حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حكم ما جاء عن بني إسرائيل

عن أبي نملة الأنصاريّ أنه بينما هو جالس عند رسول اللَّه ﷺ، وعنده رجلٌ من اليهود، مُرَّ بجنازة، فقال: يا محمد! هل تتكلَّم هذه الجنازة؟ فقال النبيُّ ﷺ: «اللَّه أعلم». قال اليهوديُّ: إنّها تتكلَّم. فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما حدَّثكم أهلُ الكتاب فلا تصدِّقوهم ولا تكذِّبوهم، وقولوا: آمنّا باللَّه ورُسُله، فإن كان باطلًا لم تصدِّقوه، وإن كان حقًّا لم تكذّبوه».

حسن: رواه أبو داود (٣٦٤٤) من طريق الزّهريّ، قال: أخبرني ابن أبي نملة، أنّ أبا نملة الأنصاريّ أخبره، فذكر الحديث.

عن أبي نملة الأنصاريّ أنه بينما هو جالس عند رسول اللَّه ﷺ، وعنده رجلٌ من اليهود، مُرَّ بجنازة، فقال: يا محمد! هل تتكلَّم هذه الجنازة؟ فقال النبيُّ ﷺ: «اللَّه أعلم». قال اليهوديُّ: إنّها تتكلَّم. فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما حدَّثكم أهلُ الكتاب فلا تصدِّقوهم ولا تكذِّبوهم، وقولوا: آمنّا باللَّه ورُسُله، فإن كان باطلًا لم تصدِّقوه، وإن كان حقًّا لم تكذّبوه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أبي نملة الأنصاريّ أنه بينما هو جالس عند رسول اللَّه ﷺ، وعنده رجلٌ من اليهود، مُرَّ بجنازة، فقال: يا محمد! هل تتكلَّم هذه الجنازة؟ فقال النبيُّ ﷺ: «اللَّه أعلم». قال اليهوديُّ: إنّها تتكلَّم. فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما حدَّثكم أهلُ الكتاب فلا تصدِّقوهم ولا تكذِّبوهم، وقولوا: آمنّا باللَّه ورُسُله، فإن كان باطلًا لم تصدِّقوه، وإن كان حقًّا لم تكذّبوه».


1. شرح المفردات:


● أبو نملة الأنصاري: صحابي من الأنصار، رضي الله عنه.
● مُرَّ بجنازة: أي مرت بهم جنازة تحمل للمقبرة.
● هل تتكلم هذه الجنازة: أي هل ينطق الميت في قبره أو يتكلم؟
● أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى.
● لا تصدقوهم ولا تكذبوهم: لا تقبلوا قولهم على إطلاقه، ولا ترفضوه على إطلاقه.
● آمنا بالله ورسله: نؤمن بالله وبما جاء به رسله.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يحدثنا الصحابي أبو نملة الأنصاري رضي الله عنه أنه كان جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان حاضرًا رجل من اليهود، فمرت بهم جنازة، فسأل اليهودي النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً استفزازيًا: "هل يتكلم الميت في قبره؟" فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بحكمة: "الله أعلم"، أي تاركًا العلم لله تعالى، ثم ادعى اليهودي أن الميت يتكلم في قبره، فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى منهج التعامل مع أخبار أهل الكتاب (اليهود والنصارى): ألا يصدقوهم ولا يكذبوهم، بل يقولون: "آمنا بالله ورسله"، فبهذه الصيغة يحفظون أنفسهم من تصديق الباطل أو تكذيب الحق.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحكمة في الرد على أسئلة المبطلين: النبي صلى الله عليه وسلم لم يجبه مباشرة، بل قال: "الله أعلم"، وهذا منهج في التعامل مع الأسئلة التي قد تحمل نوعًا من الخبث أو الاستفزاز.
2- المنهج الصحيح في التعامل مع أخبار أهل الكتاب: لا نصدقهم لأنهم قد يختلقون الأكاذيب، ولا نكذبهم لأنهم قد يخبرون بشيء حق، بل نقول: "آمنا بالله ورسله"، فما وافق شرعنا قبلناه، وما خالفه رفضناه.
3- التثبت في نقل الأخبار: لا نقبل أي خبر إلا إذا ثبت بصحيح النقل أو العقل أو الشرع.
4- الاعتصام بالإيمان: التعبير بـ "آمنا بالله ورسله" يعصم المسلم من الوقوع في الشك أو الضلال.
5- التواضع في العلم: قول النبي صلى الله عليه وسلم "الله أعلم" يعلمنا التواضع في الأمور التي لا نعلمها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- القاعدة المستفادة: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم" قاعدة عظيمة في التعامل مع غير المسلمين، خاصة في القصص والأخبار التي لم يرد فيها نص شرعي.
- من الأمثلة على ذلك: ما يرويه اليهود والنصارى من قصص عن الأنبياء فيها تحريف أو زيادة، فلا نصدقها ولا نكذبها، إلا إذا جاء في شرعنا ما يؤكدها أو ينفيها.
- هذا المنهج يحفظ العقيدة من التشويش، ويبني المسلم على يقين واضح.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٤٤) من طريق الزّهريّ، قال: أخبرني ابن أبي نملة، أنّ أبا نملة الأنصاريّ أخبره، فذكر الحديث.
وصحّحه ابن حبان (٦٢٥٧) فرواه من هذا الوجه.
وابن أبي نملة - اسمه «نملة». لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، إلّا أن ابن حبان ذكره في كتابه «الثقات». وروى عنه جماعة. وقد حسَّن الحافظ ابن حجر حديثّه هذا في الفتح (١٣/ ٣٣٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا

  • 📜 حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب