حديث: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥)﴾

عن أبي موسى الأشعري قال: قام فينا رسول اللَّه ﷺ بأربع: «إن اللَّه لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يرفع القسط ويخفضه، ويُرفع إليه عمل النهار بالليل، وعمل الليل بالنهار».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٩٥: ١٧٩) من طرق عن محمد بن جعفر قال: حدثني شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى قال: فذكره.

عن أبي موسى الأشعري قال: قام فينا رسول اللَّه ﷺ بأربع: «إن اللَّه لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يرفع القسط ويخفضه، ويُرفع إليه عمل النهار بالليل، وعمل الليل بالنهار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي موسى الأشعري قال: قام فينا رسول اللَّه ﷺ بأربع: «إن اللَّه لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يرفع القسط ويخفضه، ويُرفع إليه عمل النهار بالليل، وعمل الليل بالنهار».
(رواه مسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● قام فينا: خطب فينا ووعظنا قائمًا.
● بأربع: بكلمات أربع أو جمل أربع.
● لا ينام: منزه عن صفات النقص كالنوم الذي يحتاج إليه المخلوق.
● ولا ينبغي له: لا يليق به ولا يصح في حقه سبحانه.
● يرفع القسط ويخفضه: القسط هنا بمعنى الميزان، أي يرفع قدر قوم ويخفض آخرين بحكمته وعدله.
● يُرفع إليه عمل النهار بالليل: تُعرض عليه أعمال العباد ليلاً التي عملوها بالنهار.
● وعمل الليل بالنهار: تُعرض عليه أعمال الليل التي عملوها بالنهار.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أربع صفات عظيمة لله تعالى تتعلق بذاته وأفعاله:
أولاً: «إن اللَّه لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام»
- هذا تأكيد على كمال قدرة الله وعلمه وقيوميته. فالنوم صفة نقص تحتاج إليها المخلوقات للراحة، والله تعالى منزه عن ذلك. وهو подтверّ لقوله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255]. فالله لا يغفل عن خلقه لحظة، بل هو المدبّر لكل شيء في كل وقت.
ثانيًا: «يرفع القسط ويخفضه»
- أي أن الله تعالى يرفع من يشاء من عباده ويخفض من يشاء بحكمته وعدله. فمن أطاع رفعه الله وأعزه، ومن عصاه خفضه وأذلّه. وهو المتصرّف في الأمور، يُعزُّ من يشاء ويُذلُّ من يشاء.
ثالثًا ورابعًا: «يُرفع إليه عمل النهار بالليل، وعمل الليل بالنهار»
- أي أن أعمال العباد تُعرض على الله تعالى في أوقات محددة. ففي آخر النهار تُعرض عليه أعمال النهار، وفي آخر الليل تُعرض عليه أعمال الليل. وهذا يدل على عناية الله بأعمال عباده ومتابعتها، وأنه لا يغفل عن حسنة ولا سيئة.


3. الدروس المستفادة:


1- التعريف بصفات الله تعالى: الحديث يوضح صفات الكمال لله، وينفي عنه صفات النقص، فيجب على المسلم أن يعتقد أن الله لا ينام ولا يغفل عن خلقه.
2- اليقين بقدرة الله وتدبيره: الله هو الذي يرفع ويخفض، فلا مُعطي إلا هو ولا مانع إلا هو، فيجب التوكل عليه وحده.
3- مراقبة الله في الأعمال: إذا علم العبد أن أعماله تُعرض على الله مرتين في اليوم، فإن هذا يدفعه إلى المحافظة على الطاعات واجتناب المعاصي.
4- الحث على الاستمرارية في الطاعة: لأن الأعمال تُرفع في أوقات متعاقبة، فينبغي للمسلم أن يجعل حياته كلها طاعة لله.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تُعرف بــ "أحاديث الصفات"، ويجب إمرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
- يُستفاد من الحديث أن رفع الأعمال يكون على فترات، كما جاء في أحاديث أخرى أن الأعمال تُعرض يوم الاثنين والخميس، وتُعرض على الله كل يوم عند طلوع الفجر وعند غروب الشمس.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذه المعاني العظيمة في حياته، ليعبد الله على بصيرة، وليجتهد في فعل الخير وترك الشر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٢٩٥: ١٧٩) من طرق عن محمد بن جعفر قال: حدثني شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 169 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام

  • 📜 حديث: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب