حديث: مثل الذي يتعلم العلم ولا يتحدث به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حفظ العلم والحث على نشره

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «مثل الذي يتعلّم العلم ولا يتحدّث به كمثل الذي يكنز الذّهب ولا ينفق منه».

حسن: رواه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (٧٧٤) من طريق ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن درّاج أبي السّمح، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «مثل الذي يتعلّم العلم ولا يتحدّث به كمثل الذي يكنز الذّهب ولا ينفق منه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وهو حديث صحيح، يوضح لنا رسول الله ﷺ صورةً بالغة الوضوح عن قيمة العلم وضرورة نشره.

أولاً. شرح المفردات:


● يَتَعَلَّمُ العِلْمَ: أي يطلب العلم الشرعي النافع، ويجتهد في تحصيله وفهمه.
● لا يَتَحَدَّثُ بِهِ: أي لا يُعلِّمه للناس ولا ينشره بينهم، فيحبسه على نفسه.
● يَكْنِزُ الذَّهَبَ: يجمع المال ويخفيه ويحبسه دون أن ينتفع به أو ينفقه في سبيل الله.
● لا يُنْفِقُ مِنْهُ: لا يبذل منه شيئاً في وجوه الخير والبر.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يشبّه النبي ﷺ الشخص الذي يتعلم العلم الشرعي – وهو علم الكتاب والسنة – ولكنه يكتمه ولا يعلمه الناس، بالشخص الذي يجمع كنزاً من الذهب ويخبئه ولا ينفق منه شيئاً في سبيل الله.
فكما أن كنز المال وعدم إنفاقه ذنب عظيم وسبب للهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة – كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34] – فكذلك كنز العلم وعدم نشره ذنب كبير، لأنه حبس لمنفعة عظيمة كان من المفترض أن تعمّ الناس.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب نشر العلم وتعليمه: فالعلم النافع أمانة، وحبسه وخزنه جرم كبير، لأنه خيانة للأمة في حاجتها إلى من يبصرها بدينها. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159].
2- العلم يُزكَى بالنشر: فكما أن المال يزكو وينمو بالإنفاق، فالعلم يزكو وينمو بالتعليم والنشر، بل يضيع ويكون وبالاً على صاحبه إذا كتمه.
3- ذمُّ البخل في الخير: الحديث يذم صفة البخل، ولكن ليس البخل بالمال فحسب، بل البخل بالعلم والنصيحة والخير، وهو أشد قبحاً.
4- المسؤولية الكبرى للعالم: فالعالم مرابط في ثغر عظيم من ثغور الإسلام، ومسؤوليته عن نشر ما علمه أكبر من مسؤولية غيره.
5- الترغيب في الإخلاص: يجب أن يكون هدف طالب العلم وناشره هو وجه الله تعالى ورفع الجهل عن المسلمين، لا طلب الشهرة أو المنزلة بين الناس.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدعو إلى التواصل العلمي والتعاون على البر والتقوى، وهو من أسباب رفعة الأمة وقوتها.
- ليس المقصود أن يتحدث الإنسان بكل ما يعلم دون حكمة أو تدرج، بل ينشر العلم وفق الضوابط الشرعية، وبما يناسب حال المستمعين وقدراتهم.
- من أعظم طرق نشر العلم: التعليم المباشر، والدروس، والخطب، والتأليف، واستغلال وسائل التقنية الحديثة في نشر الخير.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من طلاب العلم العاملين به الناشرين له، وأن لا يجعلنا من الذين يكنزون العلم فيصدون عن سبيل الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (٧٧٤) من طريق ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن درّاج أبي السّمح، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن، من أجل ابن لهيعة، فإنه حسن الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة -وابن وهب منهم-.
وأبو السّمح درّاج صدوق في حديثه عن أبي الهيثم خاصة ضعف، وهو هنا إنّما يروي عن عبد الرحمن بن حجيرة.
وأخرجه الطبرانيّ في «الأوسط» (٦٩٣) من حديث ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم وعبد الرحمن بن حجيرة، عن أبي هريرة، به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 73 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مثل الذي يتعلم العلم ولا يتحدث به

  • 📜 حديث: مثل الذي يتعلم العلم ولا يتحدث به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مثل الذي يتعلم العلم ولا يتحدث به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مثل الذي يتعلم العلم ولا يتحدث به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مثل الذي يتعلم العلم ولا يتحدث به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب