حديث: لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مراء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يقص إلّا أمير أو مأمور

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، أنّ النبيَّ ﷺ قال: «لا يقصّ على النّاس إلّا أميرٌ، أو مأمور، أو مراءٍ».

حسن: رواه ابن ماجه (٣٧٥٣) عن هشام بن عمار، قال: ثنا الهقل بن زياد، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، عن عبد اللَّه بن عامر الأسلميّ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، أنّ النبيَّ ﷺ قال: «لا يقصّ على النّاس إلّا أميرٌ، أو مأمور، أو مراءٍ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه ﷺ.
هذا حديث شريف رواه الإمام أبو داود في سننه، وغيره، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال: «لَا يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُرَاءٍ».
وفي رواية: «لا يَقُصُّ إِلاَّ أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُخْتَالٌ».

أولاً. شرح المفردات:


● يَقُصُّ: أي يقصُّ القِصص، ويُخبر بها، والمقصود هنا هو الوعظ والتذكير بقصص الأنبياء والصالحين وأخبار الأمم السابقة، وهو ما يُعرف بـ "القصص" أو "القَصَص".
● أمير: هو الذي له ولاية وسلطان على الناس، كالحاكم أو من ينوب عنه.
● مأمور: هو الشخص الذي يأمره الأمير أو الوالي بالقصص والوعظ، فيفعل ذلك بأمره وتفويض منه.
● مراءٍ (أو مختال): هو الذي يُرائي الناس بعمله، ويقصُّ ليباهي ويُظهر نفسه، طلباً للسمعة والجاه عند الناس، لا طلباً لوجه الله تعالى.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يُحذّر النبي ﷺ في هذا الحديث من التسرع والتطوع للقيام بمهمة الوعظ بالقصص دون إذن أو تفويض. ويبيّن أن من يقوم بهذا الفعل لا يخلو من ثلاث حالات:
1- أن يكون أميراً له ولاية على الناس، فهو المسؤول عنهم والمُخوّل شرعاً بتعليمهم وتذكيرهم وتوجيههم، بما في ذلك القصص الهادف.
2- أن يكون مأموراً من قبل الأمير، أي أن يكون قد كُلّف بهذه المهمة بشكل رسمي، ففعله بناء على أمر المسؤول، فهو قائم بواجب الطاعة والانضباط.
3- أن يكون مرائياً، أي أن دافعه هو حب الظهور والسمعة، وطلب المنزلة في قلوب الناس، وليس إخلاص العمل لله تعالى.
فالحديث يشير إلى أن الخروج عن هذه الضوابط (الإمارة أو الأمر) يدخل في دائرة الرياء والافتئات على ولاة الأمر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- تنظيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الإسلام دين نظام وانتظام، لا فوضى. فمهمة التوجيه والوعظ العام، خاصة إذا كانت في محافل الناس، تحتاج إلى تنظيم وتكليف من أولي الأمر لضمان سلامة المحتوى ووحدة الصف وعدم إثارة الفتن.
2- ذم الرياء والتحذير منه: الحديث يربط مباشرة بين التطوع للقصص دون إذن وبين دافع الرياء، مما يشدد النكير على هذا الخلق الذميم ويحذر منه.
3- احترام ولاة الأمر وأهل الاختصاص: يُعلّم الحديث احترام صلاحيات ولاة الأمر (الأمراء والعلماء الرسميين) وعدم التعدي على اختصاصاتهم، فليس كل من حسنت نيته أو حفظ بعض المعلومات مؤهلاً للوقوف في الناس معلماً وواعظاً.
4- الحفاظ على سلامة العقيدة والعلم: القصص قد تتضمن أخباراً عن الأنبياء والغيبيات، والتحدث فيها بغير علم أو بإسناد ضعيف يؤدي إلى نشر الإسرائيليات والخرافات، فالتنظيم ضمان لسلامة المادة العلمية المقدمة للناس.
5- تمييز مجالس الذكر عن القصص الرسمي: لا يعني الحديث منع الناس من تذاكر الخير والموعظة بينهم في المجالس الخاصة أو الأصدقاء، بل المقصود هو الذي يقص على الناس بشكل عام وفي المحافل العامة وكأنه متخذٌ له حرفة ومسؤولية.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وشروطه، ومن شروطه أن لا يؤدي إلى فتنة أو مفسدة أكبر.
- العلماء الذين جمعوا بين العلم الشرعي الرصين والإذن من ولاة الأمر هم ورثة الأنبياء حقاً، وهم الذين يُقتدى بهم.
- الحديث لا يمنع طالب العلم من الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة في دائرة تأهله وبالطرق المناسبة، ولكن ينبه إلى خطورة التصدّر غير المؤهل والبحث عن الشهرة.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٧٥٣) عن هشام بن عمار، قال: ثنا الهقل بن زياد، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، عن عبد اللَّه بن عامر الأسلميّ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكره. وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد اللَّه بن عامر.
لكن رواه الإمام أحمد (٦٦٦١) عن هيشم بن خارجة، حدّثنا حفص بن ميسرة، عن ابن حرملة،
عن عمرو بن شعيب، به.
وإسناده حسن؛ لأنّه من نسخة عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه.
وهيثم بن خارجة، وابن حرملة صدوقان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 94 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مراء

  • 📜 حديث: لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مراء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مراء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مراء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مراء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب