حديث: سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من سؤال اللَّه العلم النّافع

عن جابر بن عبد اللَّه، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «سلُوا اللَّهَ علمًا نافعًا، وتعوّذوا باللَّه من علمٍ لا ينفع».

حسن: رواه ابن ماجه (٣٨٤٣) عن علي بن محمد، قال: حدّثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكر الحديث.

عن جابر بن عبد اللَّه، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «سلُوا اللَّهَ علمًا نافعًا، وتعوّذوا باللَّه من علمٍ لا ينفع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك من أهل العلم النافع.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام ابن ماجه في سننه، وغيره، وهو حديث صحيح. وفيما يلي شرحه على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


* «سلُوا اللَّهَ»: اطلبوا من الله عز وجل بسؤال ودعاء.
* «عِلْمًا نَافِعًا»: العلم الذي ينتفع به صاحبه في دينه ودنياه وآخرته، فيزيد إيمانه، ويصلح عمله، ويرقى بخلقه، وينفع به غيره.
* «وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ»: استعيذوا بالله واستجيروا به، أي اطلبوا حفظه وعصمته.
* «مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ»: من العلم الذي لا ثمرة له، ولا يعود على صاحبه بالنفع في الدنيا أو الآخرة، بل قد يكون وبالاً عليه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بأن نلحَّ على الله تعالى بالدعاء أن يرزقنا العلم النافع الذي تقوم به حياتنا وتصلح به آخرتنا، وأن نستعيذ به سبحانه من العلم الضار أو العقيم الذي لا خير فيه، بل قد يكون سببًا في غرور صاحبه وهلاكه.

3. الدروس المستفادة منه:


* الدعاء وسيلة لحصول العلم النافع: فالعلم هبة من الله تعالى، وليس مجرد نتيجة للاجتهاد فحسب، بل لا بد من الجمع بين السعي والأخذ بالأسباب وبين سؤال الله التوفيق والقبول.
* ضرورة تمييز أنواع العلم: ليس كل علم مطلوبًا، فالعلم الذي لا ينفع في الآخرة، أو لا يقرب إلى الله، أو يُستخدم في الشر والفساد، ليس من المقصود تحصيله، بل يجب الحذر منه.
* إخلاص النية في طلب العلم: من أعظم أسباب نفع العلم أن يكون طلبه خالصًا لوجه الله تعالى، لا للرياء أو المباهاة أو طلب الدنيا. فالعلم الذي يُطلب للدنيا يصبح من "علم لا ينفع".
* الاستعاذة من الشرور كلها: ينبغي للمسلم أن يستعيذ بالله من كل شر، ومن أعظمها الشر الذي قد يكون متخفياً في صورة علم أو معرفة.
* التواضع لله تعالى: حين يطلب العبد العلم من الله، ويعلم أن نفعَه بيد الله، فإن هذا يزرع في قلبه التواضع ويبعد عنه الكبر والعجب بالعلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* ما هو العلم النافع؟ هو العلم الذي يوصل إلى معرفة الله تعالى وعبادته حق عبادته، والعلم بشرعه وأحكامه، والعلم الذي يرقق القلب ويزكي النفس، والعلم النافع يشمل العلوم الدنيوية النافعة التي تعمر الأرض وتقيم مصالح الناس بشرط أن تكون within الإطار الشرعي.
* أمثلة على العلم الذي لا ينفع:
* العلم الذي لا يعمل به صاحبه.
* العلم الذي يُتَّخذ وسيلة للجدال والمِراء بدون حق.
* العلم الذي يقصد به طلب الشهرة والمنزلة الدنيوية أو الرياء.
* علم السحر والشعوذة.
* بعض الفلسفات والإلحادات التي تزلزل الإيمان.
* التعمق والتكلف في علوم لا طائل من ورائها ولا تطبيق لها.
* من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى: كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا». (رواه مسلم).
نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يقينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٨٤٣) عن علي بن محمد، قال: حدّثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل أسامة بن زيد، فإنه صدوق، وباقي رجاله ثقات.
وقال البوصيريّ: «هذا إسنادٌ صحيح، رجاله ثقات، وأسامة بن زيد هو الليثيّ المدني، احتجّ به مسلم» انتهى.
والصّحيح أنّ مسلمًا إنّما روى له في الشواهد فقط، من حديث ابن وهب عنه خاصة، وهي نسخة صالحة كما قال ابن عديّ.
وصحّحه ابن حبان (٨٢) فرواه من وجه آخر عن أسامة، بإسناده، بلفظ: «اللَّهمَّ إنّي أسألك علمًا نافعًا، وأعوذ بك من علمٍ لا ينفع». وحسَّن الهيثميُّ إسناده بعدما عزاه للطبرانيّ.
ورواه الطبرانيّ (مجمع البحرين - ١٧٤) من وجه آخر عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أنّه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول: «اللَّهمّ إنّي أسألُك علمًا نافعًا، وعملًا متقبَّلًا».
ورواه عن أحمد (وهو ابن محمد بن صدقة)، ثنا الحسين بن علي بن جعفر الأحمر، ثنا أبي، عن إسحاق بن منصور السّلوليّ، عن جعفر الأحمر، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، به.
قال الطبرانيّ: «لم يروه عن ابن سوقة إلّا جعفر، ولا عنه إلّا إسحاق، تفرّد به حسين عن أبيه». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع

  • 📜 حديث: سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب