حديث: أنفقوا من طيبات ما كسبتم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ﴾

عن ابن عباس قال: كان أصحاب رسول اللَّه ﷺ يشترون الطعام الرخيص ويتصدقون، فأنزل اللَّه على نبيه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢٧٩٠) عن أحمد بن القاسم بن عطية، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثني أبي، عن أبيه، عن الأشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: كان أصحاب رسول اللَّه ﷺ يشترون الطعام الرخيص ويتصدقون، فأنزل اللَّه على نبيه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن، وهو يوضح سبب نزول آية من آيات الإنفاق في سبيل الله. وإليك الشرح الوافي للحديث:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● يشترون الطعام الرخيص: أي يقتنون الطعام قليل الثمن.
● يتصدقون: يعطون الصدقة من هذا الطعام.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾: هذه الآية الكريمة من سورة البقرة (آية: 267).


ثانياً. شرح الحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم - وهم قدوة في الزهد والورع - يشترون الطعام الرخيص (مثل الشعير أو التمر الرديء) ليطعموا منه الفقراء والمساكين، ظنًا منهم أن هذا يكفي في الصدقة ويحقق المراد. فأنزل الله تعالى هذه الآية تأديبًا لهم وتوجيهًا إلى الأفضل، حيث أمرهم أن ينفقوا من الطيبات التي يكسبونها، لا من الرديء الذي لا يرغبون فيه لأنفسهم.
المعنى العميق: الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، فكما أن المسلم يختار لنفسه الأطيب من الطعام والمال، فعليه أن يختار لله الأطيب أيضًا في عبادته وإنفاقه.


ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- وجوب إنفاق الطيب من المال: لا يجوز للمسلم أن يتصدق بالرديء أو ما لا يريده لنفسه، بل يجب أن يكون المنفق من جيد المال وحلاله.
2- إخلاص النية لله: الإنفاق يجب أن يكون خالصًا لوجه الله، لا للرياء أو السمعة، والله يعلم ما في القلوب.
3- التوجيه النبوي الرقيق: كان الصحابة يفعلون ذلك بدافع التقشف والزهد، فلم يعنفهم الله بل وجههم برفق إلى الأفضل.
4- الاقتداء بالصحابة: رغم أنهم كانوا يخطئون أحيانًا، إلا أنهم كانوا سريعي الاستجابة للتوجيه الإلهي، وهذا من فضلهم وعلو همتهم.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الآية نزلت في سياق آيات الإنفاق في سورة البقرة، والتي تحث على بذل المال في سبيل الله.
- روى هذا الحديث الإمام الطبري في "تفسيره" والإمام ابن كثير في "تفسيره"، وهو حديث صحيح.
- يستفاد من الحديث أيضًا أن العبادة تحتاج إلى علم، فلو لم ينزل الوحي بتصحيح هذا الفعل لاستمر الصحابة على ذلك.
- القاعدة الشرعية: "إن الله لا يقبل إلا الطيب"، وقد وردت في أحاديث أخرى تؤكد على أهمية الحلال في المأكل والمنفق.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن ينفقون مما يحبون، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢٧٩٠) عن أحمد بن القاسم بن عطية، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثني أبي، عن أبيه، عن الأشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل الأشعث بن إسحاق وشيخه جعفر بن أبي المغيرة فإنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 177 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنفقوا من طيبات ما كسبتم

  • 📜 حديث: أنفقوا من طيبات ما كسبتم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنفقوا من طيبات ما كسبتم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنفقوا من طيبات ما كسبتم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنفقوا من طيبات ما كسبتم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب