حديث: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨)﴾

عن زيد بن أرقم قال: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته، حتى نزلت هذه الآية ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨) فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٣٤)، ومسلم في المساجد (٣٥: ٥٣٩) كلاهما من حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن الحارث بن شبيل، عن أبي عمرو الشيباني، عن زيد بن أرقف فذكره.

عن زيد بن أرقم قال: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته، حتى نزلت هذه الآية ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨)﴾ فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ، يُكَلِّمُ أَحَدُنَا أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238] فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ، وَنُهِينَا عَنِ الْكَلَامِ.
رواه البخاري ومسلم وغيرهما.


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ: أي كانوا يتحدثون بكلام الدنيا العادي أثناء أداء الصلاة.
● يُكَلِّمُ أَحَدُنَا أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ: كان أحد المصلين يخاطب صاحبه الذي بجواره ليقضي له حاجة أو يسأله عن شيء.
● حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ: أوجب الله تعالى المحافظة على الصلوات بأدائها في أوقاتها مع إتمام أركانها وشرائطها.
● وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى: هي صلاة العصر على أصح أقوال العلماء.
● وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ: والقنوت هنا يحتمل معنيين عظيمين:
● السكوت وترك الكلام، وهو المعنى المراد في هذا الحديث والذي كان سبب نزوله.
● الخشوع والخضوع والطاعة، وهو المعنى العام الشامل للآية.
● فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ: أي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول الآية أن نسكت في الصلاة ولا نتكلم.
● وَنُهِينَا عَنِ الْكَلَامِ: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلام مطلقاً في الصلاة من غير حاجة شرعية.

# 2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه عن حال المسلمين في بداية الإسلام، حيث كانوا يتكلمون أثناء الصلاة في أمور دنياهم، كأن يطلب أحدهم من جاره شيئاً أو يرد عليه، وكان هذا جائزاً في أول الأمر لتدرج التشريع.
فلما نزلت الآية الكريمة من سورة البقرة: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾، فسر النبي صلى الله عليه وسلم القنوت هنا بالسكوت وعدم الكلام، فأمر الصحابة أن يسكتوا في الصلاة، ونهيهم عن الكلام فيها إلا ما استثني، مثل: قراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، والتكبير، والسلام، ونحو ذلك من الأذكار المشروعة، أو تصحيح الإمام إذا أخطأ.
فكانت هذه الآية من أوائل ما نسخ من الأحكام، حيث نسخت حكم جواز الكلام في الصلاة، وأصبح السكوت واجباً.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● التدرج في التشريع: من حكمة الله تعالى أن شرع الأحكام على مراحل، فكان الكلام في الصلاة مباحاً أولاً ثم نسخ، تهيئة للنفوس وتيسيراً عليها.
● عظمة مكانة الصلاة: حيث خصها الله بالذكر وأمر بالمحافظة عليها، وجعل لها مكانة وسطى خاصة.
● وجوب الخشوع في الصلاة: والاشتغال بمناجاة الله تعالى عما سواه، فالصلاة هي صلة بين العبد وربه.
● الانقياد لأمر الله ورسوله: حيث امتثل الصحابة رضي الله عنهم فوراً للأمر، وتركوا الكلام الذي كانوا accustomed عليه.
● تحريم الكلام في الصلاة: وهو حكم ثابت بالإجماع، فمن تكلم في صلاته عامداً عالماً بالتحريم فإن صلاته تبطل.
● استثناء بعض الكلام: يستثنى من ذلك ما وردت به السنة، مثل: رد المأموم على الإمام إذا سلم عليه، أو تنبيهه إذا نسى، أو التسبيح للرجال والتصفيق للنساء لتنبيه الإمام.

# 4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب سترة المصلي وباب الخشوع في الصلاة.
- اختلف العلماء في الصلاة الوسطى على عدة أقوال، وأرجحها أنها صلاة العصر، لما ورد في الأحاديث الصحيحة من التأكيد على المحافظة عليها.
- الكلام في الصلاة ينقسم إلى:
● كلام مبطل: وهو كل كلام آدمي (كلام الناس العادي) لغير حاجة شرعية.
● كلام غير مبطل: مثل الأذكار الواردة، أو التنبيه للإمام، أو الرد عليه إذا سلم.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة على الوجه الذي يرضيه، وأن يجعلنا من القانتين الخاشعين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٣٤)، ومسلم في المساجد (٣٥: ٥٣٩) كلاهما من حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن الحارث بن شبيل، عن أبي عمرو الشيباني، عن زيد بن أرقف فذكره.
ولفظهما سواء إلا أن البخاري لم يذكر: «ونهينا عن الكلام».
القنوت: معناه العبادة والطاعة.
وروي عن أبي سعيد مرفوعا: «كل حرف من القرآن يذكر فيه الكنوت فهو الطاعة».
رواه أحمد (١١٧١١) وفيه ابن لهيعة وفيه كلام معروف، وشيخه دراج روى عن أبي الهيثم وفيه ضعف.
وفي معناه أحاديث أخرى، انظر كتاب الصلاة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 161 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته

  • 📜 حديث: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب