حديث: التحديث بالاسرائيليات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرّخصة في الحديث عن بني إسرائيل

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٣٦٦٤) عن عبد الصّمد، حدّثنا همّام، حدّثنا زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، فذكره في حديث طويل.

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ».


1. شرح المفردات:


● حَدِّثُوا: أي ارووا وأخبروا.
● بَنِي إِسْرَائِيلَ: هم أبناء يعقوب عليه السلام، ويُقصد بهم هنا اليهود والأمم السابقة، وقصصهم وأخبارهم التي كانت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
● وَلَا حَرَجَ: "الحرج" في اللغة: الضيق والإثم. والمعنى: ولا إثم عليكم في ذلك، ولا حرمانية.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في رواية وتبليغ ما ورد من أخبار بني إسرائيل من قصص وعبر وأخبار الأمم السابقة، التي لا تخالف شرعنا، ويُبين أن ذلك جائز ولا إثم فيه.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- الإذن بالرواية بشروط: هذا الحديث ليس إطلاقاً مطلقاً للرواية عن بني إسرائيل، بل هو مقيد بقيود وضحتها أحاديث أخرى، أهمها:
● ألا تخالف شرعنا: وهذا هو الشرط الأعظم. فما وافق الحق الذي بأيدينا من القرآن والسنة قُبل، وما خالفه رُد. كما في الحديث الآخر الصحيح: «... فَإِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ...» (رواه البخاري). فالمعنى: لا حرج في الرواية لأخذ العبرة والموعظة، ولكن دون الجزم بصحتها أو تكذيبها إذا لم نعلم حقيقتها، ما دامت لا تناقض أصولنا.
● ألا يكون في الرواية تكليف أو تشريع: فالتشريع منحصر بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فأخبار بني إسرائيل تُروى للاعتبار والقصص، لا للأحكام الشرعية.
2- الحكمة من الإذن: الحكمة من الترخيص في رواية هذه الأخبار هي:
● أخذ العبرة والموعظة: ففي قصص السابقين من العبر والعظات ما ينفع المؤمن في دينه ودنياه، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: 111].
● بيان فضل هذه الأمة: فمقارنة ما كان عليه الأمم السابقة من شرائع شديدة بما جاءت به هذه الأمة من يسر وسماحة، يظهر فضل الله تعالى عليها.
● التثبت والتبيين: كان الصحابة يروون هذه الأخبار أحياناً لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عنها وتثبيت صحتها من عدمه، كما في قصة الغرانيق المكذوبة، والتي بين النبي صلى الله عليه وسلم بطلانها.
3- ضابط التعامل مع الإسرائيليات: قسم العلماء الإسرائيليات التي تُروى إلى ثلاثة أقسام:
● ما وافق شرعنا: فهذا مقبول ومُصدق به.
● ما خالف شرعنا: فهذا مرفوض ومكذوب.
● ما سكت عنه شرعنا: لم يرد في نصوصنا ما يؤيده أو ينفيه. فهذا لا نصدقه ولا نكذبه، ونجوز روايته للاعتبار فقط مع التحذير من أنه ليس من الوحي الذي نعتقده.
4- التحذير من الخلط: ينبغي للعالم والداعية أن يحذر من الخلط بين ما هو من الوحي الثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وبين ما هو من الإسرائيليات التي لا تصح، أو التي هي مجرد حكايات للعبرة. فلا يُعتمد عليها في العقائد ولا في الأحكام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● السياق: جاء هذا الحديث في سياق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث أصحابه أحياناً ببعض أخبار الأمم السابقة، فسأله الصحابة عن جواز رواية ما سمعوه من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) من تلك القصص، فأذن لهم بذلك بشرط ألا يصدقوا ولا يكذبوا، كما في رواية البخاري.
● الفرق بين الحديث النبوي والإسرائيليات: يجب التفريق جيداً بين الحديث النبوي الصحيح، الذي هو وحي من الله تعالى، وبين الإسرائيليات، التي هي أخبار منقولة عن أهل الكتاب، وقد دخلها التحريف والتبديل والزيادة والنقصان. فالأول ملزم ومصدر تشريع، والثاني للاستئناس والاعتبار فقط.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٣٦٦٤) عن عبد الصّمد، حدّثنا همّام، حدّثنا زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، فذكره في حديث طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 81 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التحديث بالاسرائيليات

  • 📜 حديث: التحديث بالاسرائيليات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التحديث بالاسرائيليات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التحديث بالاسرائيليات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التحديث بالاسرائيليات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب