حديث: الرجل الذي في النهر آكلوا الربا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٧٥)﴾

عن سمرة بن جندب قال: كان النبي ﷺ إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: «من رأى منكم الليلة رؤيا؟» قال: فإن رأى أحد قصها، فيقول: «ما شاء اللَّه» فسألنا يوما فقال: «هل رأى أحد منكم رؤيا؟» قلنا: لا، فقال: لكني رأيت الليلة. . . قص رؤياه وجاء فيها: «فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم، فيه رجل قائم على وسط النهر، ورجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان».
قال جبريل: «والذي رأيته في النهر آكلوا الربا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٨٦) ومسلم في الفضائل (٢٢٧٥) كلاهما من حديث جرير بن حازم، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة بن جندب فذكره، واللفظ للبخاري.

عن سمرة بن جندب قال: كان النبي ﷺ إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: «من رأى منكم الليلة رؤيا؟» قال: فإن رأى أحد قصها، فيقول: «ما شاء اللَّه» فسألنا يوما فقال: «هل رأى أحد منكم رؤيا؟» قلنا: لا، فقال: لكني رأيت الليلة. . . قص رؤياه وجاء فيها: «فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم، فيه رجل قائم على وسط النهر، ورجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان».
قال جبريل: «والذي رأيته في النهر آكلوا الربا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من الأحاديث التي رواها الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه، وفيه بيانٌ لعاقبة آكل الربا في الآخرة، وتحذيرٌ شديد من هذه الجريمة العظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● أقبل علينا بوجهه: أي التفت إلينا بعد انتهاء الصلاة.
● رؤيا: ما يراه النائم من أمور تبشّر أو تنذر.
● ما شاء الله: كلمة تعجب وتفاؤل، تقال عند سماع الرؤيا الحسنة.
● نهر من دم: مجرى مائي مليء بالدماء.
● حجارة: جمع حجر، وهي الصخور الصغيرة.
● آكلوا الربا: الذين يتعاملون بالربا ويأكلونه.

ثانياً. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء الصلاة يسأل أصحابه عما رأوه في منامهم من الرؤى، فإن قص أحدهم رؤيا تفسر على خير، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما شاء الله" تفاؤلاً وتبركاً. وفي مرة من المرات لم يرَ أحدٌ من الصحابة رؤيا، فقص عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ما رآه في منامه، وهي من الرؤى الصادقة التي أراها الله إياه.
وفي الرؤيا: يرى النبي صلى الله عليه وسلم نهراً من دم، وفيه رجل يحاول الخروج، ولكن كلما هم بالخروج يرميه رجل آخر بحجر في فمه فيرده إلى مكانه في النهر، ويكرر هذا المشهد بشكل متواصل. فسّر جبريل عليه السلام هذا المشهد بأن الرجل في النهر هو آكل الربا، يعذب في نهر من دم بسبب ما اكتسبه من أموال ربوية محرمة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم الربا وعظم عقوبته: فالحديث يصور بشاعة عذاب آكل الربا في الآخرة، حيث يعذب في نهر من دم، ويمنع من الخروج منه، وهذا يدل على أن الربا من الكبائر العظيمة.
2- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم أصحابه: بسؤاله عن الرؤى وتحليله لها، مما كان وسيلة للتعليم والوعظ.
3- الرؤيا الصالحة جزء من النبوة: كما في الحديث الصحيح، وهي بشرى للمؤمن، ورؤيا الأنبياء حق ووحي.
4- التفاؤل بالخير: قول النبي صلى الله عليه وسلم "ما شاء الله" عند سماع الرؤيا الحسنة يعلمنا to be positive and acknowledge that all good comes from Allah.
5- التحذير من التساهل في المعاملات المحرمة: فالكثير يتهاون في مسألة الربا مع أن عقوبته شديدة في الدنيا والآخرة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث رواه البخاري ومسلم، وهو من الأحاديث المتعلقة بالعقيدة وأحوال الآخرة.
- الربا محرم في جميع الشرائع السماوية، قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275].
- ينبغي للمسلم أن يحرص على التخلص من أي أموال ربوية والتوبة النصوح.
نسأل الله السلامة والعفو في الدنيا والآخرة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٨٦) ومسلم في الفضائل (٢٢٧٥) كلاهما من حديث جرير بن حازم، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة بن جندب فذكره، واللفظ للبخاري.
وأما مسلم فلم يسق لفظ الرؤيا وإنما اكتفى بقوله: «هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا».
وقوله: ﴿فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ﴾ يعني من بلغه نهي اللَّه تعالى عن أكل الربا فانتهى منها فله ما سلف، يعني ما سلف من أكل الربا فهو مما عفا اللَّه عنه.
كما جاء في حديث عمرو بن الأحوص أن النبي ﷺ قال في حجة الوداع: «ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين، وأول ربا أضع ربا العباس» وهو مخرج في موضعه، فلم يأمر برد ما أخذه من الربا في الجاهلية.
وقوله: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا﴾ أي يذهب نفعها أو بركة ماله، ثم الحسرة والخسارة في الدنيا والآخرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 189 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرجل الذي في النهر آكلوا الربا

  • 📜 حديث: الرجل الذي في النهر آكلوا الربا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرجل الذي في النهر آكلوا الربا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرجل الذي في النهر آكلوا الربا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرجل الذي في النهر آكلوا الربا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب