حديث: خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذمّ من تعلّم القرآن وتأوّله على غير ما أنزل اللَّه

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «يكونُ خَلْفٌ من بعد ستّين سنة أضاعوا الصّلاة، واتّبعوا الشّهوات، فسوف يلقون غيًّا، ثم يكون خَلْفٌ يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن، ومنافق، وفاجر».
قال بشير: فقلتُ للوليد: ما هؤلاء الثّلاثة؟ فقال: المنافق كافرٌ به، والفاجر يتأكّل به، والمؤمن يؤمن به.

حسن: رواه أحمد (١١٣٤٠) عن أبي عبد الرحمن، حدّثنا حيوة، أخبرني بشير بن أبي عمرو الخولانيّ، أن الوليد بن قيس حدّثه أنه سمع أبا سعيد يقول (فذكر الحديث).

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «يكونُ خَلْفٌ من بعد ستّين سنة أضاعوا الصّلاة، واتّبعوا الشّهوات، فسوف يلقون غيًّا، ثم يكون خَلْفٌ يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن، ومنافق، وفاجر».
قال بشير: فقلتُ للوليد: ما هؤلاء الثّلاثة؟ فقال: المنافق كافرٌ به، والفاجر يتأكّل به، والمؤمن يؤمن به.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده، وفيه تحذير نبوي من حال بعض الأجيال القادمة، وبيان لصنوف الناس في تعاملهم مع القرآن.

أولاً. شرح المفردات:


● خَلْفٌ: أي جيل أو قوم يأتون من بعد.
● أضاعوا الصلاة: أي تهاونوا بها وتركوا أداءها في أوقاتها، أو تركوا بعضها بالكلية.
● اتبعوا الشهوات: أي انغمسوا في ملذات الدنيا المحرمة، وتركوا الواجبات.
● غيًّا: الهلاك والضلال والعذاب، أو وادٍ في جهنم.
● لا يعدو تراقيهم: لا يتجاوز حناجرهم، أي لا يدخل إلى قلوبهم ولا يعملون به.
● يتأكل به: أي يتكسب به ويطلب به الدنيا.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حال أمته في المستقبل، فيقول:
- أنه سيكون بعد ستين سنة (أي من تاريخ الحديث) جيل يضيعون الصلاة ويتابعون شهوات الدنيا، ومصيرهم أن يلقوا عذاباً وهلاكاً (غيًّا) بسبب ذلك.
- ثم بعد ذلك سيكون جيل آخر يقرؤون القرآن، لكن قراءتهم سطحية لا تؤثر في قلوبهم ولا تتحول إلى عمل صالح.
- ثم يبين صلى الله عليه وسلم أن قراء القرآن ثلاثة أنواع:
1- مؤمن: يقرأه إيماناً به وتصديقاً وعملاً.
2- منافق: يقرأه وهو كافر به في الباطن.
3- فاجر: يقرأه ليس لله، بل ليتكسب به ويطلب الدنيا (كمن يقرأه للرياء أو للمال).

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحذير من التهاون بالصلاة: إضاعة الصلاة من أكبر الكبائر، وهي علامة على ضعف الإيمان واتباع الشهوات.
2- خطر اتباع الشهوات: الانغماس في الشهوات المحرمة يقسي القلب ويبعد عن الله، ويؤدي إلى الهلاك.
3- أن قراءة القرآن ليست كل شيء: لا تكفي قراءة القرآن دون فهم أو عمل، بل لابد أن يقترن القراءة بالإيمان والعمل.
4- أن الناس تجاه القرآن ثلاثة أصناف: مؤمن منتفع به، ومنافق كافر به، وفاجر مستغل له لأغراض دنيوية.
5- الحث على الإخلاص في قراءة القرآن: يجب أن تكون قراءتنا خالصة لله، متبعين ما فيه، لا للرياء أو طلب الدنيا.
6- البصيرة في الحكم على الناس: لا ينبغي أن نغتر بمن يقرأ القرآن ويحفظه فقط، بل ننظر إلى عمله وإخلاصه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن الغيب، وهذا من معجزاته.
- فيه بيان أن الأمة ستمر بأجيال مختلفة في صلاحها وفسادها.
- ينبغي للمسلم أن يحذر أن يكون من الذين يقرؤون القرآن ولا يتعدى تراقيهم، بل يجتهد في أن يكون من المؤمنين العاملين به.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يعيذنا من الغيّ والضلال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١١٣٤٠) عن أبي عبد الرحمن، حدّثنا حيوة، أخبرني بشير بن أبي عمرو الخولانيّ، أن الوليد بن قيس حدّثه أنه سمع أبا سعيد يقول (فذكر الحديث).
والوليد بن قيس هو التجيبي، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وبقية رجاله ثقات. وصحّحه ابن حبان (٧٥٥)، والحاكم (٢/ ٧٤) فروياه من هذا الوجه. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
وقد رُوي نحوه -أيضًا- من حديث أبي هريرة، أخرجه ابن نصر في قيام اللّيل (٧٤). وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 114 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات

  • 📜 حديث: خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب