حديث: لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يقص إلّا أمير أو مأمور

عن عبادة بن الصّامت، عن النّبيّ ﷺ قال: «لا يقصّ إلّا أمير، أو مأمور، أو متكلِّف».

حسن: رواه الطبراني في الكبير -كما نقله عنه ابن كثير في «جامع المسانيد والسنن» (٤٩٩١) - عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، حدّثنا أبو المغيرة (وهو عبد القدوس بن الحجاج)، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن ثعلبة بن مسلم، عن أبي عمران الأنصاري، عن عبادة ابن الصامت فذكره.

عن عبادة بن الصّامت، عن النّبيّ ﷺ قال: «لا يقصّ إلّا أمير، أو مأمور، أو متكلِّف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه أبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، وغيرهم، عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُتَكَلِّفٌ».
وهذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم، وله دلالات مهمة في تنظيم الحياة الاجتماعية والدعوية للمسلمين.

أولاً. شرح المفردات:


● يَقُصُّ: أي يقص القصص، ويروي الأخبار، ويذكر المواعظ على الناس في المجالس، والمراد هنا الوعظ والإرشاد بشكل عام.
● أَمِيرٌ: هو الذي له ولاية وسلطان على الناس، كالحاكم أو من ينوب عنه.
● مَأْمُورٌ: هو الذي يأذن له الأمير أو الوالي بالقص والوعظ.
● مُتَكَلِّفٌ: هو الذي يتكلف القص من غير إذن، ويتصدر للوعظ دون أن يكون أهلاً له.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن التصدر للوعظ والإرشاد ورواية القصص دون إذن من ولي الأمر، أو دون أن يكون الشخص مؤهلاً لذلك، ويحصر ذلك في ثلاثة أصناف:
1- الأمير: وهو ولي الأمر الذي له الحق في التوجيه والوعظ بحكم منصبه ومسؤوليته.
2- المأمور: وهو الذي يأذن له الأمير أو الوالي بالوعظ، ويكون عادة من العلماء المعروفين بالعلم والصلاح.
3- المتكلف: وهو الذي يتصدر للوعظ دون إذن، ويُظهر نفسه كالواعظ وهو ليس أهلاً لذلك، فيكون ضرره أكثر من نفعه.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- تنظيم الدعوة والوعظ: الحديث يدل على أهمية تنظيم أمر الدعوة والوعظ، وعدم تركها للعشوائية، حتى لا يقع الناس في الفتنة، أو ينتشر الجهل.
2- احترام ولاة الأمر: فيه تأكيد على وجوب احترام ولاة الأمر، وعدم التصدر لأمور العامة دون إذنهم، حفظاً للأمن والنظام.
3- التحذير من الدخلاء على الدعوة: التحذير من المتكلفين الذين يتصدرون للوعظ وهم ليسوا أهلاً له، فيُحدثون بدعاً وضلالات، ويُفسدون أكثر مما يصلحون.
4- أهمية التأهيل العلمي: أن الوعظ والإرشاد يجب أن يكون من أهل العلم والفضل، المعروفين بالاستقامة والعلم الشرعي، وليس من كل من هب ودب.
5- الحفاظ على وحدة الصف: أن ترك التصدر للوعظ دون تنظيم يؤدي إلى الفرقة واختلاف الكلمة، بخلاف ما إذا كان منظمًا تحت إشراف ولي الأمر.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وأنه يجب أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وبإذن من ولي الأمر في الأمور العامة.
- ليس المقصود من الحديث منع الدعوة إلى الله أو الأمر بالمعروف، بل المقصود تنظيمها حتى لا يؤدي ذلك إلى فتنة أو ضرر.
- العلماء استدلوا بهذا الحديث على وجوب نصح ولي الأمر سراً، وعدم إشاعة العيوب أمام العامة، حتى لا ينتشر الفساد.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير -كما نقله عنه ابن كثير في «جامع المسانيد والسنن» (٤٩٩١) - عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، حدّثنا أبو المغيرة (وهو عبد القدوس بن الحجاج)، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن ثعلبة بن مسلم، عن أبي عمران الأنصاري، عن عبادة ابن الصامت فذكره.
وإسناده حسن من أجل ثعلبة بن مسلم؛ روى عنه جمعٌ، ولم يجرحه أحد، وذكره ابن حبان في ثقاته، ولحديثه أصل ثابت.
وحسّنه أيضًا الهيثمي فقال: «رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن».
قال الأعظمي: لم يتيسر لي الوقوف على سند هذا الحديث إلا من «جامع المسانيد والسنن» لأنّ حديث عبادة بن الصّامت لا يوجد في المعجم الكبير المطبوع.
وفي الباب عن عبد الجبار الخولاني أنه قال: دخل رجلٌ من أصحاب النبيّ ﷺ، فإذا كعب يقصّ، فقال: من هذا؟ قالوا: كعبٌ يقصُّ، فقال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «لا يقصُّ إلّا أمير أو مأمور أو مختال». قال: فبلغ ذلك كعبًا، فما رُئي يقصُّ بعد.
رواه أحمد (١٨٠٥٠) عن يزيد بن هارون، أخبرنا العوام، حدّثنا عبد الجبار الخولانيّ، فذكره.
وفي إسناده عبد الجبار الخولانيّ من التابعين، ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يذكر من روى عنه سوى العوام بن حوشب فهو «مجهول»، أو «مقبول» على اصطلاح الحافظ ابن حجر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 96 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف

  • 📜 حديث: لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب