حديث: أول من يقضى عليه يوم القيامة شهيد وعالم وجواد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٢٦٤)﴾

عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة، فقال له ناتِلُ أهل الشام: أيها الشيخ حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللَّه ﷺ، قال: نعم سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن، ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع اللَّه عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٥٢: ١٩٠٥) عن يحيى بن حبيب الحارثي، حدّثنا خالد بن
الحارث، حدّثنا ابن جريج، حدثني يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار فذكره.

عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة، فقال له ناتِلُ أهل الشام: أيها الشيخ حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللَّه ﷺ، قال: نعم سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن، ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع اللَّه عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحذر من آفة خطيرة وهي الرياء، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● تفرق الناس: انصرفوا وتشعّبوا.
● ناتل أهل الشام: رجل من أهل الشام، و"ناتل" قد يكون اسمه أو صفته.
● يُقضى: يُحاسب ويُفصل في أمره.
● عرفه نعمه: بيّن الله له النعم التي أنعمها عليه.
● فسحب على وجهه: جُرَّ وجذب بعنف على وجهه ذلاً وهواناً.
● وسع الله عليه: أعطاه مالاً كثيراً وفضله عليه.
● من أصناف المال كله: من جميع أنواع المال من نقد وعقار ومواشي وغيرها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة أنواع من الناس يكونون أول من تقضى عليهم يوم القيامة، وهم ممن عملوا أعمالاً صالحة لكنهم أضاعوها بالرياء والسمعة:
1- الشهيد: وهو الذي قاتل في سبيل الله واستشهد، لكنه لم يقصد بذلك وجه الله، بل قصد أن يمدحه الناس ويقولوا عنه "شجاع" أو "جريء". ففي يوم القيامة يكذبه الله ويخبره أن نيته كانت للسمعة، فيُعذّب ويُسحب على وجهه إلى النار.
2- العالم وقارئ القرآن: وهو الذي تعلم العلم وعلّمه وقرأ القرآن، لكنه لم يفعل ذلك خالصاً لله، بل ليمدحه الناس ويقولوا عنه "عالم" أو "قارئ". فيكذبه الله يوم القيامة ويخبره أن نيته كانت للرياء، فيعذب ويلقى في النار.
3- الغني المنفق: وهو الذي أنفق أمواله في وجوه الخير، لكنه لم ينوِ بذلك وجه الله، بل ليمدحه الناس ويقولوا عنه "جواد" أو "كريم". فيكذبه الله ويخبره أن نيته كانت للسمعة، فيعذب ويلقى في النار.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- خطر الرياء: الحديث تحذير شديد من الرياء، وهو أن يعمل الإنسان العمل لا لله بل ليراه الناس أو ليمدحوه.
2- الإخلاص شرط القبول: لا يقبل الله العمل إلا إذا كان خالصاً لوجهه، قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}.
3- النية أساس العمل: النية هي التي تميز العبادة عن العادة، والعمل القليل مع الإخلاص خير من كثير مع الرياء.
4- الوعيد الشديد للمرائين: هؤلاء كانوا من أهل الطاعات لكنهم أضاعوها بالرياء، فاستحقوا العذاب الشديد.
5- حسن الظن بالله مع الخوف منه: لا ينبغي للمسلم أن يغتر بعمله، بل يخاف أن لا يتقبله الله منه.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.
- الرياء من كبائر الذنوب، وهو الشرك الأصغر كما ورد في الحديث.
- على المسلم أن يجاهد نفسه لتصحيح نيته، ويستعيذ بالله من الشرك والرياء.
- من العلاج النافع للرياء: إخفاء العمل ما أمكن، والإكثار من الدعاء بالإخلاص، وتذكير النفس بعظمة الله وأن الناس لا ينفعون ولا يضرون.
نسأل الله أن يخلص أعمالنا، ويجعلها صالحة مقبولة، وأن يحفظنا من الشرك والرياء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٥٢: ١٩٠٥) عن يحيى بن حبيب الحارثي، حدّثنا خالد بن
الحارث، حدّثنا ابن جريج، حدثني يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار فذكره.
وقوله: «ناتل أهل الشام» وهو ناتل بن قيس الخزاعي، وكان كبير قومه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 172 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول من يقضى عليه يوم القيامة شهيد وعالم وجواد

  • 📜 حديث: أول من يقضى عليه يوم القيامة شهيد وعالم وجواد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول من يقضى عليه يوم القيامة شهيد وعالم وجواد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول من يقضى عليه يوم القيامة شهيد وعالم وجواد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول من يقضى عليه يوم القيامة شهيد وعالم وجواد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب