ورأى أنه موافق لأصول الشرع المعروفة وقريب من الهدي النبوي الثابت، فهذا الحديث صحيح وهو من سنته حقًا، وهو صلى الله عليه وسلم أولى الناس بالعمل به واتباعه.
أما إذا سمع حديثًا فانقبضت نفسه منه، ونفر قلبه، واستغربه، ورأى أنه بعيد كل البعد عن أصول الإسلام وروح الشريعة ومشروعيتها، فهذا الحديث ليس منه صلى الله عليه وسلم، بل هو إما موضوع مكذوب، أو ضعيف شديد الضعف، وهو صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عنه وأبرأ.
ثالثًا: الدروس المستفادة والفَوائد:
1- ثبوت الفطرة السليمة: الحديث دليل على أن الله تعالى جبل القلوب السليمة على قبول الحق والانشراح له، والنفور من الباطل والإنكار له. فقلب المؤمن مرآة تعكس صدق الحديث من كذبه.
2- معيار عظيم لتمييز السنّة من البدعة: يضع النبي صلى الله عليه وسلم بيد كل مسلم مقياسًا داخليًا (قلبيًا) وخارجيًا (حسيًا) ليميز به ما يُنسب إليه. وهذا من رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته.
3- ذم الغلو والتنطع في الدين: الكثير من الأحاديث الموضوعة والبدع إنما جاءت من الغلو والتشديد على النفس بما لم يشرعه الله. فما ينفر منه القلب والجلد هو غالبًا من هذا القبيل.
4- البراءة من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم: بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم يبرأ كل البراءة من أي قول أو فعل منكر ينسب إليه كذبًا وزورًا.
5- الحث على تطهير القلب: حتى يعمل هذا الميزان بدقة، لا بد من تطهير القلب من الأهواء والشهوات التي تعميه عن تمييز الحق من الباطل.
6- أن السنة سهلة سمحة: السنّة الصحيحة هي التي تلين لها القلوب والأبدان، لأنها جاءت برحمة الله ويسر دينه، {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}.
رابعًا: معلومات إضافية:
● حكم الحديث: الحديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وحسنه الشيخ الألباني وغيره من المحققين.
● هذا المعيار لا يكفي وحده: هذا الانشراح والنفور معيار مهم، لكنه لا يغني عن البحث العلمي في أسانيد الأحاديث ومعرفة رواتها وحالهم من الضبط والعدالة. فهو معيار تأييدي ومساعدة، وليس معيارًا أصليًا يحل محل علم الحديث الراوي والدراية. فربما ينشرح قلب الإنسان لحديث ضعيف لموافقته هواه، وينفر من حديث صحيح لأنه يخالف ما اعتاده. لذلك يجمع العالم بين منهج النقل (علم الإسناد) ومنهج العقل (موافقة الأصول وعدم النكارة).
● المرجعية هي الكتاب والسنة الصحيحة: الانشراح الذي يعنيه الحديث هو انشراح القلب الموافق لأصول الكتاب والسنة الثابتة، وليس مجرد هوى أو عادة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٠٥٨)، والبزار (كشف الأستار - ١٨٧) من طريق أبي عامر العقدي، ثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبي حميد وأبي أُسيد، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال البزار: «لا نعلمه يُروى من وجه أحسن من هذا».
وصحّحه ابن حبان (٦٣) من هذا الوجه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 98 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا سمعتم الحديث عني تعرفُه قلوبُكم وتلينُ له أشعارُكم

  • 📜 حديث: إذا سمعتم الحديث عني تعرفُه قلوبُكم وتلينُ له أشعارُكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا سمعتم الحديث عني تعرفُه قلوبُكم وتلينُ له أشعارُكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا سمعتم الحديث عني تعرفُه قلوبُكم وتلينُ له أشعارُكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا سمعتم الحديث عني تعرفُه قلوبُكم وتلينُ له أشعارُكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب