حديث: لا تخرص هذا التمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ﴾

عن جابر قال: أمر النبي ﷺ بزكاة الفطر بصاع من تمر، فجاء رجل بتمر رديء، فقال النبي ﷺ لعبد اللَّه بن رواحة: «لا تخرص هذا التمر»، فنزل القرآن: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ﴾.

صحيح: رواه الحاكم (٢/ ٢٨٣ - ٢٨٤)، والواحدي في أسباب النزول (ص ٨١) كلاهما من حديث أحمد بن سهل بن حمدويه الفقيه، حدّثنا قيس بن أنيف، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا حاتم ابن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر فذكره.

عن جابر قال: أمر النبي ﷺ بزكاة الفطر بصاع من تمر، فجاء رجل بتمر رديء، فقال النبي ﷺ لعبد اللَّه بن رواحة: «لا تخرص هذا التمر»، فنزل القرآن: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: أمر النبي ﷺ بزكاة الفطر بصاع من تمر، فجاء رجل بتمر رديء، فقال النبي ﷺ لعبد الله بن رواحة: «لا تخرص هذا التمر»، فنزل القرآن: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ﴾ [البقرة: 267].


1. شرح المفردات:


● بصاع من تمر: الصاع مكيال معروف في زمن النبي ﷺ، يساوي حوالي 2.04 كيلوغرام من القمح تقريبًا.
● تمر رديء: التمر الرديء هو الرديء الجودة، الرديء النوع، الذي لا يُرغب فيه.
● لا تخرص: الخرص هو التقدير بالظن، وهنا يعني: لا تقبله ولا تعتد به في الزكاة؛ لأنه رديء لا يصلح للزكاة.
● طيّبات: ما هو طيب من المال، الحلال الجيد.
● تَيَمَّمُوا: تقصدوا واختروا.
● الخبيث: الرديء من المال.
● تُغْمِضُوا فيه: تغمضوا عينيكم عنه؛ أي تقبلوه مع كراهة وعدم رضا.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ أمر بإخراج زكاة الفطر صاعًا من تمر، فجاء رجل بتمر رديء (رديء الجودة) ليخرجها زكاة، فقال النبي ﷺ لعبد الله بن رواحة -وكان ممن يكلف بتقدير الزكاة أو قبضها-: «لا تخرص هذا التمر»، أي لا تقبله ولا تعتد به؛ لأنه رديء لا يليق أن يُخرج في الزكاة.
فنزلت الآية الكريمة من سورة البقرة تؤكد هذا المعنى وتؤصله: أن الله تعالى يأمر المؤمنين أن ينفقوا من طيبات ما كسبوا (من المال الحلال الطيب)، ومما أخرج الله لهم من الأرض من الزروع والثمار، ولا يقصدوا الخبيث الرديء منها لينفقوه، وهم لا يقبلونه لأنفسهم إلا أن يتغاضوا عنه ويكرهوه.


3. الدروس المستفادة:


1- وجوب إخراج الطيب من المال في الزكاة والصدقات: فلا يجوز إخراج الرديء أو ما لا يرغب فيه الشخص لنفسه.
2- التخريج على الأصل: الحديث يدل على أن الزكاة والصدقة يجب أن تكون من الجيد المتقبل، لا من الرديء المكروه.
3- النية والإخلاص في العبادة: إخراج الرديء يدل على ضعف الإخلاص ورغبة في التخلص من غير الطيب، والله طيب لا يقبل إلا طيبًا.
4- التأسي بالنبي ﷺ: في أمره بعدم قبول التمر الرديء، ودلالة القرآن على ذلك.
5- الربط بين السنة والقرآن: حيث جاءت السنة موضحة للقرآن، والقرآن مؤكدًا للسنة.


4. معلومات إضافية:


- زكاة الفطر فريضة على كل مسلم، وتخرج طعامًا من قوت البلد كالتمر أو الشعير أو الأرز etc.
- مقدارها صاع نبوي (حوالي 2.04 كغم) عن كل شخص.
- يجب أن تكون من جيد المال، لا من رديئه.
- هذا الحديث يدل على أن إخراج الرديء في الزكاة لا يجوز، وهو من أسباب عدم قبول الصدقة.

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصالحات، وأن يجعلنا ممن ينفقون من طيبات ما رزقهم الله.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٢/ ٢٨٣ - ٢٨٤)، والواحدي في أسباب النزول (ص ٨١) كلاهما من حديث أحمد بن سهل بن حمدويه الفقيه، حدّثنا قيس بن أنيف، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا حاتم ابن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر فذكره.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 176 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تخرص هذا التمر

  • 📜 حديث: لا تخرص هذا التمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تخرص هذا التمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تخرص هذا التمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تخرص هذا التمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب