حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦٨)﴾

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «قال اللَّه عز وجل: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عليك، وقال: يد اللَّه ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار» وقال: «أرأيتم ما أنفق منذ
خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٨٤)، ومسلم في الزكاة (٩٩٣) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «قال اللَّه ﷿: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عليك، وقال: يد اللَّه ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار» وقال: «أرأيتم ما أنفق منذ
خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث القدسي التي يرويها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى، وفيه معان جليلة تتعلق بصفات الله تعالى ورحمته وعطائه، وفيما يلي شرحه وبيان مقاصده:
### أولاً. نص الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«قال الله تعالى: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عليك، وقال: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار»
وقال: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع».
(رواه البخاري ومسلم وغيرهما)


ثانياً. شرح المفردات:


● أَنْفِقْ أُنْفِقْ عليك: أي أنفق في سبيل الخير أُنفق عليك بالخير والبركة والتعويض.
● يد الله ملأى: أي ممتلئة بالخير والعطاء لا تنفد.
● لا تغيضها نفقة: أي لا تنقصها الصدقات والإنفاق.
● سحاء: من السَّحْي، وهو العطاء المستمر والسخاء.
● لم يغض ما في يده: أي لم ينقص ما عند الله من الخزائن.
● عرشه على الماء: أي أن عرش الله كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض.
● بيده الميزان: أي أن الله تعالى هو الذي يقدّر الأرزاق ويوازن بين الخلق.


ثالثاً. شرح الحديث:


1- قوله: «أَنْفِقْ أُنْفِقْ عليك»:
هذا أمر من الله تعالى لعباده بالإنفاق في سبيله، ووعده لهم بأن يعوضهم خيراً مما أنفقوا، بل يزيدهم من فضله. وهذا وعد صادق من الله الذي لا يخلف الميعاد، وفيه حث على البذل والعطاء والتصدق، وطمأنة للعبد بأنه لن يفتقر بسبب إنفاقه بل سيعوضه الله بأفضل مما أعطى.
2- قوله: «يد الله ملأى لا تغيضها نفقة»:
هذا إثبات لصفة اليد لله تعالى كما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل، وأن يده سبحانه ملأى بالخير والرزق والعطاء، لا تنقصها كثرة الإنفاق، بل عطاؤه دائم ومستمر. وهذا من كمال قدرته ورحمته، فمهما أنفق العباد فإن خزائن الله لا تنفد.
3- قوله: «سحاء الليل والنهار»:
أي أن عطاء الله مستمر لا ينقطع، كالمطر الذي يسقط بلا انقطاع، فهو يعطي في الليل والنهار، في السراء والضراء، ولا يتوقف عطاؤه لحظة.
4- قوله: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يده»:
هذا استفهام تقريري لبيان عظمة عطاء الله، فما أنفقه الله منذ بدء الخليقة لم ينقص شيئاً من خزائنه، لأنه تعالى غني عن العالمين، وقدرته لا حد لها.
5- قوله: «وكان عرشه على الماء»:
هذا إشارة إلى بداية الخلق، حيث كان عرش الله على الماء قبل خلق السماوات والأرض، كما في الآية: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود:7]. وهذا بيان لعظمة الله وقدرته المطلقة.
6- قوله: «وبيده الميزان يخفض ويرفع»:
أي أن الله تعالى هو الذي يقدّر الأرزاق ويوزعها بين عباده، يخفض من أرزاق من يشاء لحكمة، ويرفع من أرزاق من يشاء لحكمة، وهو الحكيم العليم.


رابعاً. الدروس المستفادة:


1- الحث على الإنفاق في سبيل الله:
فالإنفاق من أعظم القربات، والله يعد المتصدقين بالخلف والعوض.
2- التوكل على الله والثقة بكرمه:
فلا يخشى العبد من الفقر إذا أنفق، لأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.
3- الإيمان بصفات الله تعالى:
كاليد والميزان، على الوجه اللائق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل.
4- التعرف على عظمة الله وقدرته:
من خلال بيان أن عطاءه لا ينفد، وأنه كان عرشه على الماء قبل خلق العالم.
5- اليقين بأن الله هو مقسم الأرزاق:
فلا يتسخط الإنسان على قدر الله، بل يرضى بما قسمه له.


خامساً:

معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث القدسية، التي يرويها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه.
- فيه رد على من يتهاون في الصدقة خوفاً من الفقر، فالله هو الغني وهو الذي يعوض.
- فيه بيان أن عطاء الله دائم لا ينقطع، كسحاب المطر الذي لا ينقطع بركه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنفقين في سبيله، الواثقين بكرمه وعطائه، وأن يرزقنا اليقين في أسمائه وصفاته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٨٤)، ومسلم في الزكاة (٩٩٣) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم مختصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 180 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

  • 📜 حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب