حديث: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٢٦٤)﴾

عن محمود بن لبيد قال: خرج النبي ﷺ فقال: «أيها الناس إياكم وشرك السرائر» قالوا: يا رسول اللَّه، وما شرك السرائر؟ قال: «يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر».
وفي رواية: أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قالوا: يا رسول اللَّه، وما الشرك الأصغر؟ قال: «الرياء، يقول اللَّه عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءًا».

صحيح: رواه ابن خزيمة (٩٣٧)، وابن أبي شيبة (٨٤٨٩)، وأحمد (٢٣٦٣١)، والبغوي في شرح السنة (٤١٣٥)، والبيهقي في شعب الإيمان (٦٨٣١) كلهم من طرق عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد فذكره.

عن محمود بن لبيد قال: خرج النبي ﷺ فقال: «أيها الناس إياكم وشرك السرائر» قالوا: يا رسول اللَّه، وما شرك السرائر؟ قال: «يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر».
وفي رواية: أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قالوا: يا رسول اللَّه، وما الشرك الأصغر؟ قال: «الرياء، يقول اللَّه ﷿ لهم يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نعلم وبما نسمع. هذا الحديث العظيم يحذرنا من داء خفي قد يهلك صاحبه وهو الرياء، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله ثم بما ورد في كبار شروح الحديث المعتمدة مثل "فتح الباري" للحافظ ابن حجر و"شرح النووي على صحيح مسلم".

أولاً. شرح المفردات:


● شرك السرائر: الشرك الخفي الذي يكون في داخل القلب وسريرة الإنسان.
● الرياء: هو أن يعمل الإنسان العمل الظاهري لا لله تعالى وحده، بل ليراه الناس فيمدحوه ويثنوا عليه.
● يزين صلاته: يحسنها و يطيل فيها ويجمل هيئتها.
● جاهداً: بمعنى يجتهد ويبالغ في تحسينها.
● الشرك الأصغر: هو ما أطلق عليه الشرك مجازاً وتوسعاً، ولكنه لا يخرج من الملة كالشرك الأكبر، وإن كان ذنبا عظيماً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه فحذرهم من "شرك السرائر"، وهو الشرك الخفي الذي لا يعلمه إلا الله. ولما استفهم الصحابة رضوان الله عليهم عن معناه، بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه الرياء في الطاعات.
وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثالاً واضحاً لهذا الداء: أن يقوم الرجل فيصلي، فيجتهد في إطالة صلاته وتحسين ركوعها وسجودها وقراءتها، ليس ابتغاء وجه الله وحده، ولكن لأنه يعلم أن الناس ينظرون إليه، فيريد أن يظهر أمامهم بمظهر الخشوع والعبادة. فنيته خبيثة، وعمله فاسد، لأنه أشرك مع الله غيره.
وفي الرواية الأخرى يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على خطورة هذا الذنب بقوله: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، وهو الرياء. ثم بين العقوبة المهينة يوم القيامة، حيث يأمر الله تعالى المرائي أن يذهب إلى أولئك الذين كان يعمل لأجلهم ويرائيهم في الدنيا – وهم عباد مثله لا يملكون له نفعاً ولا ضراً – ويطلب منهم أن يعطوه جزاء عمله وثوابه، فيخيب ظنه ويخزى ويخجل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة الرياء وعظمه: جعله النبي صلى الله عليه وسلم من أخوف ما يخافه على أمته، وسماه "شركاً" لشبهه بالشرك الأكبر في صرف شيء من العبادة لغير الله.
2- الإخلاص شرط لقبول العمل: لا يقبل الله تعالى من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، فمن أراءى بطل عمله وحبط أجره.
3- مراقبة القلب والنية: على المسلم أن يجاهد نفسه ويحاسبها ويستغفر الله دائماً ليطهر نيته من شوائب الرياء والعجب.
4- التحذير من إظهار العبادة أمام الناس: لا ينبغي للمسلم أن يفعل الطاعات أمام الناس بقصد الرياء، بل يفعلها لله وحده، سواء رأاه أحد أم لم يره.
5- عاقبة المرائي يوم القيامة: هي الخزي والندامة، حيث يفضح أمام الخلائق ويُحرم من الأجر، ويُرد عمله عليه لأنه لم يكن خالصاً لله.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الفرق بين الرياء و السمعة: الرياء هو أن يعمل العمل ليراه الناس، والسمعة أن يعمله ليسمعوا به. وكلاهما من أنواع الشرك الخفي.
- من علاجات الرياء:
- استحضار عظمة الله تعالى وعلمه بما في السرائر.
- تذكر الموت والقبر وسؤال منكر ونكير.
- تذكر ذلة المرائي وخزيه يوم القيامة.
- الإكثار من الدعاء والطلب من الله تعالى الإخلاص.
نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من الشرك كله، ما ظهر منه وما بطن، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٩٣٧)، وابن أبي شيبة (٨٤٨٩)، وأحمد (٢٣٦٣١)، والبغوي في شرح السنة (٤١٣٥)، والبيهقي في شعب الإيمان (٦٨٣١) كلهم من طرق عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد فذكره. وإسناده صحيح.
واللفظ الأول لابن خزيمة وابن أبي شيبة، واللفظ الثاني للبغوي والبيهقي، والإمام أحمد لم يسق لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على لفظ حديث قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 173 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس

  • 📜 حديث: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب